تحالف «عاصفة الحزم» يبسط سيطرته على أجواء اليمن ويواصل دعم «المقاومة»

واصلت طائرات «عاصفة الحزم» تعزيز مواقع المقاومة الجنوبية اليمنية بالسلاح، عقب يوم من عملية إنزال بمديرية التواهي بمحافظة عدن، وفيما أعلن تحالف العملية بسط سيطرته التامة على أجواء اليمن، تجددت الاشتباكات الدائرة بين القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمسلحين الحوثيين بمحافظة عدن، في حين بحث مجلس الأمن الدولي إرساء «هدنة إنسانية» في اليمن.

وتفصيلاً، قال مصدر في المقاومة الجنوبية بالبريقة لموقع «عدن الغد» إن طائرات سعودية ألقت كميات من الأسلحة بالبريقة، حيث تسلمتها المقاومة الجنوبية لليوم الثاني على التوالي. يأتي ذلك في إطار عملية عاصفة الحزم التي أعلنت السعودية عن انطلاقها في السادس والعشرين من الشهر الماضي، لمواجهة مجموعات الحوثيين في اليمن، بناءً على طلب رئيسها عبدربه منصور هادي، للقضاء على «الانقلاب» الحوثي الذي سيطر على معظم مفاصل الدولة بالقوة المسلحة.

وأعلن تحالف «عاصفة الحزم» أمس، بسط سيطرته التامة على أجواء البلاد. وأوضح الناطق باسم عملية عاصفة الحزم في اليمن، المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد أحمد عسيري، أنه تم تدمير مراكز القوات الجوية والاتصال التي استولى عليها الحوثيون في وقت سابق، وأنه «لم يعد لدى الحوثيين أية طائرات تقريباً، ولا أي سيطرة على مراكز الاتصالات». وتمثل المطارات المدنية والعسكرية، إضافة إلى وحدات الدفاع الجوي، أهم أهداف الغارات الجوية التي يشنها التحالف على الأراضي اليمنية.

يشار إلى أن اليمن يمتلك 20 مطاراً عسكرياً ومدنياً، وتشرف الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد على حركة الطيران المدني، وهي مكلفة تنظيم الملاحة الجوية، فيما تخضع القواعد الجوية لقيادة القوات المسلحة.

في الأثناء، تجددت الاشتباكات الدائرة بين القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمسلحين الحوثيين بمحافظة عدن. وصرحت مصادر محلية بالمحافظة بأن القوات الموالية للرئيس هادي، والمدعومة باللجان الشعبية الجنوبية، تصدت لمسلحين حوثيين حاولوا أمس التقدم باتجاه مدينة المعلا المطلة على ميناء المحافظة الاستراتيجي، معززين بالدبابات والمدرعات العسكرية، مشيرة إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، فيما قصف المسلحون الحوثيون العديد من الأحياء السكنية في المدينة بالقذائف الصاروخية.

وأكدت أن عدداً من مواقع المسلحين الحوثيين بالمدينة تعرض للقصف من قبل الطائرات المشاركة في عملية عاصفة الحزم، والبوارج البحرية، وأدى ذلك إلى منعهم من التقدم.

في غضون ذلك، قال وكيل محافظة عدن نايف البكري، إن لجان المقاومة صدت جميع هجمات ميليشيات الحوثي بالمحافظة. وأضاف البكري أن أكثر من 95% من مدينة عدن تحت سيطرة المقاومة الشعبية، وتنحصر سيطرة الحوثيين على الشريط الساحلي من مدينة العلم ومقابل عدن مول وأجزاء من مديرية دار سعد.

وكانت بارجة حربية قصفت مساء الجمعة قوات تابعة لجماعة الحوثيين بمنطقة العلم بالمدخل الشرقي لمدينة عدن. وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين انسحبوا من منطقة كريتر وسط عدن إلى حي خور مكسر، بعد اشتباكات مع المقاومة الشعبية.

واستهدفت بارجة حربية قوات للحوثيين بمنطقة العلم المدخل الشرقي لمدينة عدن، وأمام ذلك القصف ومقاومة اللجان الشعبية انسحب الحوثيون من منطقة كريتر وسط المدينة إلى حي خور مكسر، وقبل الانسحاب لقي أكثر من 15 مدنياً حتفهم وأصيب 25 آخرون بقصف عشوائي من ميليشيات الحوثي على أحياء متفرقة من حي كريتر.

من جهتها، قالت مصادر أمنية بمحافظة الضالع جنوب اليمن إن المسلحين الحوثيين أفرجوا، أمس، عن المئات من نزلاء السجن المركزي بالمحافظة.

وذكرت المصادر أن نحو 500 سجين فرّوا من السجن المركزي الواقع في منطقة «سناح»، بعد سيطرة الحوثيين على السجن، مؤكدة أن قوات اللواء «33» مدرع الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح سلمت السجن لجماعة الحوثي، التي قامت بإطلاق السجناء، بعضهم من أنصار الجماعة، إضافة إلى عدد من الإرهابيين.

ومع استمرار القتال، عقد مجلس الأمن الدولي، بطلب من روسيا، اجتماعاً مغلقاً أمس لبحث إمكانية إرساء هدنة إنسانية.

وقال المتحدث باسم البعثة الروسية في الأمم المتحدة، إليكسي زايتسيف، إن المباحثات تطرقت إلى «إمكانية إرساء هدنات إنسانية».

ويأتي الاقتراح الروسي بعد مبادرة أخرى تقدمت بها دول الخليج التي تحاول إقناع موسكو بفرض عقوبات اقتصادية وحظر على تسليم الحوثيين أسلحة، لكن روسيا التي تعارض هذه المبادرة اقترحت تعديل النص ليصبح حظراً يشمل كل البلد وعقوبات محدودة.

إلى ذلك، قررت السلطات السعودية تعليق الدراسة في محافظة جازان في أقصى جنوب غرب المملكة على الحدود مع اليمن، في أعقاب حوادث حدودية بين البلدين.

تابع آخر المستجدات حول عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن وردود الأفعال الإقليمية والدولية من خلال الرابط أدناه.

https://www.emaratalyoum.com/politics/issues/yemen-latest

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_03_26_2015