وزير الخارجية اليمني يتهم إيران وأوكرانيا بدعم الميليشيات.. وواشنطن لا تعلم مكان هادي
الحوثيون «يعتقلون» وزير الدفــــاع.. وقوات صالح تسيطر على مطار عدن
ضيق الحوثيون الخناق، أمس، بشكل كبير على مدينة عدن، إذ سيطروا على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية في شمال المدينة ويستمرون في التقدم نحوها، واعتقلوا وزير الدفاع محمود الصبيحي، بينما سيطرت قوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح على مطار عدن، فيما قال وزير الخارجية رياض ياسين، إن هناك ضباطاً من سلاح الجو الإيراني يقاتلون بجانب ميليشيات الحوثيين، فضلاً عن وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني وخط جوي مفتوح مع طهران ويومياً تنقل طائرات إيرانية السلاح الى الميليشيات الحوثية، فضلاً عن خبراء من دولة أوكرانيا، وفي وقت تم نقل الرئيس عبدربه منصور هادي إلى «مكان آمن» قبيل استهداف القصر الرئاسي بغارة جوية، دعا البيت الأبيض الحوثيين إلى الكف عن زعزعة استقرار اليمن، وقال إنه لا يستطيع أن يؤكد مكان وجود هادي.
وتفصيلاً، أكد مصدر قريب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ان الأخير نقل إلى «مكان آمن في عدن» في ظل تقدم المسلحين الحوثيين نحو المدينة الجنوبية، فيما أغلق مطار المدينة بسبب الأوضاع الأمنية. وقال المصدر إن هادي «انتقل إلى مكان آمن في عدن ولم يغادر البلاد» بعد انتشار معلومات عن مغادرته اليمن.
وفي وقت لاحق، نفذت طائرة حربية غارة على مجمع القصر الرئاسي مطلقة ثلاثة صواريخ باتجاهه. وقال المصدر إن «طائرة اطلقت ثلاثة صواريخ على مجمع القصر ثم صدتها المضادات الأرضية»، فيما شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المكان دون ان يتبين سقوط ضحايا.
والقصر الرئاسي في عدن التي اعلنها هادي عاصمة مؤقتة للبلاد بعد انتقاله اليها من صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تعرض يوم الخميس الماضي لغارة ايضاً.
من جهتهم، اكد الحوثيون أنهم «اعتقلوا» وزير الدفاع الموالي لهادي محمود الصبيحي في محافظة لحج الجنوبية. وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، في تصريحات عبر قناة «المسيرة» التابعة للحركة الشيعية إن محمود «الصبيحي تم اعتقاله في مدينة الحوطة» عاصمة لحج، مؤكداً أنه «تم نقله إلى صنعاء وهو بيد القوات المسلحة».
وكان الصبيحي انشق عن الحوثيين بعد ان عينوه رئيساً للجنة الأمنية التي يفترض انها تدير شؤون البلاد بموجب الاعلان الدستوري الذي فرضوه مطلع فبراير، والتحق بهادي في عدن.
وفي شرم الشيخ، طالب وزير الخارجية اليمني الموالي لهادي رياض ياسين، بتدخل عسكري عربي عاجل لمنع الحوثيين من السيطرة على عدن. وقال الوزير اليمني للصحافيين في منتجع شرم الشيخ حيث تعقد القمة بعد غد السبت على البحر الأحمر «سنطلب من القمة القادمة أن يكون هناك تدخل عاجل». وعندما سئل ان كان التدخل عسكرياً أجاب «تدخل عسكري». ونفى ياسين ان تكون دعوته للدول العربية لحماية بلاده من الحوثيين الشيعة بمثابة حرب إيرانية عربية.
وهاجم الوزير اليمني السياسة الأميركية معتبراً إياها سياسة برجماتية تفكر دائماً في مصالحها وهم يعتقدون أن من يستطيع السيطرة العسكرية ويخدم مصالحهم بكل سهولة، كافٍ لهم، ولا يهم ما يحدث.
وأوضح ياسين أن انهيار جيش بلاده وراءه مؤامرة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أوعز بالمال لكثير من ضباطه لتسليم المعسكرات التي كان فيها الكثير من الأسلحة والعتاد للحوثيين، وأن يعاونوهم أو أن يستسلموا لهم، وبذلك كان الطريق سهلاً لهم للتقدم الي صنعاء والاحتلال، وبالتالي الحوثيون يقاتلون الآن بأسلحة الجيش اليمني، موضحاً أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قد انقلب على المبادرة الخليجية والشعب اليمني أجمع، وهو الآن يريد أن ينتقم ليس أكثر.
وكان مصدر عسكري أكد أمس، ان المسلحين الحوثيين سيطروا على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية الواقعة شمال مدينة عدن التي يتحصن فيها الرئيس اليمني المعترف به دولياً.
وأجلت الولايات المتحدة قبل أيام العشرات من عناصر القوات الخاصة الذين كانت تنشرهم في هذه القاعدة.
وقال المصدر العسكري إن «الحوثيين (المتحالفين مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح) سيطروا على قاعدة العند الجوية» الواقعة في محافظة لحج الجنوبية. وأضاف المصدر أن المسلحين الحوثيين «تمكنوا من السيطرة على القاعدة بعد اشتباكات محدودة».
كما ذكر ان الحوثيين باتوا على مشارف مدينة الحوطة عاصمة لحج، اي انهم باتوا على بعد نحو 30 كيلومتراً فقط من مدينة عدن.
وأصبح الحوثيون يضيقون الخناق بشكل كبير على مدينة عدن وهم يسيطرون على مناطق في تعز، المدينة الكبيرة شمال عدن، وعلى مناطق في الضالع ولحج المحيطتين بعدن.
كما «بدأت أفواج من الحوثيين تتوافد إلى ميناء المخا» المطل على باب المندب غرب عدن.
وحض الرئيس اليمني مرة جديدة أول من أمس، مجلس الأمن الدولي على تبني «قرار ملزم» من اجل وقف تقدم ميليشيات الحوثيين إلى مدينة عدن. وفي رسالة إلى رئيس مجلس الأمن السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، رسم الرئيس هادي صورة قاتمة للوضع. وقال خصوصاً انه يخشى ان «تستغل القاعدة عدم الاستقرار الجاري من اجل زيادة الفوضى وجر البلاد نحو مزيد من العنف والتفكك».
وبعد أن تحدث عن «مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في شرعة» الأمم المتحدة، طلب الرئيس هادي من مجلس الأمن «اتخاذ تدابير تحت الفصل السابع لردع الميليشيات الحوثية». ودعا «جميع الدول التي ترغب إلى تقديم مساندة فورية إلى السلطة الشرعية بكل الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وردع عدوان الميليشيات الحوثية المتوقع في اي ساعة على مدينة عدن» التي لجأ اليها.
وأشار هادي ايضاً في رسالته إلى انه تشاور مع دول مجلس التعاون الخليجي من اجل «تدخل عسكري» ضد الميليشيات الحوثية. وقال دبلوماسيون في مجلس الامن إن أي اجتماع جديد حول اليمن ليس مقرراً في هذه المرحلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news