الحوثيون يسيطرون على مديرية أرحب
قتل أربعة مسلحين حوثيين على الأقل في هجوم شنه مسلحون من القبائل وتنظيم «القاعدة» في رداع وسط اليمن، في حين أعلن قيادي حوثي سيطرة جماعته على مديرية أرحب بالكامل شمال صنعاء.
وتفصيلاً، قالت مصادر يمنية محلية إن المهاجمين سيطروا بعد منتصف الليلة قبل الماضية على مواقع للحوثيين في جبل «قلالة» المطل على قرية «حُمّة صِرار» برداع في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وكانت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة قد اندلعت بين الجانبين، كما أطلق مسلحو القبائل قذائف قبل انسحابهم من تلك المواقع عند ساعات الصباح الأولى أمس.
وفي شمال اليمن، أكد القيادي في جماعة ما يسمى «أنصار الله» (الحوثيون) محمد البخيتي، أن مسلحي الجماعة سيطروا بالكامل على مديرية أرحب شمال اليمن، بعد اقتحام 20 منطقة فيها.
وأشار البخيتي إلى أن اقتحام أرحب جاء بعد «اعتداءات جماعات مرات عدة على منتسبي جماعة الحوثيين خلال الفترة الأخيرة».
في المقابل، فجر مسلحو جماعة أنصار الله الحوثية، صباح أمس، أكثر من منزل في قرية حمة صرار بمديرية رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وقال مصدر محلي لوكالة الأنباء الألمانية، إن سلسلة تفجيرات نفذها الحوثيون صباح أمس، حيث قاموا بتفجير أربعة منازل بحجة أنها تابعة لتنظيم «القاعدة». وأشار المصدر إلى أن الأوضاع في حمة صرار متوترة للغاية، وأن اشتباكات عنيفة تدور بين الحوثيين والقبائل المناهضة لهم بين فترة وأخرى، الأمر الذي دعا العديد من أهالي القرية إلى النزوح إلى قرى مجاورة هرباً من الموت، لافتاً إلى ان الأوضاع الإنسانية سيئة للغاية.
وأضاف أن الحوثيين قدموا قائمة لأهل القرية تضم 14 مطلوباً بتهمة الانتماء لتنظيم «القاعدة»، حيث قبضوا على ثلاثة وتبقى 11 منهم، ويقومون حالياً بتفجير منازلهم.
وذكرت مصادر محلية أن هجوماً واسعاً شنه مسلحو القبائل على مواقع الحوثيين المتمركزين في حمة صرار مساء السبت، حيث حاصرت تلك القبائل الحوثيين المتمركزين هناك من اتجاهات عدة، ثم استهدفتهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وأكدت المصادر سقوط قتلى في صفوف الحوثيين.
وجاء تفجير المنازل بمديرية أرحب بعد وقت قصير من قيام مسلحين حوثيين بتفجير مركز لتحفيظ القرآن الكريم في قرية يحيص بالمديرية ذاتها، بحسب مصدر قبلي.
من جهة أخرى، قال علي القحوم عضو المكتب السياسي لـ«أنصار الله» الحوثية، إن تلك الاشتباكات بدأت بعد الاعتداءات التي نفذتها عناصر تابعة للإصلاح وتنظيم «القاعدة» على اللجان الشعبية.
وبالنسبة لتفجير دار القرآن ومقرات الإصلاح، أشار القحوم إلى أنها كانت مقرات لصنع المتفجرات والسيارات المفخخة، والتي من خلالها تم تنفيذ العديد من العمليات في العاصمة صنعاء خلال الفترة الماضية.
وقال إن هذه المقرات أنشئت تحت أسماء أخرى للتضليل على ما يجري بداخلها. وأكد القحوم أنهم قاموا بتطهير المديرية من تلك العناصر من خلال لجانهم الشعبية التي تعاونت معها قوات الجيش.
وشهدت مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء، أمس، هدوءاً حذراً بعد اشتباكات عنيفة دارت بين جماعة أنصار الله الحوثية وقبائل مناصرة لحزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين).
وأول من أمس، قررت قبيلة أرحب الانسحاب من مواقع القتال وعدم مواجهة الحوثيين بعد جهود بذلتها وساطة قبلية عقب مواجهات خلفت قتلى وجرحى من الطرفين.
وكانت قبائل من أرحب اتهمت الأربعاء الحوثيين بمحاولة اغتيال الشيخ القبلي محمد مبخوت نوفل، ما أدى إلى إصابته مع نجله وثلاثة من مرافقيه وإصابة مثلهم من الحوثيين في إحدى نقاطهم المستحدثة قرب معسكر جبل الصمع، الذي كان تابعاً لقوات الحرس الجمهوري سابقاً.
ومنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، اقتحم الحوثيون مؤسسات حكومية وخاصة ومنازل شخصيات سياسية وعسكرية لخصومهم قبل أن يتوسعوا إلى عدد من المحافظات.