كيري يعتبر وقف إطلاق النار «صعباً».. ووصول سفن سعودية محملة بالوقود ومواد إغاثة
الجبير: التحالف سيرد بكل قوة حال استمرار انتهاك الهدنة الإنسانية في اليمن
أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، أن التزام دول التحالف بالهدنة الإنسانية في اليمن مرهون بعدم انتهاكها من قبل الطرف الآخر، وأن التحالف سيرد بكل قوة وحزم في حال استمرار انتهاك الهدنة ومنع وصول المساعدات الإنسانية للشعب اليمني أو الاستمرار في التحركات العسكرية العدوانية لميليشيا الحوثي والقوات الموالية لها، فيما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن واشنطن أيدت تمديد هدنة إنسانية في القتال في اليمن، لكنه قال إن تحركات المقاتلين الحوثيين جعلت ذلك صعباً، بينما استأنفت طائرات التحالف الليلة قبل الماضية غاراتها على موقع للحوثيين في عدن (جنوب) بعد انتهاء فترة العمل بالهدنة، وأعلنت الرياض وصول سفن محملة بالوقود ومواد إغاثة لموانئ اليمن.
وتفصيلاً، أوضح الجبير في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية، أن دول التحالف أكدت خلال الفترة الماضية التزامها بالهدنة الإنسانية في اليمن، انطلاقاً من حرصها على مساعدة الشعب اليمني الشقيق والتخفيف من معاناته الإنسانية، مؤكداً أن التحالف بذل جهداً حثيثاً في سبيل إيصال المساعدات في وقت قياسي جواً وبحراً، والتعاون مع جميع المنظمات الإغاثية الدولية.
وعبر الجبير عن أسف دول التحالف الشديد لعدم تحقيق الهدنة لأهدافها الإنسانية التي وجدت من أجلها، وذلك بسبب استيلاء الحوثيين وحلفائهم على المواد الغذائية والدوائية والوقود، ومنع إيصالها للشعب اليمني.
وأضاف الجبير أن دول التحالف ترى في استمرار الحوثيين وحلفائهم بتحركاتهم العسكرية داخل الأراضي اليمنية وعلى الحدود السعودية انتهاكاً خطيراً آخر للهدنة منذ اليوم الأول لها وحتى أمس، إذ تمثلت هذه الانتهاكات في رصد 39 عملية اعتداء على منطقة جازان، و35 اعتداء على منطقة نجران، علاوة على قيام جماعة الحوثيين بتحريك منصات صواريخ على الحدود السعودية لتهديد أراضي المملكة والمدن المتاخمة لها.
وأشار الجبير إلى أن انتهاكات ميليشيا الحوثي وأعوانها امتدت لتشمل الاستمرار في عملياتهم العسكرية وإعادة انتشار قواتهم والاعتداء على المحافظات والمدن اليمنية، بما في ذلك تعز والضالع والاحتلال الكامل لقرية لودر التي أصبحت تعيش مآسي إنسانية شنيعة نتيجة لانتهاك حرمة البيوت وتفجير منازل المواطنين اليمنيين والاستيلاء عليها.
بدوره، أعلن المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري، أن التحالف استأنف غاراته الجوية في اليمن، لأن المتمردين الحوثيين انتهكوا الهدنة الانسانية المعلنة من خمسة أيام.
وقال «لم يحترموا (الحوثيون) الهدنة الانسانية، لذلك نقوم بما يجب القيام به». وقال الناطق باسم التحالف إن «هذه الجماعة المسلحة لم توقف معاركها، وواصلت مهاجمة الحدود ومهاجمة مدن في اليمن».
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبدالله، إن التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية استأنف غاراته أمس، بعد أن أوقفها خمسة أيام لأغراض إنسانية، مشيراً إلى أن الحوثيين وحلفاءهم انتهكوا الهدنة.
وقال إن التحالف لا ينظر حالياً في أي عرض لوقف إطلاق النار رغم مناشدة من الأمم المتحدة لتمديد الهدنة.
وأضاف أن الغارات الجوية الجديدة ستتجنب مطار صنعاء وميناءي عدن والحديدة لإفساح المجال أمام وصول المساعدات.
وقال جون كيري للصحافيين في العاصمة الكورية الجنوبية سول «نعرف أن الحوثيين قاموا بنقل بعض منصات إطلاق الصواريخ إلى الحدود، وبموجب قواعد الاشتباك يفهم دائماً أنه إذا قام طرف أو آخر بتحركات استباقية فإن ذلك يعد خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار. السعودية قامت بتحرك بموجب قواعد الاشتباك. نواصل دعم فكرة تمديد الهدنة الإنسانية لكني أعتقد أنه في ظل الملابسات الحالية سيكون ذلك صعباً».
ميدانياً، شن التحالف الذي تقوده السعودية، الليلة قبل الماضية، غارات عدة على مواقع للمتمردين الحوثيين في مدينة عدن الجنوبية.
وأسفرت الغارات عن تدمير مركبتين على الأقل تابعتين للحوثيين في حي التواهي بعدن، كما تم تدمير ثلاث مركبات أخرى في حي خور مكسر في المدينة نفسها.
وشنت طائرات التحالف أول غارتين بعد انتهاء الهدنة بساعة واحدة، أي نحو منتصف الليلة قبل الماضية. واستهدفت غارة أولى مبنى القصر الجمهوري، فيما استهدفت غارة ثانية موقعاً لقوات الأمن الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله الصالح المتحالف مع الحوثيين.
وكانت تلك أولى الغارات التي تسجل في اليمن بعد انتهاء سريان الهدنة، وتبعتها خلال الليل الغارات الاخرى.
وقال مصدر دبلوماسي غربي ان السعوديين رأوا أن الحوثيين استفادوا من الهدنة لإعادة نشر قطع من المدفعية وقاذفات الصواريخ بالقرب من الحدود مع المملكة. وذكر المصدر أن «السعوديين يعتقدون أن ذلك يشكل انتهاكاً مباشراً لوقف إطلاق النار».
واستمرت المواجهات على الأرض بين الحوثيين وخصومهم المؤيدين للرئيس عبدربه منصور هادي في عدن وتعز (جنوب غرب) بحسب سكان من المدينة.
وفي محافظة الضالع الجنوبية، قتل 12 مسلحاً من الحوثيين وأصيب عدد آخر في هجوم لمسلحي «المقاومة الشعبية» المؤيدة لهادي على مقر اللواء 33 مدرع الموالي لصالح، والواقع في شمال مدينة الضالع.
وأفادت مصادر عسكرية يمنية بأن مقاتلي «المقاومة الشعبية» استخدموا في الهجوم قذائف «آر بي جي» وأسلحة رشاشة، وقد اسفر الهجوم عن تدمير دبابة ومدفع وأربع مركبات عسكرية، فيما أفادت مصادر محلية بأن مسلحين يتبعون جماعة أنصار الله الحوثية فجروا، أمس، منزل رئيس هيئة الأركان العامة المعين من قبل الرئيس هادي في مدينة ذمار شمال البلاد.
وفيما يسود الهدوء صنعاء، ازدادت المخاوف على الوضع الإنساني بعد انتهاء الهدنة في العاصمة وفي سائر أنحاء البلاد.
وقالت مجموعة من التنظيمات المناهضة للحوثيين في مدينة تعز، إن «الوضع الإنساني أصبح يمثل كارثة ونكبة، ولم يتحقق من الهدنة ما يخفف من ذلك على المواطن، بل يخدم الميليشيات التي أخذت تعد جاهزيتها التدميرية وتضاعف من أعمال القصف والتدمير من جهة، وإطباق الحصار على المدينة».
إنسانياً، أعلن المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الرياض رأفت الصباغ، أنه تم السماح لبواخر وسفن محملة بالوقود والمواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية والطبية بدخول موانئ اليمن.
يأتي ذلك في وقت أفادت تقارير إخبارية إيرانية بأن هناك قطعاً بحرية ترافق سفينة المساعدات المتجهة إلى ميناء الحديدة اليمني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news