لافروف: سنواصل قصف إدلب وإنشاء ممرات آمنة.. ودمشق لا تخطط لاستخدام غازات سامة
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، إن موسكو ستواصل تدمير ورش الأسلحة في إدلب شمالي سورية، مضيفاً أن بلاده ستضع المدنيين في الاعتبار، وتعمل على إقامة ممرات آمنة، ونفى اتهامات بعزم القوات الحكومية السورية استخدام غازات سامة خلال هجوم كبير مرتقب على المسلحين في محافظة إدلب، فيما خيّم الهدوء على أغلب جبهات المعارك في حماة وإدلب.
وتفصيلاً، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن لافروف قوله، إن بلاده ستواصل قصف أهداف عسكرية في محافظة إدلب، إذا كانت هناك حاجة لذلك، ولكنها ستنشئ ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار.
وأضاف لافروف أن القوات الجوية الروسية ستدمّر ما وصفه بمنشآت صنع أسلحة الإرهابيين في إدلب، بمجرد أن ترصد مكانها، ولكنها ستشجع أيضاً اتفاقات المصالحة المحلية.
كما قال لافروف، أمس، خلال ندوة في برلين، «لا يوجد دليل واحد على أن الحكومة (السورية) تعد لاستخدام غازات سامة». واتهم لافروف الولايات المتحدة باستثارة مسلحين في إدلب بهذه التكهنات لاستخدام غازات سامة، موضحاً أن هذا بمثابة «دعوة للمتطرفين لتدبير جديد»، ليكون مبرراً لشن غارات جوية على القوات الحكومية.
كما اتهم لافروف منظمة «الخوذ البيضاء» الإغاثية بالمشاركة في الإعداد لهذا «التدبير».
وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلاً عن الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين، بحث الوضع في إدلب مع أعضاء مجلس الأمن الروسي، أمس.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، قوله إن بوتين عبّر أمام مجلس الأمن الروسي عن قلقه من أنشطة المتشددين في آخر معقل رئيس للمعارضة بسورية.
وفي أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده تعمل على التوصل لوقف إطلاق النار في شمال غرب سورية، الخاضع لسيطرة المعارضة، ومستعدة للتعاون في محاربة الجماعات الإرهابية بمنطقة إدلب.
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الباكستاني، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سيتحدث مع الرئيس بوتين بعد غدٍ عن الوضع في سورية.
ميدانياً، قالت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية السورية «تفقد وزير الدفاع العماد علي أيوب، التشكيلات القتالية في منطقة جورين بريف حماة الغربي، والجبهات المتقدمة بريف إدلب».
وأكدت المصادر أن تفقد وزير الدفاع للقوات السورية «يعتبر مؤشراً على قرب المعركة في منطقة جورين في ريف حماة الغربي ومعركة جسر الشغور».
وكشف قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية أنه «بعد زيارة وزير الدفاع السوري إلى منطقة جورين وجبهات إدلب الغربية، ربما تنطلق عملية عسكرية محدودة في منطقة جسر الشغور التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، وتنظيم حراس الدين المصنفين تنظيمين إرهابيين».
يأتي ذلك في وقت أكد مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية أن «أغلب جبهات ريف حماة الشمالي والغربي وجبهات محافظة إدلب شهدت هدوءاً (أمس) بعد قرار الجبهة الوطنية للتحرير وفصائل معارضة أخرى الرد على أي قصف تقوم به القوات الحكومية باتجاه المناطق المحررة، واستهداف مواقع القوات الحكومية».
وأوضح المصدر أن «التفاهمات الروسية التركية بشأن معارك محافظتي إدلب وحماة خففت من التصعيد، ونحن بانتظار الاجتماع الذي سيعقد بين الرئيسين أردوغان وبوتين في مدينة سوتشي الروسية».
وأشار إلى أن القوات التركية ترسل تعزيزات عسكرية يومية إلى الحدود السورية التركية ونقاط المراقبة التركية، مضيفاً «أرسل الجيش التركي (الليلة قبل الماضية) قوات خاصة (كوماندوز) لتعزيز وحداته العسكرية على الحدود السورية التركية، حيث دخل رتل يضم نحو 100 آلية عسكرية أغلبها تحمل دبابات ومدفعية يصل مداها لأكثر من 30 كيلومتراً، وسط حراسة أمنية مشددة، عبرت محافظة إدلب وتوجهت إلى نقاط المراقبة التركية في ريفي حماة وحلب».
وكشف المصدر أن بعض تلك الأسلحة توجه إلى مقار ونقاط مراقبة تابعة للجبهة الوطنية للتحرير، تحسباً لهجوم أو قصف من القوات الحكومية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أمس، أن «وحدة من الجيش السوري نفذت عملية مركزة ضد أفراد مجموعة من جبهة النصرة، أثناء قيامهم بعمليات التحصين على أطراف بلدة الجنابرة بريف حماة الشمالي، وأن العملية أسفرت عن سقوط أفراد المجموعة بين قتيل ومصاب».
وأضافت الوكالة أن «الجيش السوري نفذ رمايات مركزة على كامل أفراد مجموعة إرهابية تابعة لما يسمى كتائب العزة، تتحصن ضمن الجروف الصخرية، وتقوم بعمليات قنص في أطراف بلدة المصاصنة».
من ناحية أخرى، أكدت «وحدات حماية الشعب الكردي» المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سورية، في بيان أول من أمس، أنها احتجزت أحد زعماء تنظيم «داعش» الإرهابي أثناء محاولته الفرار عبر الحدود إلى تركيا.
وأضاف البيان أن بوجانا كان المسؤول عن توفير شحنات الأسلحة. وأوضح البيان «كشف هذا المرتزق المقبوض عليه، تفاصيل كثيرة عن تنظيم (داعش) الإرهابي وعلاقاته الخارجية».
- «وحدات حماية الشعب الكردي» تؤكد
أنها احتجزت أحد زعماء تنظيم «داعش»
الإرهابي، أثناء محاولته الفرار عبر الحدود
إلى تركيا.