بريطانيا تفرض عقوبات على مسؤولين سوريين ومقربين من الأسد
أعلنت بريطانيا، أمس، فرض عقوبات جديدة على ستة حلفاء للرئيس السوري بشار الأسد، بينهم وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، ولونا الشبل مستشارة الأسد، ورجلا الأعمال ياسر إبراهيم ومحمد براء قاطرجي، وقائد الحرس الجمهوري مالك عليا، وقائد الفيلق الخامس في الجيش السوري زيد صلاح.
واتهم وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، حكومة الأسد بـ«الهجوم الشامل على المواطنين السوريين، الذين يتعين عليهم حمايتهم»، بحسب وصفه.
وأضاف أن بريطانيا تعمل مع مجلس الأمن الدولي للضغط على سورية، للانخراط بشكل ذي معنى في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة ومحادثات اللجنة الدستورية في جنيف، كذلك حضّت لندن دمشق على إطلاق سراح الأشخاص الذين اعتقلوا بشكل تعسفي، والسماح بوصول المساعدات من دون عراقيل إلى كل أنحاء البلاد.
وهذه العقوبات هي الأولى التي تفرضها لندن على دمشق بموجب سياسة بريطانيا المستقلة للعقوبات بعد بريكست، وكانت بريطانيا، التي غادرت الاتحاد الأوروبي رسمياً في يناير الماضي، تفرض سابقاً عقوبات على دمشق عن طريق التكتل.
ودعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس، إلى إيجاد حلّ سياسي للنزاع في سورية، الذي لايزال من دون مخرج بعد مرور 10 سنوات على اندلاعه.
وكتب ماكرون، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إلى الشعب السوري أريد أن أقول: لن نتخلى يوماً عن هذه المعركة».
وأضاف: «سنبقى إلى جانب الشعب السوري للاستجابة إلى حاجاته الإنسانية، والدفاع عن القانون الدولي ومكافحة الإفلات من العقاب وإيجاد حلّ سياسي، الوحيد الممكن».
من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع التركية وعمال إنقاذ محليون إن صواريخ أصابت ناقلات وقود في شمال سورية، بالقرب من الحدود التركية، ما أسفر عن إصابة شخصين. وكانت ناقلات الوقود متوقفة بجانب مصافي نفط بدائية بين بلدتي الباب وجرابلس، وهي المنطقة نفسها التي تعرضت للقصف بالصواريخ، في وقت سابق هذا الشهر.
وقال عمال إنقاذ محليون إن شخصين أصيبا في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، في الضربات التي قالت وزارة الدفاع التركية إنها نجمت عن صواريخ وقذائف أطلقت من قاعدة عسكرية بمحافظة حلب.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن القوات التركية والمسلحين الداعمين لها، اعتدوا بالقذائف على مناطق سكنية في بلدة تادف ومنطقة كويرس بريف حلب الشرقي، ما أدى إلى وقوع أضرار في بعض ممتلكات الأهالي والمرافق العامة في هذه القرى.
وذكرت «سانا» أنه تم إحباط عملية إرهابية كانت تستهدف مدينة دمشق عبر أحزمة ناسفة، والقضاء على ثلاثة إرهابيين، وإلقاء القبض على ثلاثة آخرين.
إلى ذلك، قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهنّد هادي، إن الأمل معقود على المنظمات الإنسانية في مساعدة الملايين على البقاء على قيد الحياة. لكنه أكد، في الذكرى العاشرة لاندلاع الصراع، أن الحل في سورية ليس إنسانياً، بل يجب أن يكون سياسياً. ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن هادي القول: «للأسف هذه الحرب التي نشأت في سورية، أدّت إلى تهجير ملايين الناس ما بين لاجئين ومشردين داخل سورية، ناهيك عن عدد القتلى الذين لقوا حتفهم في هذه الحرب».
وأضاف: «الناس في سورية يحتاجون إلى شتى أنواع الدعم الإنساني ما بين مأوى وتعليم وغير ذلك، ووصلت بهم الحال في أجزاء من سورية إلى أنهم بحاجة إلى كل أنواع الدعم المقدم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».
وأشار إلى أن الأمم المتحدة قدمت مساعدات لملايين السوريين، لكن هذه المساعدات في الحقيقة لا تغطي جميع الاحتياجات في سورية، إنما تغطي الفئة الأكثر تضرراً واحتياجاً من باقي الفئات السورية، بحسب قوله.ولفت إلى أن جائحة كورونا أثرت جداً في وضع الناس بسورية، فضلاً عن كل المصاعب التي يواجهونها، مشدداً على أن «سورية بحاجة إلى حل سياسي، وإنهاء الحرب الدامية الضروس التي دامت 10 أعوام».
وأشار إلى أن «العمل الإنساني هو عمل مساعد فقط لإبقاء الناس على قيد الحياة في مواجهة الصعاب، لكن لا يوجد حل لإنهاء النزاع عن طريق العمل الإنساني».
تظاهرات في إدلب
تظاهر الآلاف في مدينة إدلب، أمس، إحياء للذكرى العاشرة لاندلاع الاحتجاجات السورية، وردّد المتظاهرون شعارات هتفوا بها في أولى التظاهرات التي خرجت إلى الشوارع في مارس 2011، على غرار «حرية حرية حرية.. سورية بدها حرية».
ودخل النزاع السوري، أمس، عامه الحادي عشر، مثقلاً بحصيلة قتلى تجاوزت 388 ألفاً، وعشرات الآلاف من المفقودين والنازحين، عدا نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سورية وخارجها، ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد.
وشهدت مناطق أخرى في إدلب، بينها مدينة أطمة الحدودية التي تضيق بالنازحين، تظاهرات مشابهة. وتظاهر آخرون في مدن واقعة تحت سيطرة القوات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها في شمال حلب، مثل: أعزاز، والباب. إدلب - أ.ف.ب
- الأمم المتحدة: سورية بحاجة إلى حل سياسي، وإنهاء الحرب الدامية التي دامت 10 أعوام.