«قسد» تعلن هزيمة «داعـــش» وتطالب تركيا بالخروج من الأراضي الســـورية
أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أمس، القضاء التام على تنظيم «داعش»، بعد السيطرة على آخر جيوبه عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، معلنة بدء مرحلة جديدة لمحاربة خلايا التنظيم النائمة، وفيما دعت الحكومة السورية إلى حوار يبنى على الاعتراف بالحكم الذاتي شمالي سورية، طالبت تركيا بالكف عن التدخل في الشؤون السورية، والخروج من الأراضي السورية.
وتفصيلاً، أعلنت القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، بدء مرحلة جديدة لمحاربة خلايا تنظيم «داعش» النائمة في مدينة الباغوز بريف دير الزور الشرقي.
وقالت القيادة، في بيان أصدرته بحقل العمر بريف دير الزور، وبثته وكالة أنباء «هاوار»، أمس، إنهم «هزموا مرتزقة (داعش) معتمدين على مبادئ الأمة الديمقراطية والعيش المشترك»، داعية دمشق إلى الحوار، والاعتراف بخصوصية «قسد».
وطالبت تركيا بـ«الكف عن التدخل في الشؤون السورية، والخروج من الأراضي السورية»، مشيرة إلى أن «هذا الانتصار باهظ الثمن، حيث قتل أكثر من 11 ألفاً من قواتنا، قادة ومقاتلين، كما سقط ضحايا مدنيون كانوا هدفاً لإرهاب (داعش)، كما أصيب أكثر من 21 ألفاً من مقاتلينا بجراح وإصابات مستديمة».
ولفتت إلى أن «قوات سورية الديمقراطية» ستقوم بمساعدة أهالي المناطق في بناء مؤسساتها الإدارية والأمنية، وتهيئة استقرار المناطق، لتتمكن هذه المناطق من إعادة بناء مجالسها الإدارية والتشريعية، من خلال انتخابات ديمقراطية شفافة.
وأكدت أن «حربهم ضد إرهاب (داعش) ستستمر حتى تحقيق النصر الكامل والقضاء على وجوده بشكل كلي»، داعية قوات التحالف لمساندتهم في المرحلة الجديدة لمحاربة إرهابيي «داعش»، وذلك من خلال الاستمرار بحملات عسكرية وأمنية دقيقة، بهدف القضاء الكامل على الوجود العسكري السري لتنظيم داعش، المتمثل في خلاياه النائمة، والتي لاتزال تشكل خطراً كبيراً على المنطقة والعالم بأسره.
وقال القائد العام لقوات سورية الديمقراطية مظلوم كوباني، خلال المؤتمر الصحافي «ندعو الحكومة المركزية في دمشق إلى تفضيل عملية الحوار، والبدء بخطوات عملية للوصول إلى حلّ سياسي على أساس الاعتراف بالإدارات الذاتية المنتخبة في شمال سورية وشرقها، والقبول بخصوصية قواته».
وكانت الحكومة السورية قد أكدت عزم الجيش استعادة مناطق سيطرة سورية الديمقراطية بـ«المصالحات»، أو عبر «القوة» العسكرية.
كما طالب كوباني، تركيا بمغادرة الأراضي السورية، خصوصاً منطقة عفرين، التي يغلب عليها الأكراد.
وتحتفظ تركيا بقوات ضمن ما يعرف بعملية «درع الفرات» في مناطق شمالي سورية، وخصوصاً في عفرين، بينما كانت تجهز لحملة عسكرية لاجتياح مناطق الأكراد شرقي الفرات.
وأنهى القضاء على آخر معاقل تنظيم «داعش» في الباغوز معركة أخيرة شاقة، امتدت أسابيع عدة، وشهدت فرار الآلاف ومقتل المئات.
ورفعت قوات سورية الديمقراطية رايتها الصفراء على مبنى داخل آخر بقعة كانت تحت سيطرة التنظيم في الباغوز.
وعلى بعد أمتار من نهر الفرات، الذي تقع الباغوز على ضفافه الشرقية، شاهد صحافي في وكالة فرانس برس راية التنظيم السوداء مرمية على الأرض.
من جهته، أعلن التحالف الدولي أنه «رغم القضاء على (داعش) في العراق وسورية، علينا التنبه إلى أن الحملة لم تنته».
وأكد التحالف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يشدد على مواصلة العمل للتأكد من القضاء التام على «داعش».
وقال التحالف إنه «علينا دعم القرار الأممي 2254 لإنهاء الصراع في سورية».
واعتبر نائب المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي وليام روباك، أمس، أن انتهاء التنظيم يشكل حدثاً «حاسماً» في المعركة ضد الإرهاب.
وقال روباك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحافي عقدته قوات سورية الديمقراطية في حقل العمر النفطي، «نهنئ الشعب السوري، خصوصاً قوات سورية الديمقراطية، على تدميرها (داعش)».
وأضاف «هذا الحدث الحاسم في القتال ضد التنظيم يشكل ضربة استراتيجية ساحقة، ويؤكد الالتزام الثابت لشركائنا المحليين، والتحالف الدولي في هزيمة (داعش)».
إلا أنه حذّر في الوقت ذاته، من أن القتال ضد التنظيم لم ينته بعد، رغم تجريده من أراضيه في سورية والعراق المجاور. وأول من أمس، أعلن الرئيس الأميركي أن مقاتلي «داعش» لم يعودوا يسيطرون على أي منطقة في سورية. ورغم إعلان الرئيس الأميركي في مناسبات عدة أخيراً إلحاق الهزيمة بالتنظيم، لكن مسؤولين أميركيين عدة، قالوا إن انتهاء التنظيم جغرافياً، لا يعني زوال الخطر الذي يمثله.
وقال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل، إن المعركة ضد التنظيم «بعيدة عن الانتهاء».
وحذّر جون سبينسر، الباحث في «معهد الحرب الحديثة» في «ويست بوينت» من أن هزيمة التنظيم المتطرف لاتزال بعيدة. وقال لوكالة فرانس برس، إن التنظيم «منظمة إرهابية، كل ما عليهم فعله هو إلقاء أسلحتهم، ومحاولة الذوبان وسط السكان، والفرار فحسب». وأضاف «لم ينتهوا ولن ينتهوا» بهذه البساطة.