روسيا وإيران تدعوان لـ «تطهيــــر» إدلب تمهيداً للحرب عليها
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله، أمس، إنه لا يمكن تقبل الوضع في محافظة إدلب السورية لأجل غير مسمى، وأكد أن للحكومة السورية كل الحق في تصفية «الإرهابيين» لتطهير إدلب، آخر أبرز معاقل المعارضة في سورية، كما دعت إيران إلى «تطهير» المحافظة من المتشددين، فيما دخلت 30 آلية عسكرية تركية ريف حماة الشمالي.
وتفصيلاً، نسبت وكالة «إنترفاكس» إلى لافروف قوله أمام طلاب جامعيين في موسكو إن للحكومة السورية، حليفة موسكو، كل الحق في القضاء على المسلحين في محافظة إدلب.
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يقوم بزيارة مفاجئة لدمشق، إنه يجب «تطهير» إدلب من المسلحين.
ووصل ظريف صباح أمس إلى دمشق لإجراء محادثات حول الهجوم، كما قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، خلال مؤتمر صحافي في طهران.
وأضاف قاسمي أن إيران «ستواصل دعم الحكومة السورية في جهودها لاستئصال الإرهابيين من أراضيها، وستواصل تقديم النصح ومساعدة الحكومة السورية في حملتها المقبلة في إدلب».
وبحسب وكالة الأنباء إيسنا، التقى ظريف في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد، ثم رئيس الوزراء عماد خميس، ووزير الخارجية وليد المعلم.
وتأتي زيارة ظريف التي لم تعلن مسبقاً بينما تستضيف إيران، يوم الجمعة المقبل، قمة بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، تخصص للوضع في سورية.
وأفادت وكالة «فارس» للأنباء بأن وزير الخارجية السوري طلب أن تواصل إيران دعمها لسورية، خلال اجتماعه في ظريف.
ونقلت وكالة «فارس» عن ظريف قوله «يجب الحفاظ على جميع الأراضي السورية ويجب أن تبدأ جميع الطوائف والمجموعات جولة إعادة البناء بشكل جماعي، ويجب أن يعود النازحون إلى عائلاتهم».
على الصعيد الميداني، قتل ثمانية مقاتلين موالين للنظام بينهم إيراني في غارة جوية استهدفت قافلتهم نهاية الأسبوع الماضي قرب منطقة التنف في سورية، حيث تقع قاعدة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
ويستخدم التحالف الدولي القاعدة في منطقة التنف، القريبة من الحدود العراقية والأردنية في جنوب شرق البلاد، لتنفيذ عمليات ضد تنظيم «داعش»، وكان استخدمها سابقاً لتدريب مقاتلين سوريين معارضين.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن «استهدفت ضربات جوية رتلاً لقوات إيرانية وميليشيات تابعة لها شمال منطقة التنف»، ما أسفر عن مقتل «إيراني وأربعة سوريين وثلاثة عراقيين أو أفغان». وأضاف عبدالرحمن «لا نعرف ما إذا كانت طائرات التحالف الدولي شنت تلك الضربات».
من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف الدولي، شون ريان «تعرضت التنف لنيران قوات مجهولة لم تتسبب بأضرار، وقوات التحالف لم ترد».
ويقيم التحالف الدولي منطقة أمنية بقطر 55 كلم حول التنف، ويعتبر أي توغل فيها بمثابة تهديد. واستهدف مرات عدة قوات النظام والمسلحين الموالين لها قرب المنطقة.
وعادة ما يقول التحالف إنه يرد دفاعاً عن قواته، مؤكداً أنه لا يريد الدخول في مواجهة مع قوات النظام.
وفي يونيو، قُتل جندي سوري واحد على الأقل وأصيب سبعة آخرون بجروح في غارة قال المرصد السوري إن التحالف الدولي شنها ضد موقع عسكري سوري على بعد نحو 20 كيلومتراً عن منطقة التنف.
كما أفاد المرصد بأن رتلاً تركياً جديداً دخل الأراضي السورية فجر أمس، عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال محافظة إدلب.
وقال المرصد، في بيان أمس، إن أكثر من 30 آلية عسكرية تركية دخلت الأراضي السورية فجراً، حيث اتجه الرتل نحو النقطة التركية في منطقة مورك بريف حماة الشمالي.
وأشار المرصد إلى دخول رتل تركي جديد مؤلف من عشرات الآليات التي تحوي معدات عسكرية ولوجستية وجنود من القوات التركية إلى الأراضي السورية ليلة السبت، وانقسم إلى قسمين.
وحسب المرصد، وصل قسم من الرتل إلى النقطة التركية في منطقة مورك بريف حماة الشمالي، والآخر وصل إلى النقطة التركية في منطقة الصرمان الواقعة بريف معرة النعمان، في استمرار لعمليات تعزيز نقاط المراقبة التركية المنتشرة في محافظات سورية عدة، هي إدلب وحماة وحلب، وتبديل القوات المتواجدة في هذه النقاط وتعزيز تواجدها.
وفي محافظة السويداء، وقع انفجار عنيف بالقرب من مطار خلخلة العسكري، حيث قال مصدر عسكري سوري إن «التفجير الذي سمع صداه في ريف السويداء الشمالي ومدينة السويداء ناجم عن تفجير ألغام مخلفات المجموعات المسلحة في نقطة مربع الفرس قرب مطار خلخلة في ريف السويداء الشمالي».
ونفى المصدر «وقوع أي هجوم على مطار خلخلة العسكري أو على نقاط الجيش السوري في المنطقة».
وقال سكان في مدينة السويداء إن «انفجاراً عنيفاً سمع في مدينة السويداء مصدره منطقة مطار خلخلة، التي تبعد عن المطار نحو 37 كيلومتراً». وكان مطار خلخلة وهو من أكبر المطارات العسكرية في سورية تعرض مطلع شهر أغسطس الماضي لهجوم عنيف من مسلحي «داعش».