نزوح 235 ألف شخص جراء التصعيد العسكري في إدلب السورية
نزح أكثر من 235 ألف شخص خلال نحو أسبوعين جراء التصعيد العسكري الأخير في محافظة إدلب بشمال غرب سورية، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، أمس، تزامناً مع تكثيف قوات النظام وحليفتها روسيا وتيرة غاراتها على المنطقة.
ويتعرض ريف إدلب الجنوبي منذ أسبوعين لتصعيد في قصف تشنه طائرات سورية وأخرى روسية، يتزامن مع تقدم للقوات السورية على الأرض في مواجهة الفصائل، وتحديداً في محيط مدينة معرة النعمان، التي تُعد ثاني أكبر مدن محافظة إدلب.
وأورد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في بيان أنه «بين 12 و25 ديسمبر، نزح أكثر من 235 ألف شخص من شمال غرب سورية»، مشيراً إلى أن كثيرين منهم فروا من مدينة معرة النعمان وقرى وبلدات في محيطها، وجميعها باتت «شبه خالية من المدنيين».
ويتوجه الفارون بشكل أساسي إلى مدن أبعد شمالاً مثل إدلب وأريحا وسراقب أو إلى مخيمات النازحين المكتظة بمحاذاة الحدود مع تركيا، ومنهم من يذهب إلى مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة شمال حلب.
وأشار التقرير إلى أن بعض النازحين ممن فروا إلى منطقة سراقب شمالاً اضطروا إلى النزوح مرة أخرى تفادياً للتصعيد الذي قد يطالها أيضاً.
وأفاد مراسلو وكالة «فرانس برس» في إدلب بموجات نزوح ضخمة رصدوها خلال الأيام الماضية، حيث اكتظت الطرقات المؤدية إلى شمال المحافظة بشاحنات وسيارات محملة بالنازحين وحاجياتهم المنزلية.
وسيطرت القوات السورية خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية أغسطس على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
ويتركز التصعيد العسكري على مدينة معرة النعمان ومحيطها شمال خان شيخون، والواقعة أيضاً على هذا الطريق الاستراتيجي.
وحققت القوات السورية تقدماً ملحوظاً خلال الأيام الماضية بسيطرتها على عشرات القرى والبلدات في الريف الجنوبي، كما حاصرت نقطة مراقبة تركية شرق معرة النعمان.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية من جهة والفصائل من جهة ثانية شرق معرة النعمان، بالتزامن مع قصف مدفعي يستهدف قرى وبلدات في محيط المدينة. وفي بيروت أعلنت المديرية العامة للأمن العام في لبنان في بيان أمس، أنها أمنت العودة الطوعية لـ1131 نازحاً سورياً إلى بلادهم اعتباراً من صباح الخميس بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال البيان إن النازحين «حضروا إلى نقاط التجمع رغم سوء الأحوال الجوية من مناطق مختلفة في لبنان، وعبروا إلى الأراضي السورية عبر مراكز المصنع، القاع (شرق لبنان) والعبودية الحدودية (شمال لبنان)».
يذكر أن عدد النازحين السوريين الذين عادوا من لبنان إلى سورية حتى الآن بلغ 392631 نازحاً، ويبلغ عدد النازحين السوريين في لبنان حالياً نحو مليون و500 ألف نازح، ويطالب لبنان بعودة هؤلاء إلى بلادهم عودةً آمنة وكريمة.
- عمليات النزوح الأخيرة حدثت
في الفترة بين 12 و25 ديسمبر.