2500 طفل من 30 دولة موجودون في المخيمات شمال البلاد
تجدد الاشتباكات بين «قسـد» و«داعـش» بشرق سورية.. واستسلام قادة في التنظيم
تجددت الاشتباكات، أمس، بين قوات سورية الديمقراطية (قسد) وعناصر تنظيم «داعش» في بلدة الباغوز، آخر معقل للتنظيم في شرق سورية، فيما استسلم قادة من التنظيم لـ«قسد» في مزارع شرق الفرات، بينما أعلنت منظمة «إنقاذ الطفولة» (سايف ذي تشيلدرن)، أمس، أن أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 بلداً يتوزعون حالياً على ثلاثة مخيمات للنازحين في شمال شرق سورية، نصفهم تقريباً فرّوا منذ مطلع العام من الجيب الأخير تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق البلاد.
وفي التفاصيل، أشار مراسل وكالة الأنباء الألمانية، أمس، إلى سماع أصوات اشتباكات وإطلاق رصاص بين قوات «قسد» وعناصر قوات «داعش» الذين يتحصنون في حي داخل البلدة، وسط تحليق مكثف من طيران التحالف الدولي.
ولفت إلى أن الاشتباكات بين الطرفين، أمس، جاءت عقب فشل عملية خروج المدنيين، حيث غادرت 40 شاحنة فارغة بلدة الباغوز، بعد دخولها بنصف ساعة، لقيام عناصر «داعش» بمنع المدنيين من ركوبها.
وأفادت مصادر إعلامية بأن 400 مقاتل من «داعش» لايزالون في الباغوز شرق سورية.
يأتي ذلك في وقت قال فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قادة من «داعش» استسلموا لقوات سورية الديمقراطية في مزارع شرق الفرات.
وبعد أن أعلنت قوات سورية الديمقراطية عن إمكانية اقتحام آخر معاقل «داعش» شرق سورية، أمس، مع انتهاء إجلاء المدنيين، أفادت لاحقاً بأن المدنيين لم يغادروا آخر جيب للتنظيم في الباغوز.
من جانبه، أوضح المتحدث باسم التحالف الدولي، الذي يدعم هجوم قوات سورية الديمقراطية، شون راين، أن «قوات التحالف، بما في ذلك الولايات المتحدة، تواصل دعم قوات سورية الديمقراطية، بينما تتفاوض لإطلاق سراح مدنيين أبرياء، وعودة مقاتليها» من الأسرى لدى التنظيم.
إلا أن قوات سورية الديمقراطية نفت من جهتها وجود أي مفاوضات مباشرة أو عبر وسطاء مع التنظيم. وقال المتحدث باسم حملة قوات سورية الديمقراطية في دير الزور، عدنان عفرين: «حتى الآن لم تحصل أي مفاوضات، ونحن قوات سورية الديمقراطية لم نفتح بعد ملف التفاوض مع (داعش) أو أي جهة أخرى». وأضاف «ليس لدى (داعش) أوراق يفاوض عليها، وليس أمامه إلا الاستسلام فقط»، موضحاً أنه في حال حصول مفاوضات فستكون على أن «يستسلم مقاتلو (داعش) دون أي شروط مقابل خروج المدنيين».
وبحسب عفرين، بات التنظيم محاصراً «في جيب صغير، وليس لديه القوة الكبيرة حتى يتصدى لهجمات قوات سورية الديمقراطية»، مجدداً الإشارة إلى أن «وجود المدنيين هو ما يعرقل عملية التقدم».
وقال دجوار إدلب، وهو قائد عسكري بارز في جيش الثوار التابع للجيش السوري الحر، أول من أمس، إن مسلحي تنظيم «داعش» المتحصنين في بلدة الباغوز، ليس أمامهم إلا الاستسلام أو الموت.
وأضاف القائد العسكري في جيش الثوار، الذي يقاتل إلى جانب قوات سورية الديمقراطية: «تلقينا اتصالات من المدنيين الذين يعيشون في مخيم الباغوز جنوب شرق البلدة بعدم استهداف أطراف المخيم، الذي تسيطر عليه (داعش) إلى حين خروج المدنيين المتوقع خروج دفعة منهم غداً، لذلك توقفت الاشتباكات تماماً إلا في إطار الرد على مصادر النيران التي يطلقها مسلحو (داعش)».
وتابع القائد العسكري، قائلاً: «نتمنى أن يخرج جميع المدنيين وعائلات عناصر (داعش) سالمين دون اشتباك، حتى نتجنب معركة لا نريد دخولها، وأن يسلم عناصر (داعش) أنفسهم، لكن إذا أصروا على القتال فسنقتحم المخيم، وننهي سيطرة (داعش) بشكل كامل، إذ ليس أمامهم إلا الاستسلام أو الموت».
من جهة أخرى، أعلنت مصادر أمنية عراقية أن القوات العراقية تسلمت، أمس، 130 مقاتلاً عراقياً من تنظيم «داعش»، اعتقلتهم قوات سورية الديمقراطية على الأراضي السورية.
وبينما نفت قوات سورية الديمقراطية، التحالف العربي الكردي المدعوم من الولايات المتحدة، العملية، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هؤلاء نقلوا «على متن شاحنات التحالف الدولي، ومن ثم جرى تسليمها للجيش العراقي».
وقال بول برادلي، وهو أحد المتطوعين في منظمة «فري بورما راينجرز»، وهي منظمة إغاثة أميركية غير حكومية، قرب بلدة الباغوز، إن العشرات خرجوا الثلاثاء الماضي بشكل منفرد من الجيب المحاصر، بينهم عائلة فرنسية وأخرى مصرية.
ونقل عنهم قولهم إن «الوضع الغذائي كان صعباً للغاية»، موضحاً أنه رأى معهم «خبزاً مصنوعاً من القمح المطحون مع الماء محترقاً من جانبيه، سعر الكيلوالواحد منه 15 دولاراً، بينما وصل ثمن كيلوغرام السكر في الداخل إلى 60 دولاراً».
وتنقل قوات سورية الديمقراطية الخارجين من جيب التنظيم إلى نقطة فرز قرب الباغوز، يتم فيها جمع معلومات شخصية، والتدقيق في هويات الواصلين، قبل أن يُنقل المشتبه في انتمائهم للتنظيم إلى مراكز تحقيق، بينما تقل شاحنات النساء والأطفال من عائلاتهم إلى مخيمات في شمال شرق البلاد.
وتؤوي ثلاثة مخيمات مخصصة للنازحين في شمال شرق سورية، أبرزها مخيم الهول، أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 بلداً، 1100 منهم وصلوا منذ يناير من جيب التنظيم الأخير، وفق ما أعلنت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» في تقرير، أمس.
وقالت المنظمة إن 38 طفلاً منهم ليس معهم أحد من أفراد عائلاتهم. وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ «الإجراءات الضرورية لضمان أمنهم»، مؤكدة أن الأطفال «معرضون لخطر الموت».
ولا تزيد أعمار بعض الأطفال في المخيمات على أيام أو أسابيع، بحسب المنظمة.
وقالت مديرة مكتب استجابة سورية في المنظمة، سونيا كوش «يجب على جميع الدول التي لديها مواطنون عالقون في سورية تحمّل مسؤولية مواطنيها».
يأتي ذلك في وقت قال فيه مقاتلون في مجلس منبج العسكري، الذي يسيطر على نقاط في محيط بلدة الباغوز، إن عدد المدنيين في بلدة الباغوز حالياً أكثر من 2000 شخص، إضافة إلى المئات من عناصر «داعش» الذين يقودهم نحو 40 قائداً، معظمهم يحملون الجنسية العراقية، ومقاتلون سعوديون وأوربيون.
وأشار المجلس إلى أن عدد عناصر «داعش» الذين يرفضون الاستسلام ويريدون القتال نحو 200 شخص.
وأضاف مقاتلون «أخبرنا المدنيون الذين خرجوا أن مقاتلي (داعش) أعدموا بداية الشهر الجاري نحو 100 عنصر طلبوا الاستسلام حفاظاً على حياة عائلاتهم، ولكن عناصر التنظيم قاموا بإعدام هؤلاء جميعاً».
وتحدث مدنيون لمقاتلي مجلس منبج، قائلين: «المدنيون يعانون الجوع والبرد، في حين أن عناصر (داعش) لديهم مستودعات من المواد الغذائية».
ويشكل ملف المتطرفين الأجانب وعائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية، التي تطالب بلدانهم باستعادتهم، ومحاكمة عناصر التنظيم على أراضيها. ورغم الدعوات من الأكراد والولايات المتحدة، يتردد معظم الدول الغربية، لاسيما الأوروبية منها، في استعادة مواطنيها من سورية.
وطلب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من الدول الأوروبية أخيراً استعادة 800 متطرف معتقلين في سورية، لكن واشنطن رفضت، أول من أمس، عودة شابة أميركية من سورية.
في سياق آخر، قتل 20 شخصاً على الأقل، وهم 14 مدنياً من عمال حقل العمر، إضافة إلى ستة من عناصر «قسد»، أمس، جراء تفجير سيارة مفخخة في شرق سورية، استهدف شاحنة تقل عمالاً من حقل العمر النفطي بمواكبة قوات سورية الديمقراطية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news