مقتل 11 شخصاً بهجمات إسرائيلـية على مواقع عسكرية لدمشق وإيران في ســورية
أعلنت إسرائيل أنها استهدفت في وقت مبكر أمس، مواقع للجيش السوري وإيران في سورية، «رداً» على إطلاق الإيرانيين صاروخ أرض أرض، ما أسفر عن مقتل 11 مقاتلاً بينهم سوريان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما قالت دمشق إن دفاعاتها الجوية تصدت لإطلاق صواريخ على سورية.
وعلى هامش الضربات في سورية، تبادلت إيران وإسرائيل الوعيد، في حين استهدف تفجير انتحاري رتلاً أميركياً جنوب الحسكة.
وفي التفاصيل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان «أطلق (أول من أمس) فيلق القدس (التابع للحرس الثوري الإيراني) الذي ينشط في الأراضي السورية صاروخ أرض أرض من الأراضي السورية باتجاه الجولان».
وأضاف أن «إيران تقدم بذلك مجدداً دليلاً أكيداً على نياتها الفعلية ترسيخ جذورها في سورية، الأمر الذي يهدد دولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي».
وتابع «رداً على الهجوم، وخلال الليل، هاجمت مقاتلات للجيش مواقع عسكرية لفيلق القدس الإيراني في سورية، وبطاريات سورية للدفاع الجوي».
وأوضح أنه «استهدف مخازن ذخيرة وموقعاً في مطار دمشق الدولي، وموقعاً للاستخبارات الإيرانية، ومعسكر تدريب إيرانياً لفيلق القدس في سورية».
وذكر الجيش الإسرائيلي أيضاً أنه «خلال تنفيذ الضربات أطلقت عشرات من صواريخ أرض جو السورية، ورداً على ذلك، تم ضرب العديد من بطاريات الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة السورية».
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، للصحافيين: «لاحظنا هجوماً مرفوضاً قامت به القوات الإيرانية، لا الميليشيات الشيعية ولا القوات السورية، بل قوات إيرانية أطلقت صاروخاً إيراني الصنع من محيط دمشق على أراضي إسرائيل ذات السيادة».
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، أنه لن يسمح «بالأعمال العدوانية الإيرانية»، وقال في حفل تدشين مطار جديد في جنوب إسرائيل: «وجه سلاح الجو ضربة قوية ضد أهداف إيرانية في سورية، بعدما أطلقت إيران صاروخاً من هناك باتجاه إسرائيل».
وأضاف «لن نسمح بمثل هذه الأعمال العدوانية. نحن نعمل ضد إيران وضد القوات السورية التي هي أدوات العدوان الإيراني».
يأتي ذلك بعد أن صرح، الليلة قبل الماضية، قائلاً: «لدينا سياسة راسخة تتمثل في قصف التحصينات الإيرانية في سورية، وإلحاق الضرر بكل من يحاول إيذاءنا».
وفي طهران، نقلت وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء، وهي موقع يخضع لإشراف التلفزيون الرسمي، عن البريجادير جنرال عزيز نصير زاده، قوله «الشبان في القوات الجوية مستعدون تماماً وينتظرون بفارغ الصبر مواجهة النظام الصهيوني ومحوه من على وجه الأرض».
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «قصف صاروخي إسرائيلي مكثف على محيط مطار دمشق الدولي، وضواحي العاصمة دمشق وريفها الجنوبي والجنوبي الغربي». وأضاف أن «الصواريخ وصلت إلى أهدافها، وأصابت مواقع ومستودعات للإيرانيين و(حزب الله) اللبناني».
وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء الرسميّة السوريّة (سانا): «قام العدو الإسرائيلي بضربة كثيفة أرضاً وجواً (صباح أمس)، وعبر موجات متتالية بالصواريخ الموجهة». وأضاف «على الفور، تعاملت منظومات دفاعنا الجوي مع الموقف، واعترضت الصواريخ المعادية، ودمرت غالبيتها قبل الوصول إلى أهدافها، وأسقطت عشرات الأهداف المعادية التي أطلقها العدوّ الإسرائيلي باتّجاه الأراضي السوريّة».
وقالت «سانا» إن «العدوان الإسرائيلي تمّ من فوق الأراضي اللبنانيّة، ومن فوق إصبع الجليل، ومن فوق بحيرة طبريا، واستخدم مختلف أنواع الأسلحة لديه، وتمكنت الدفاعات الجوية من التصدي لمعظم الأهداف المعادية».
وتحدث الجيش الروسي عن مقتل أربعة جنود سوريين، وإصابة ستة، وتدمير 30 صاروخاً وقنبلة أطلقتها إسرائيل، فيما لفت المرصد السوري إلى مقتل 11 مقاتلاً، بينهم سوريان.
يأتي ذلك في وقت استهدف تفجير انتحاري لتنظيم «داعش»، أمس، رتلاً للقوات الأميركية التابعة للتحالف الدولي في شمال شرق سورية، ما تسبب في مقتل خمسة من قوات سورية الديمقراطية (قسد) كانوا برفقتهم، وإصابة عنصرين أميركيين بجروح، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتسبب التفجير، وهو الثاني من نوعه ضد القوات الأميركية في شمال سورية في أقل من أسبوع، في مقتل «خمسة مقاتلين من قوات سورية الديمقراطية المكلفين حماية القوات الأميركية، وإصابة عنصرين أميركيين على الأقل بجروح»، وفق المرصد.
وروى شاهد عيان أن التفجير وقع بالقرب من حاجز للقوات الكردية أثناء مرور الرتل الأميركي.
وفي بيان على «تويتر»، أفاد التحالف الدولي بتعرض «قافلة مشتركة بين القوات الأميركية والقوات السورية الشريكة» لهجوم بسيارة مفخّخة. وأكد أنه «ما من ضحايا في صفوف القوات الأميركية».
ونفت قوات الأمن الكردية من جهتها أي خسائر بشرية جراء الهجوم الذي وقع قرب أحد حواجزها، مشيرة في بيان إلى إصابة امرأة من قواتها بجروح طفيفة.
وفي وقت لاحق، تبنّى تنظيم «داعش» الإرهابي تنفيذ الهجوم.
وكان الرئيس التُركي، رجب طيّب أردوغان، أبلغ نظيره الأميركي، دونالد ترامب، هاتفياً، أول من أمس، استعداد تركيا لتولّي «حفظ الأمن» في مدينة منبج في شمال سورية «بلا تأخير».
وخلال محادثة هاتفيّة هي الثانية بين الرئيسَين في أقلّ من أسبوع، قال أردوغان إنّ «تركيا مستعدّة لتولّي حفظ الأمن في منطقة منبج بلا تأخير»، وفق وكالة الأناضول الرسميّة للأنباء.
وبحسب الأناضول، قال أردوغان لترامب إنّ هذا الاعتداء هو «استفزاز» يهدف إلى التأثير في القرار الذي اتّخذه ترامب الشهر الماضي، والقاضي بسحب قوّاته من سورية.
وخلال المحادثة الهاتفيّة، اتّفق أردوغان وترامب على «مواصلة المشاورات التي بدأت بين رئيسَي أركان البلدين، حول المنطقة الآمنة في سورية» بحسب الأناضول.
وفي وقت لاحق أمس، قال أردوغان إن تركيا لن تسمح أبداً بمنطقة آمنة في سورية تتحول إلى «مستنقع» مثلما حدث في شمال العراق.
وأضاف أردوغان متحدثاً في فعالية في أنقرة، أن تركيا ستعمل مع كل من يرغب في تزويدها بدعم لوجستي للمنطقة الآمنة المزمعة، ولكنه أضاف أنها ستتخذ إجراءات في ما يتعلق بسورية، إذا لم يكن هناك وفاء بالتعهدات التي تلقتها أنقرة.