واشنطن تستعد لسحب كل قواتها من شمال سورية
تركيا تسيطر على «تل أبيض».. وألمـــانيا وفرنسا تطالبانهـا بإنهـاء العملية العســكـريـــة فوراً
سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، أمس، على مدينة تل أبيض الحدودية في اليوم الخامس من هجومها المستمر ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية، فيما طالبت ألمانيا وفرنسا، تركيا بوقف العملية العسكرية فوراً، وأعلنت الولايات المتحدة أنها تستعد لإجلاء قواتها المتبقية في شمال سورية، وقوامها نحو 1000 جندي أميركي.
وتفصيلاً، أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتصالاً مع أردوغان، وطالبته بوقف العملية التي تنفّذها بلاده في شمال سورية فوراً، محذرة من أنها قد تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وتتسبب في عودة تنظيم «داعش» للواجهة، وفقاً لبيان صدر عن مكتب ميركل.
وحذرت وزيرة الدفاع الألمانية، انيجريت كرامب كارنباور، من إنشاء منطقة احتلال تركية في سورية، وقالت في تصريحات لها أمس، إن تركيا شريك في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، و«الناتو» حلف يقوم على القيم، وعلى أعضاء «الناتو» أن يسهموا في استقرار السلم العالمي، وليس زعزعة استقراره.
وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، سيبيت ندياي، أن بلادها «قلقة» لفرار 800 شخص من منتسبي تنظيم «داعش» من مخيم للنازحين في سورية، داعية أنقرة مرة جديدة إلى إنهاء تدخلها العسكري في سورية بأسرع ما يمكن، مشيرة إلى إجماع دول الاتحاد الأوروبي على إدانة هذه العملية أحادية الجانب.
وأعلن وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، أمس، في مقابلة مع برنامج «واجه الأمة» على قناة «سي.بي.إس» أن الولايات المتحدة تستعد لإجلاء نحو 1000 جندي أميركي من شمال سورية، وقال: «في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة علمنا أن الأتراك يعتزمون على الأرجح مد هجومهم إلى مسافة أبعد في الجنوب والغرب مما كان مخططاً في البداية، وعلمنا أيضاً أن قوات سورية الديمقراطية تسعى لإبرام اتفاق مع السوريين والروس لشن هجوم مضاد على الأتراك في الشمال، ووضع القوات الأميركية لا يمكن أن يستمر كما هو عليه»، موضحاً أنه تحدث مع ترامب ووجّه الأخير الجيش الأميركي بالبدء في سحب مدروس للقوات من شمال سورية.
في المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب متلفز أمس، إن «التهديدات الغربية بفرض عقوبات على أنقرة وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عمليتها العسكرية»، موضحاً أن التوغل التركي في سورية سيمتد من كوباني في الغرب إلى الحسكة في الشرق بعمق نحو 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
وجاءت تصريحات أردوغان بعدما أعلنت فرنسا وألمانيا، أول من أمس، تعليق تصدير الأسلحة إلى تركيا على خلفية العملية التي أطلقتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سورية.
بدوره، رفض وزير خارجية تركيا، مولود تشاووش أوغلو، عرضاً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للوساطة بين أنقرة ووحدات حماية الشعب الكردية لوقف التوغل التركي في سورية، وقال أوغلو، في مقابلة حصرية مع القسم التركي في مؤسسة «دويتشه فيله» الألمانية: «لا وساطة ولا تفاوض مع إرهابيين»، بحسب وصفه.
وتابع: «لو كنا نخشى العقوبات الاقتصادية لما أطلقنا هذه العملية، الولايات المتحدة سبق لها أن فرضت عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، ونحن رددنا على تلك العقوبات بالمثل، أي أن تركيا سترد من مبدأ المعاملة بالمثل تجاه أي إجراء سلبي تجاهها».
ميدانياً، سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، أمس، على مدينة تل أبيض الحدودية في اليوم الخامس من هجومها المستمر ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد المرصد بوقوع اشتباكات عنيفة في بلدة «سلوك» الواقعة في ريف الرقة، فيما قالت وزارة الدفاع التركية، أمس، إن القوات التي تقودها تركيا سيطرت على الطريق السريع «إم4»، الواقع على مسافة تراوح بين 30 و35 كيلومتراً داخل الأراضي السورية.
وأعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وهي تحالف لفصائل عربية وكردية تسيطر على مناطق في شمال وشمال شرق سورية، مقتل 31 من أفرادها في الهجوم التركي في شمال سورية منذ أول من أمس، ليرتفع عدد قتلى «قسد» منذ بدء العملية العسكرية إلى 76 فرداً.
ووفق المرصد السوري، فقد أعدم مقاتلون سوريون موالون لأنقرة، تسعة مدنيين رمياً بالرصاص في مناطق تقدموا فيها في اطار الهجوم التركي، وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن المدنيين التسعة أعدموا على دفعات إلى الجنوب من مدينة تل أبيض الحدودية في ريف الرقة الشمالي، مشيراً إلى أن بينهم هيفرين خلف، البالغة 35 عاماً، التي تشغل منصب الأمين العام لحزب مستقبل سورية الكردي.
وأفاد مجلس سورية الديمقراطية، الذراع السياسية لـ«قسد» في بيان له، أنه بعد استهداف سيارة المسؤولة الحزبية تم إعدامها برفقة سائق السيارة.
وأكدت الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سورية أن 785 عنصراً من منتسبي تنظيم «داعش» الإرهابي، تمكنوا من الفرار من مخيم عين عيسى بريف الرقة، وذكرت الإدارة، على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن فرار الموقوفين تم «بتنسيق مع مجموعة من مرتزقة تركيا وبغطاء من القصف التركي»، بحسب الإدارة.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أن هجوم تركيا الدامي على مواقع الأكراد في شمال شرق سورية أجبر 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، مشيرة إلى أنها تتوقع أن يرتفع هذا العدد أكثر من ثلاث مرّات.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركي، في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوكالة «فرانس برس»: «انتقلنا إلى سيناريو الاستعداد لنزوح ما يقارب من 400 ألف شخص داخلياً في أنحاء المناطق المتأثرة بالعملية التركية»، مضيفاً أن هؤلاء سيكونون بحاجة إلى المساعدة والحماية.
- أردوغان: حظر تصدير الأسلحة لن يدفع تركيا إلى وقف عمليتها العسكرية.
- المرصد السوري: مقاتلون موالون لتركيا أعدموا 9 مدنيين رمياً بالرصاص.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news