«قسد» تطرد «داعش» من هجين في دير الزور
سيطرت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس، على مدينة هجين في ريف دير الزور الشرقي، فيما امتنعت روسيا والصين عن التصويت خلال اقتراع سنوي لمجلس الأمن الدولي لتمديد الموافقة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود، وأيّد بقية أعضاء المجلس مشروع القرار.
وتفصيلاً، قال قائد من مجلس دير الزور العسكري، إن قوات (قسد) سيطرت على المدينة فجر أمس، بعد معارك عنيفة مع مسلحي «داعش».
وأكد القائد العسكري أن معارك عنيفة جرت في بلدة أبوالخاطر وأبوالحسن شرق مدينة عجين، بعد انسحاب مسلحي داعش من هجين.
وقال مصدر في مجلس دير الزور المدني التابع للمعارضة السورية، إن معارك هجين أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 مدني وإصابة آلاف الجرحى، وفقدان آلاف عدة من الأشخاص ل تزال جثثهم تحت الأنقاض، إضافة إلى دمار المدينة بالكامل.
وبعد السيطرة على مدينة هجين انحسرت سيطرة «داعش» على بلدتي السوسة والباغوز وعدد من القرى والمزارع.
وفي نيويورك صوت مجلس الأمن الدولي أمس، على مشروع قرار تقدمت به الكويت والسويد يجدّد ما ورد في مواد القرار 2165 بضمان وصول المساعدات الإنسانية للسوريين وتحديداً عبر الحدود.
ويسمح القرار الذي حمل رقم 2449 ووافق عليه 13 عضواً باستخدام أربعة معابر لدخول المساعدات الإنسانية للمحتاجين عبر أقصر الطرق، ويجدد عمل آلية وصول المساعدات لمدة 12 شهراً عبر معبر باب الهوى وباب السلام في تركيا، والرمثا في الأردن واليعربية من العراق.
وامتنعت روسيا والصين، عن التصويت لتمديد الموافقة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية، بعد أن قالت موسكو إن التفويض الذي بدأ قبل أربع سنوات «لا صلة له بالواقع».
واشتكى مندوب روسيا بالأمم المتحدة فاسيلي نبينزا، أن النص لم يعد صالحاً لأن أحد المعابر عاد الآن إلى سيطرة قوات النظام السوري، كما تغيرت الأوضاع في أجزاء أخرى من البلاد.
وقال «لا يمكن إنكار أن الاتجاه نحو الاستقرار في سورية في تزايد، على الرغم من المشكلات المتبقية؛ فإن هناك خطوات إيجابية لتحسين الوضع الإنساني».
وأضاف «هذه لحظة حاسمة، وعلى المجتمع الدولي الآن أن يمد يد العون للسوريين للتغلب على الدمار، وضمان أن يعيش من يقررون العودة طوعاً حياة طبيعية».
وقالت مندوبة بريطانيا للمجلس كارين بيرس «نظام الأسد، مدعوماً بمسانديه، لم يصنع مناخاً يجعل المساعدات الإنسانية ضرورية لملايين السوريين فحسب، وإنما أيضاً يواصل استخدام المساعدات كسلاح حرب».
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للمجلس مارك لوكوك، إن المساعدات عبر الحدود «تمثل شريان حياة ضرورياً لملايين السوريين الذين لا يمكن دعمهم عبر وسائل أخرى».
وقال مندوب الصين ما تشاو شو، إن عمليات المساعدات الإنسانية في سورية يجب أن «تراعي بدقة مبادئ الحيادية والإنصاف والابتعاد عن التسييس».
وفي أنقرة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، إن القوات التركية ستدخل مدينة منبج السورية إذا لم تُخرج الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة.
وجاءت تصريحات أردوغان، بعد أن أعلنت أنقرة هذا الأسبوع أنها ستشن عملية جديدة تستهدف المقاتلين الأكراد.
وأشار أردوغان في كلمة باسطنبول، إلى أن تركيا عازمة على إحلال السلام في المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات في سورية.
وكان أردوغان، الذي كان يخاطب اجتماعاً صناعياً في أنقرة،، قد قال إن الهدف من العملية هو «وحدات حماية الشعب»، التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية مرتبطة بالتمرد داخل حدودها.
وتابع: «عملياتنا لا تستهدف الجنود الأميركيين في شرق الفرات»، مضيفاً أن بلاده مصرة على جعل هذه المنطقة آمنة ويمكن العيش فيها.
من جانبه، حذر البنتاغون،، تركيا من أن أي هجوم قد تشنه ضد الأكراد في شمال سورية سيكون «غير مقبول».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الكابتن شون روبرتسون، إن «إقدام أي طرف على عمل عسكري من جانب واحد شمال شرقي سورية وبالأخص في منطقة يحتمل وجود طواقم أميركية فيها، هو أمر مقلق للغاية».
كما أوضح روبرتسون أن «أي عمل من هذا القبيل سنعتبره غير مقبول».
وكان قائد عسكري في الجيش السوري الحر قال في وقت سابق، إن قوات المعارضة جهزت أكثر من 15 ألف مقاتل لدخول الأراضي السورية، وتم تحديد 150 هدفاً للوحدات الكردية في مناطق منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين.
وأضاف أن الجيش التركي أرسل أول من أمس، أكثر من 50 آلية عسكرية من مدرعات ودبابات وآليات عسكرية أخرى، وسبع حافلات تقل قوات خاصة تركية (كوماندوز) إلى مدينة كلس قرب مدينة جرابلس السورية، ومنها تعبر باتجاه مدينة الراعي للمشاركة في معركة منبج المقبلة.