«عصيان مدني» في عدن.. ومواجهات بين الشرطة والحراك الجنوبي
شهدت عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، أمس، «عصياناً مدنياً» استجابة لدعوة أطلقها الحراك الجنوبي في إطار برنامجه التصعيدي للمطالبة بالانفصال واستعادة دولة الجنوب السابقة، فيما وقعت مواجهات بين ناشطي الحراك وقوات الأمن، وفيما أقال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش، في ظل وضع أمني متدهور في البلاد، وبعد الانتشار الكبير للمقاتلين الحوثيين في العاصمة ومناطق أخرى، أصيب ثمانية أشخاص بجروح في خمسة انفجارات استهدفت المسلحين الحوثيين وأنصارهم في منطقة صنعاء.
وتركز العصيان، الذي هو كناية بشكل أساسي عن إضراب وإغلاق للطرقات، في إحياء دار سعد وكريتر والمعلا والمنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر، حيث أغلقت معظم المحال التجارية، بما فيها الشركات الخاصة والمصارف الحكومية والخاصة، بحسب مراسل «فرانس برس».
وقال شهود عيان إن أغلبية المرافق الحكومية والمدارس شهدت شللاً شبه تام. وقال أحد سكان عدن إن ناشطين من الحراك الجنوبي شرعوا منذ الصباح الباكر في «إحراق الإطارات ووضع الحجارة والأخشاب في الشوارع لمنع حركة المركبات وتنفيذ العصيان بالقوة».
وأطلقت الشرطة الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع باتجاه أنصار الحراك الذين أغلقوا الطرقات أمام المارة، من دون أن تسجل أي إصابات بشرية.
وكانت قوى الحراك الجنوبي دعت سكان المدينة، أول من أمس، عبر مكبرات الصوت ومنشورات وزعت في الشوارع، إلى الالتزام بتنفيذ العصيان المدني وشل الحركة في المدينة.
وكان الحراك الجنوبي بدأ في 14 أكتوبر اعتصاماً مفتوحاً وبرنامجاً احتجاجياً تصاعدياً للمطالبة بـ«فك الارتباط» والعودة إلى دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة حتى عام 1990.
وأكدت وكالة الأنباء اليمنية أن الرئيس هادي عيّن العميد الركن حسين ناجي هادي خيران رئيساً لهيئة الأركان العامة، مكان اللواء أحمد علي الأشول. ولم يتم الكشف رسمياً عن أي أسباب لهذا القرار. ويأتي قرار إقالة رئيس الأركان فيما يستمر مقاتلو الميلشيات الحوثية بالانتشار في صنعاء وفي مناطق أخرى من اليمن.
يأتي ذلك في وقت قال مدير أمن أمانة صنعاء، العميد الركن عبدالرزاق المؤيد، متحدثاً لموقع «26 سبتمبر»، إن «خمس عبوات ناسفة انفجرت في شعوب (منطقة صنعاء) مستهدفة اللجان الشعبية التابعة لـ(نصار الله) ومنازل مواطنين».
وقال المسؤول الأمني إنه «تم تفكيك عبوتين ناسفتين، فيما يجري البحث عن عبوات أخرى يعتقد أن عناصر إرهابية وضعتها لاستهداف اللجان الشعبية وعدد من منازل المواطنين».
واللجان الشعبية هي مجموعات المسلحين المنضوين تحت لواء الحوثيين.
ونقل الموقع عن مصدر طبي قوله إن ثمانية أشخاص أصيبوا بالانفجارات، بينهم ثلاثة إصابتهم خطيرة وتتم معالجتهم في المستشفى العسكري.
إلى ذلك، اتهم الحزب الاشتراكي الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، ومقربين منه بالتخطيط لاغتيال الأمين العام للحزب، ياسين سعيد نعمان. واتهم النائب محمد صالح الرئيس السابق ورموز نظامه بالتخطيط للاغتيال، وذلك خلال جلسة لمجلس النواب خصصت أمس لمناقشة برنامج الحكومة.