الرئيس اليمني يعلن رسمياً فـــــــي رسالة إلى البرلمان سحب استقالته
سحب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، رسمياً استقالته من منصبه التي قدمها للبرلمان في 22 يناير الماضي، فيما قال مسؤول محلي إن مسلحين يشتبه في انتمائهما لتنظيم «القاعدة» قتلا ضابطاً كبيراً في القوات الأمنية في محافظة لحج بجنوب اليمن.
وفي التفاصيل، نقل الحساب الرسمي للرئيس اليمني، على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، أن الرئيس عبدربه منصور هادي أبلغ مجلس النواب سحب استقالته رسمياً. وكان الرئيس اليمني قدم استقالته للبرلمان في 22 يناير الماضي، عقب سيطرة جماعة الحوثي على دار الرئاسة والقصر الجمهوري بصنعاء.
وصرح أحد مساعدي الرئيس اليمني أن هادي غير موقفه، وتراجع رسمياً عن استقالته بعد إفلاته من الحوثيين الذين يحاصرون مقر إقامته في صنعاء. وأعلن هادي من عدن استئناف مهامه، ووصف الإجراءات التي اتخذها الحوثيون بـ«الباطلة» ولا شرعية لها. وكتب هادي في رسالة إلى البرلمان «أود أن أبلغكم أنني تراجعت عن استقالتي».
ونقل مراسل صحافي عن مصدر في السلطة المحلية بمحافظة عدن، أن هادي شرح في الخطاب مبررات عدوله عن الاستقالة، بعد تخلصه من الضغوط الأمنية التي فرضها المسلحون الحوثيون عليه وعلى أعضاء الحكومة. ووجه هادي وزراء الحكومة بممارسة أعمالهم من مدينة عدن حتى يفرج الحوثيون عن رئيس الحكومة المحاصر خالد بحّاح داخل منزله من قبل الحوثيين في صنعاء.
في سياق متصل، قررت ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» التابعة للحوثيين تقديم رئيس الحكومة اليمنية بحّاح والوزراء الذين وصفتهم بـ«المتغيبين عن أعمالهم» إلى النيابة العامة بتهمة «الخيانة الوطنية». وقالت القناة إن اللجنة ستكلف نواب الوزراء بدلاً عنهم للقيام بمهام تصريف الأعمال الحكومية.
وكانت ما تعرف باللجنة الثورية العليا، التي شكّلها الحوثيون بعد إعلانهم الدستوري في السادس من فبراير الجاري، كلّفت مساء الأحد الحكومة الحالية تصريف الأعمال حتى يتم تشكيل حكومة جديدة ومجلس رئاسي، لكن الحكومة رفضت ذلك التكليف. ونقلت وسائل إعلام يمنية عن بحّاح قوله إنه لن يعمل تحت سلطة ما سماه بالانقلاب.
ونفى مصدر أمني يمني، أمس، المعلومات المتداولة حول حدوث انقلاب ضد الرئيس عبدربه منصور هادي في محافظة عدن. وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية، إن هناك إجراءات أمنية اعتيادية يتم اتخاذها حول سكن الرئيس هادي في المحافظةن ولم يحدث إجلاء أو ترحيل أي جنود ينتمون إلى محافظات شمالية من عدن «كما زعمت الكثير من المواقع الإخبارية». وأوضح المصدر أن من المحتمل أن يكون أفراد الحماية الرئاسية الخاصة بالرئيس هادي قد انتقلوا معه إلى عدن لتأمين مقر سكنه.
في الأثناء، قال مسؤول محلي إن مسلحين يشتبه في انتمائهما لتنظيم «القاعدة» قتلا ضابطاً كبيراً في القوات الأمنية في محافظة لحج بجنوب اليمن، أمس.
وقال المسؤول لـ«رويترز» إن المهاجمين كانا على دراجة نارية، وأطلقا الرصاص من مسدس كاتم للصوت في رأس العقيد سيف حسن زيد مانع الضابط بالبحث الجنائي في لحج عقب خروجه من سيارته صباحاً للتوجه لإدارة الأمن في قلب مدينة الحوطة عاصمة لحج ولاذا بالفرار. وشاع استخدام الدراجات النارية في تنفيذ عمليات اغتيال ضباط والجيش والأمن خلال السنوات الخمس الماضية.
وشهدت محافظتا لحج وحضرموت الجنوبيتان اللتان ينشط فيهما مقاتلو «القاعدة» وإرهابيون حوادث مماثلة خلال السنوات القليلة الماضية.
وتعرض ضباط جيش وشرطة خلال السنوات الماضية لهجمات مسلحة، يعتقد أن متشددي تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب أو إرهابيين مؤيدين له يقفون وراءها.
ولم يتضح على الفور من وراء الهجوم، لكن السلطات حمّلت إرهابيين تربطهم صلات بتنظيم «القاعدة» مسؤولية حوادث إطلاق نار مماثلة، أسفرت عن مقتل أكثر من 350 ضابطاً من الجيش والأمن في مناطق مختلفة من اليمن خلال الثلاثة أعوام الماضية، ونحو 23 ضابطاً منذ بداية عام 2015.