الحوثيون ينتشرون ويسحبون دبابات وآليات الجيش

خيّم الهدوء على العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، بعد يوم من سيطرة الحوثيين عليها، حيث بدأ مسلحو الحوثيين سحب عدد من الدبابات والآليات العسكرية من المعسكرات التي استولوا عليها، خصوصاً مقر قيادة القوات المسلحة، إلا أنهم مازالوا منتشرين في العاصمة، بينما رحب المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة والحوثيين.

وتفصيلاً، اغتنم سكان العاصمة فترة الهدوء الحذر للخروج من منازلهم بعد الاختباء لمدة أيام بسبب مواجهات دامية بين الحوثيين والميلشيات التابعة لـ«حزب الإصلاح»، إلا أن بعض شوارع العاصمة تشهد انتشاراً للمسلحين الحوثيين الذين يقيمون نقاط تفتيش في عدد من الأماكن، لاسيما الجهة الشمالية من العاصمة. ولايزالون منتشرين حول المباني الحكومية والمراكز العسكرية التي سيطروا عليها.

وتمركز مقاتلون من «أنصار الله» على مداخل وحول مقار الحكومة والبرلمان والقيادة العامة للقوات المسلحة التي سيطروا عليها أول من أمس. كما أقاموا حواجز على الطرق المؤدية إلى هذه المواقع.

وقال مهدي، الضابط في الشرطة العسكرية في موقع قريب من مقر الإذاعة التي يسيطر عليها الحوثيون «نعمل جنباً إلى جنب (أنصار الله) لحماية المباني الحكومية والحفاظ على ممتلكات الناس».

لكن مصادر متطابقة أكدت أن الحوثيين صادروا منازل شخصيات من «حزب الإصلاح» واللواء علي محسن الأحمر صاحب النفوذ والعدو اللدود لـ«أنصار الله». كما أعلن رئيس بلدية صنعاء، عبدالقادر هلال، الليلة قبل الماضية، استقالته احتجاجاً على انعدام الأمن بعد أن صادر مسلحون حوثيون سيارته على إحدى نقاط التفتيش، وفقاً لعدد من المسؤولين.

وقد بدأ الحوثيون سحب المعدات العسكرية من مقر «الفرقة الأولى مدرع»، وبتسليم المباني الحكومية للشرطة العسكرية، إلا أنهم انتشروا، منذ صباح أمس، وبشكل كبير في شوارع صنعاء، واستحدثوا نقاط تفتيش في معظم الشوارع رافعين الأعلام الخاصة بهم .

وكانت صنعاء قد شهدت، أول من أمس، توقيع اتفاق بين السلطات والحوثيين برعاية الأمم المتحدة، يقضي بتشكيل حكومة وتسمية رئيس وزراء خلال ثلاثة أيام. ورفض الحوثيون التوقيع على الشق الأمني من الاتفاق، المتعلق بتسليم الأسلحة التي استولوا عليها أخيراً من معسكرات للجيش، بعد سيطرتهم على مقار حكومية عدة في العاصمة صنعاء، إلا أنهم سلموا مقار حكومية سيطروا عليها أول من أمس.

من جانبه، رحب المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي بالاتفاق اليمني، متمنياً أن يؤدي إلى وقف العنف وتعزيز أمن واستقرار البلاد، معرباً عن أمله في أن يتجاوز اليمن هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه.

وأعرب المجلس في اجتماعه الذي عقد في نيويورك، أمس، عن أسفه العميق وقلقه البالغ من الأحداث الأخيرة في اليمن.

وأكد المجلس الوزاري دعمه للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ولجهوده في الحفاظ على الشرعية وحقن الدماء، داعياً كل الأطراف إلى تغليب المصلحة الوطنية، وتجنب الإثارة والتحريض، والتمسك بنهج سياسي يجنب اليمن الانزلاق إلى حالة من الفوضى والعنف.

 

 

الأكثر مشاركة