تركيا تواصل حشد الجنود والأسلحة والمعدات العسكرية في إدلب
كشف مصدر عسكري روسي، أن تركيا قامت بحشد جنود وأسلحة ومعدات عسكرية في إدلب شمال سورية، وسلمت جزءاً كبيراً من العتاد لمسلحي ما يسمى بـ«جبهة النصرة»، فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لا يمكن أن تظل صامتة إزاء تطويق قوات الجيش السوري لمواقع عسكرية تركية بمنطقة إدلب السورية، وذكرت قناة «إن. تي. في» أن أردوغان أبلغ الصحافيين المرافقين خلال رحلة من باكستان بأن المحادثات التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بهذا الشأن كانت إيجابية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إن بلاده ستتّخذ الإجراءات اللازمة في حال فشلت الجهود الدبلوماسية مع روسيا، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الخلافات حول سورية ينبغي ألا تؤثر في علاقات أنقرة بموسكو أو تعرقل صفقة شراء تركيا لمنظومة إس-400 الصاروخية الروسية.
وأوضح أوغلو أن أردوغان، ناقش خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، الصراع في سورية بالإضافة إلى خطة الولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، وتبادلا وجهات النظر بشأن سبل إنهاء الأزمة في إدلب دون أي تأخير. ونقلت وكالة «تاس» عن أوغلو قوله بعد اجتماعه بنظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: «لا يمكننا تغيير مواقفنا أو سياستنا بسبب خلافات فردية مع دولة أو أخرى، علينا ألا نسمح للمشكلات في سورية بالنيل من تعاوننا وعلاقاتنا مع روسيا».
من جانبه، قال لافروف إن بلاده تربطها علاقات جيدة بتركيا لكن ستكون هناك خلافات بينهما أحياناً، مضيفاً: «لدينا علاقات جيدة جداً، لكن الاتفاق التام بشأن كل القضايا لا يمكن أن يكون ممكناً بين أي دولتين»، واعتبر أن انتصار الجيش السوري في محافظة إدلب أمر حتمي. وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، إن أنقرة أوفت بمسؤولياتها في منطقة إدلب بشمال غرب سورية، مضيفاً أن تركيا عازمة على وقف تقدم قوات الجيش السوري في إدلب.
وأفاد مصدر عسكري روسي بأن تركيا تحشد بنشاط جنوداً وأسلحة ومعدات عسكرية في إدلب، وتسلم جزءاً كبيراً منها لمسلحي ما يسمى بـ«جبهة النصرة».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن المصدر قوله، إن تركيا أدخلت إلى إدلب أكثر من 70 دبابة ونحو 200 مدرعة و80 مدفعاً، وأشار إلى أن المسلحين حصلوا من تركيا على أسلحة أميركية الصنع مضادة للطائرات، وتزامن ذلك مع إسقاط مروحيتين للجيش السوري الأسبوع الماضي.
وأضاف المصدر أنه من دواعي القلق تزويد أنقرة المسلحين في منطقة إدلب لخفض التصعيد بالزي العسكري التركي.
وفي السياق نفسه، ذكرت وكالة «الأناضول» للأنباء أن الجيش التركي أرسل تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته المنتشرة على الحدود السورية، في ريفي حلب وإدلب.
إلى ذلك، باشرت الآليات التابعة لمحافظة حلب بإزالة السواتر الترابية والعوائق التي وضعها الإرهابيون على الطريق الدولي «حلب - دمشق» عند مدخل حلب الغربي بعد تأمينه من قبل وحدات الجيش السوري وتحرير المناطق المحيطة بالطريق الدولي.
وبدأت محافظتا حماة وإدلب عمليات تأهيل الطريق الدولي انطلاقاً من مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى مدينة معرة النعمان ومدينة سراقب، تمهيداً لإعادة وضع الطريق الدولي الحيوي بالخدمة بعد انقطاع لسنوات عدة نتيجة سيطرة المسلحون عليه وعلى المناطق المحيطة به.
ويشكل الطريق الدولي «حلب - دمشق» شرياناً اقتصادياً حيوياً يربط محافظة حلب بالمحافظات السورية الأخرى، وطريقاً سريعاً لتدفق البضائع وتجارة الترانزيت ونقل الركاب بين المدن الكبرى وسط البلاد، ويختصر الزمن ويقلل الازدحام والحوادث المرورية.
ألمانيا تعرب عن مخاوفها من حدوث كارثة إنسانية في إدلب
طالب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، روسيا بممارسة نفوذها لإنهاء المعارك في محافظة إدلب السورية، وقال ماس على هامش مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن عقب اجتماع مع نظيريه التركي مولود تشاووش أوغلو، والروسي سيرغي لافروف: «لدينا مخاوف كبيرة من أن يصل الأمر إلى كارثة إنسانية إذا لم تنتهِ المعارك هناك».
وذكر ماس أن ألمانيا تنتظر من موسكو استغلال نفوذها لوقف العمليات القتالية، مضيفاً: «خلافاً لذلك، نتوقع أن يغادر المزيد من المواطنين المنطقة. وهذا أمر لا يمكن أن يكون لأحد مصلحة فيه». ميونيخ ■د.ب.أ
- مصدر عسكري روسي: تركيا منحت مسلحي «النصرة» أسلحة أميركية الصنع مضادة للطائرات.