الأطراف اليمنية توافق على الهدنة الإنسانية.. وياسين يعتبرها الفرصة الأخيرة للحوثي

غارات للتحالف على مواقع الــــــحوثيين في صنعاء.. والمتمردون يقصـــفون تعز

جنود يمنيون موالون للرئيس عبدربه منصور هادي بمنطقة على الحدود الشمالية الشرقية مع السعودية. رويترز

شنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن، صباح أمس، غارات على تجمعات للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح شمال العاصمة صنعاء، وفيما قصفت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح الأحياء السكنية بمدينة تعز في مسعى لاقتحامها، جرت اشتباكات عنيفة غرب المدينة قبل ساعات من الهدنة الإنسانية، التي وافقت عليها جميع الأطراف اليمنية وتنتهى بنهاية شهر رمضان، حيث اعتبرها وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، الفرصة الأخيرة لميليشيات الحوثي وصالح بالنظر إلى إساءة استغلال فرص سابقة.

وتفصيلاً، استهدف طيران التحالف مواقع زهرة المدائن خلف ملعب الثورة وهنجراً في جولة عمران، وموقعاً آخر بالقرب من مبنى التلفزيون، كما قصف طيران التحالف تجمعات ومواقع للحوثيين وحلفائهم في مدينة عدن، فيما واصل الحوثيون قصف الأحياء السكنية بصواريخ الكاتيوشا. وذكرت مصادر أن ستة من عناصر المقاومة قتلوا خلال مواجهات مع الحوثيين في عدن.

وقال السكان إن الطائرات الحربية استهدفت مواقع يسيطر عليها المتمردون في محافظة البيضاء وسط البلاد وفي مأرب في الشرق، ما تسبب في خسائر بشرية غير محددة. من ناحية أخرى، أفاد مصدر أمني في محافظة تعز بأن جماعة الحوثي استقدمت تعزيزات عسكرية إلى مناطق المواجهات في مدينة تعز.

وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن جماعة الحوثي استقدمت تعزيزات عسكرية إلى المداخل الشرقية والشمالية لمدينة تعز، مضيفاً «يبدو أن الحوثيين سيحاولون اقتحام المدينة». وأشار المصدر إلى أن قوات الحوثي مدعومة بقوات عسكرية موالية لصالح، قصفت صباح أمس أحياء سكنية عدة، بقذائف الهاون في تعز.

وأكدت مصادر في المقاومة الشعبية وجود تعزيزات عسكرية وبشرية لهذه الميليشيات نحو مناطق المواجهات في الستين والمرور وحوض الأشرف والأربعين والحرير والحوجلة.

وقد سمعت قذائف مدفعية وهاون من المناطق التي تجري فيها الاشتباكات قرب المنطقة، التي يتمركز فيها الحوثيون، ويحاولون التقدم منها لاقتحام المدينة. ويتخوف سكان مدينة تعز، من استغلال ميليشيات الحوثي وصالح للهدنة، وارتكاب مجازر في حق السكان، كما حدث في الهدنة السابقة.

وفي محافظة شبوة، ارتفعت حصيلة قتلى المعارك بين الحوثيين والجنود الموالين لصالح ومقاتلي المقاومة الشعبية إلى 28 قتيلاً، بينهم 17 من الحوثيين وحلفائهم، و11 من القبليين في معارك اندلعت شرق مدينة عتق مركز المحافظة.

وأكدت المصادر أن الحوثيين وحلفائهم من أنصار صالح تمكنوا من التقدم من منطقة قرن السوداء بلدة حبان إلى النقطة التي سيطروا عليها، واستمروا في زحفهم، متجهين نحو ميناء بلحاف الخاص بتصدير الغاز الطبيعي المسال.

وفي عدن، قال مسؤول محلي إن الحوثيين قصفوا مناطق سكنية في الميناء، خلال الليل، وتوغلوا في محافظة حضرموت الشرقية، وهي مركز الموارد النفطية، وخاضوا معارك مع المقاومة الشعبية. وفي رداع وسط البلاد أيضاً اختطفت ميليشيات الحوثي القيادي في حزب الإصلاح سعيد العُبَاب وأحد أقاربه، من مقر عملهما في المدينة.

يأتي ذلك فيما وافقت الأطراف اليمنية على هدنة إنسانية توسطت فيها الأمم المتحدة، وستنتهي الهدنة التي بدأت مساء أمس وتستمر أسبوعاً بنهاية شهر رمضان، وتهدف إلى تسليم المساعدات لنحو 21 مليون يمني. وقالت كل الأطراف إنها تأمل أن يعقب ذلك وقف كامل لإطلاق النار.

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة قال إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجماعة الحوثي وافقوا على هدنة إنسانية غير مشروطة تبدأ مساء الجمعة وتستمر حتى نهاية شهر رمضان. وقال المتحدث ستيفان دوجاريك إن وقفاً لإطلاق النار سيبدأ مساء الجمعة في اليمن، وإن الأمم المتحدة تأمل أن يستمر أسبوعاً من أجل إتاحة الفرصة لتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين اليمنيين.

على صلة، اعتبر وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أن الهدنة المعلنة تعتبر الفرصة الأخيرة لميليشيات الحوثي وصالح، بالنظر إلى إساءة استغلال فرص سابقة.

وأشار ياسين إلى أن الهدنة الإنسانية ستشكل فرصة جديدة للحوثيين من أجل إثبات نياتهم في حل الأزمة، وذلك بعدما أضاعوا فرصتي الهدنة السابقة ومؤتمر جنيف. وأكد أن الضمانات الحقيقية للهدنة ستختبر مدى التزام الحوثيين بوقف استهداف المدنيين، والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية.

وقال ياسين لقناة الإخبارية التلفزيونية إنه ينبغي التمييز بين ما يسمى الهدنة الإنسانية التي تصر عليها الأمم المتحدة منذ مدة، وبين ما تصر عليه حكومة اليمن، وتأمل

في حدوثه وهي الهدنة الكاملة وانسحاب القوات.

من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ إن جميع الأطراف اليمنية قدمت ضمانات لاحترام الهدنة الإنسانية، التي تستمر إلى نهاية شهر رمضان.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستعمل على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق اليمنية، وقال إن قافلة مكونة من 50 سيارة وصلت إلى عدن للمرة الأولى. وقال المبعوث الأممي إن فترة الهدنة ستشكل فرصة لمباحثات بشأن التوافق على وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق القرار الأممي رقم 2216، وعبر عن تفاؤله بتحقيق هذا الهدف. ولم يعلن الحوثيون حتى الآن قبولهم قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في أبريل الماضي، والذي يعترف بعبدربه منصور هادي رئيساً شرعياً، ويطالبهم بمغادرة الأراضي التي استولوا عليها.

من جانبه، قال القيادي في التمرد الحوثي، محمد الحوثي في بيان «نتمنى أن تكون هذه الهدنة بداية لانتهاء الحرب». ورحب بالهدنة أيضاً حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه المخلوع صالح.

يذكر أن الأطراف المتصارعة في اليمن وافقت، في مايو الماضي، على هدنة من خمسة أيام تخللتها خروقات عديدة، تبادلت الأطراف الاتهامات بشأنها.

تويتر