معارك دامية في اليمن بين المتمردين واللجان الشعبية.. وتعذر وصول المساعدات الإنسانية

السعودية: لسنا دعاة حرب و«عاصفة الحزم» جاءت لإغاثة شعــــب مكلوم

صورة

أكد مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه، أمس، برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن المملكة ليست من دعاة الحرب، وأن عاصفة الحزم ضد الحوثيين في اليمن «جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم»، فيما أوقعت المعارك الدائرة في اليمن بين المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وبين اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، نحو 141 قتيلاً، في حين تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر صعوبات في إدخال المساعدات الطبية إلى هذا البلد الذي تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية.

وتفصيلاً، نقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن وزير الثقافة والإعلام، عادل بن زيد الطريفي، القول في بيان «السعودية لا تدعو إلى الحرب، وعاصفة الحزم جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم، وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن ومقدرات اليمن، والحفاظ على شرعيته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية واستقلاله وسيادته».

كما قال المجلس في البيان «عبر مجلس الوزراء عن الأمل أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مجدداً دعم المملكة للحلول السلمية القائمة على ضمان حق دول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها».

وكان المجلس أعرب، أمس، عن أمله في أن تتوصل القوى العالمية لاتفاق نووي نهائي مع إيران يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأكد دعمه لحق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما عبرت السعودية في البيان عن أملها أن يؤدي الاتفاق النهائي «إلى جعل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل، بما فيها السلاح النووي»، وأكد المجلس في بيانه «أن تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة يتطلب الالتزام بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، واحترام سيادتها»، في إشارة على الأرجح إلى إيران ودورها في الصراعات الدائرة بالعالم العربي.

وفي اليوم الـ12 للعملية العسكرية بقيادة السعودية، أمس، تركزت المواجهات الدامية في جنوب اليمن، حيث قتل 141 شخصاً، بينهم 57 في عدن، وفقاً لحصيلة أوردتها مصادر عدة. وقالت مصادر طبية وعسكرية يمنية إن حصيلة قتلى المعارك في عدن بين المتمردين، من حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وبين اللجان الشعبية بلغت، منذ أول من أمس، 53 قتيلا بينهم 26 حوثياً و17 مدنياً.

وقال مسؤول طبي إن «عدد القتلى منذ أول من أمس وحتى صباح أمس بلغ 17 مدنياً و10 من اللجان الشعبية». وأكد مصدر عسكري مقتل 26 من المتمردين، بالإضافة إلى عشرات الجرحى في الاشتباكات في أحياء المعلا والقلوعة وخور مكسر.

وأعلن شهود أن القوات التابعة للمتمردين انسحبت من «دوار حجيف والقلوعة باتجاه عقبة المعلا، غير انهم انتشروا في شارع ميناء المعلا وعند مطاحن وصوامع الغلال من دون السيطرة على الميناء». يشار إلى وجود أربعة موانئ في عدن الواقعة على بحر العرب.

وأكد الشهود أن «الاشتباكات مستمرة بين الحوثيين ومقاتلي اللجان في حي الميناء والشارع المؤدي إليه».

كما قتل عشرات من المتمردين واللجان الشعبية خلال معارك عنيفة اندلعت الليلة قبل الماضية، من أجل السيطرة على مدينة الضالع في جنوب اليمن. وقال مسؤول «قتل ما لا يقل عن 19 حوثياً و15 من اللجان الشعبية (الرديفة للجيش الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي) في المعارك». وأضاف أن المواجهات العنيفة دارت في المحاور الرئيسة من المدينة الواقعة شمال عدن، مؤكداً أن الطرفين «استخدما الأسلحة الثقيلة».

كما أعلن مسؤول محلي آخر أن «حرب شوارع اندلعت في الضالع بعد وصول تعزيزات للحوثيين من محافظة إب» شمال الضالع.

وفي زنجبار، كبرى مدن أبين، إلى الشرق من عدن، أعلنت اللجان الشعبية أن مقاتليها يحاصرون، منذ أول من أمس، اللواء 115 الموالي للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، حليف الحوثيين.

على صعيد عمليات الإغاثة، تواجه اللجنة الدولة للصليب الأحمر «مشكلات لوجستية» لإيصال المساعدات الطبية إلى اليمن. وقالت متحدثة «لدينا التصاريح لإرسال طائرة شحن محملة بالمواد الطبية»، لكن هناك مشكلة الهبوط في مطار صنعاء «حيث يتراجع عدد الطائرات التي يمكن أن تحط». وأضافت «نحاول تسوية هذه المشاكل اللوجستية».

وبالنسبة لعدن، أوضحت المتحدثة أن الصليب الأحمر يريد نقل فريق من الجراحين موجود حالياً في جيبوتي و«نحتاج إلى موافقة كل أطراف» النزاع «لأسباب أمنية». ويفترض أن ينتقل الفريق الموجود في جيبوتي بسفينة.

وفي المجال الدبلوماسي، أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، أن السعودية طلبت من باكستان جنوداً وطائرات لعملياتها ضد المتمردين في اليمن، لكنه أكد أن إسلام آباد لاتزال تبحث حتى الساعة عن حل «سلمي» للنزاع في هذا البلد. جاءت تصريحات الوزير في مستهل جلسة برلمانية لاتخاذ قرار بشأن مشاركة إسلام آباد في التحالف.

وفي ما يتعلق بتداعيات الأزمة، علقت إدارة التعليم في منطقة نجران في السعودية الدراسة في المدارس الحدودية مع اليمن البالغ عددها 94 مدرسة، وذلك لأربعة أيام، اعتباراً من أمس.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأردنية، صباح الرافعي، أمس، أن بلادها أجلت 287 من مواطنيها من اليمن، بسبب تدهور الوضع الأمني في هذا البلد. وقالت الرافعي إنه «تم إجلاء 130 مواطناً أردنياً، أمس، من اليمن براً، وصلوا إلى الأراضي السعودية، ليصل عدد الأردنيين الذين تم إجلاؤهم خلال الأيام الأخيرة إلى 287».

تابع آخر المستجدات حول عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن وردود الأفعال الإقليمية والدولية من خلال الرابط أدناه.

https://www.emaratalyoum.com/politics/issues/yemen-latest

live.emaratalyoum.com/Event/LiveBlog_03_26_2015

 

 
تويتر