قوات المقاومة اليمنية تُحْكِم السيطرة على عدن وتطهر جيوباً يختبئ فيها فلول الحوثيين. أ.ب

هادي ينسق الجهد الإغـاثي.. والمقاومة تعزز سيطرتهـا على عدن

اجتمع الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، مع المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتنسيق الجهد الإغاثي خلال الهدنة، وذكر هادي أن الدعوة للهدنة كانت بسبب حاجة اليمنيين للمساعدات، فيما أعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية، أمس، أنها عززت سيطرتها على مدينة عدن جنوب اليمن قبل ساعات من بدء تنفيذ التحالف العربي هدنة إنسانية لخمسة أيام في اليمن، لكن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي رفض في تغريدة على «تويتر» الهدنة، فيما احتجزت ميليشياته 16 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية من برنامج الأغذية العالمي في محافظة الحديدة، كانت في طريقها إلى النازحين في مدينة تعز.

وتفصيلاً، استقبل هادي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بحضور نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح، واستعرض هادي مع المبعوث الأممي خلال اللقاء مستجدات الساحة، وبحث آلية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216.

وتلقى ولد أحمد دعوة لزيارة محافظة عدن بعد تحريرها، للوقوف على حجم الدمار الذي لحق بها جراء انتهاكات الميليشيات؛ من جهته، تمنى المبعوث الأممي أن يزور محافظة عدن في القريب العاجل، وأن يتحقق السلام في اليمن بعد وقف دائم لإطلاق النار.

وذكر هادي أن مدينة عدن بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية وصالح أصبحت تستقبل وبشكل طبيعي المساعدات الإنسانية والإغاثية والدوائية القادمة من المنظمات الدولية والدول الشقيقة والصديقة. وأشار هادي إلى أن الدعوة لهدنة أخرى كان استشعاراً للحاجة إلى المساعدات في أماكن غير عدن المحررة.

وأفاد مصدر مقرب من الرئيس بأن اللقاء شمل «إيصال المساعدات الانسانية في إطار الهدنة»، وأعاد التأكيد على أن وقفاً دائماً لإطلاق النار في اليمن «مرتبط بتطبيق القرار 2216 الصادر عن مجلس الامن الدولي حول اليمن»، والذي ينص على وجه الخصوص على انسحاب الحوثيين من المدن التي فرضوا سيطرتهم عليها.

إلى ذلك، اجتمع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف الزياني، في مكتبه بمقر الأمانة العامة في الرياض، أمس، مع وزير حقوق الإنسان اليمني عزالدين الأصبحي، وتم خلال الاجتماع بحث الأوضاع الانسانية في اليمن، والجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية بالتعاون مع قيادة التحالف العربي، لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وتسريع إيصال المساعدات الانسانية إلى مختلف المحافظات اليمنية.

وجرى بحث جهود الحكومة ممثلة في وزارة حقوق الانسان في رصد ومتابعة انتهاكات حقوق الانسان في اليمن، لتقديمها إلى المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان.

وقد أعرب الأمين العام لمجلس التعاون، خلال اللقاء، عن أمله أن تحترم القوى المناوئة للشرعية الهدنة الإنسانية التي أعلنتها قيادة التحالف العربي أول من أمس.

من جانبه، أشاد الأصبحي بالدعم والمساندة اللذين تلقاهما الحكومة اليمنية من دول مجلس التعاون، من أجل استعادة الدولة اليمنية وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن، وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

ميدانياً، شنت المقاومة الشعبية بدعم جوي من التحالف هجمات، خلال الليلة قبل الماضية، على جيوب للحوثيين في دار سعد وجعولة والبساتين شمال عدن.

وأعلنت مصادر عسكرية أن المقاومة استعادت السيطرة على البساتين وجعولة بعد معارك عنيفة استخدمت فيها مدرعات حصلت عليها من التحالف العربي، وأشارت إلى وقوع عشرات القتلى بين صفوف المتمردين. وأفاد مواطنون بأن المتمردين الحوثيين قصفوا أحياء سكنية على مشارف دار سعد، ما أوقع ضحايا بين المدنيين. وأعلن المدير العام لمكتب الصحة والسكان اليمني، الخضر لصور، أن حصيلة القتلى بين المدنيين، أول من أمس، في عدن وضواحيها بلغت 17 قتيلاً و121 جريحاً.

وفي عملية أخرى، حاولت القوات الموالية تطويق متمردين في شمال عدن من الغرب، حسب ما أعلن قائد هذه القوات اللواء فضل حسن.

وأوضح حسن أن «الهدف هو التقدم نحو حوتة (مركز محافظة لحج شمال عدن)، وتطويق الحوثيين في قاعدة العند». وفي محافظة الضالع، شمال عدن، أعلن المتحدث باسم القوات الموالية ناصر الشعيبي مقتل أربعة متمردين في كمين وأسر 119 آخرين.

وقال مواطنون يمنيون إن قوات يمنية مؤيدة للتحالف الذي تقوده السعودية، خاضت اشتباكات مع المقاتلين الحوثيين من أجل السيطرة على أكبر قاعدة جوية إلى الشمال من عدن أمس، قبل ساعات من موعد سريان هدنة إنسانية أعلنها التحالف.

وقال سكان في العاصمة صنعاء إن طائرات التحالف نفذت غارات قرب صنعاء، وأضافوا أن قاعدة عسكرية بالقرب من المدينة كانت من بين الأهداف.

وقالت الشرطة إن قنبلة انفجرت أسفل حافلة ركاب، أمس، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة في منطقة دار سلم جنوب صنعاء.

وقال علي أحمدي، المتحدث باسم القوات التي تقاتل الحوثيين في عدن، إن القتال مستمر بقاعدة العند، مشيراً إلى أن مقاتلين من المقاومة الشعبية أتلفوا معدات وطائرات ودبابات يسيطر عليها الحوثيون.

وقالت حركة المقاومة الشعبية، على حسابها الرسمي على «تويتر»، إن قائداً كبيراً من قادة الحوثيين هو عبدالخالق الحوثي وقع في الأسر أول من أمس. ويقول اليمنيون إن عبدالخالق الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين، لعب دوراً مهماً في استيلاء الحوثيين على صنعاء في سبتمبر الماضي.

وأفادت مصادر يمنية بمقتل ثمانية حوثيين في مواجهات مع المقاومة الشعبية في مدينة مأرب شرق البلاد. وقالت المصادر إن مواجهات عنيفة اندلعت، الليلة قبل الماضية، واستمرت حتى أمس بين المقاومة الشعبية من جانب والمسلحين الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في منطقة الجفينة جنوب غرب مأرب، ما أسفر عن مقتل ثمانية حوثيين وإصابة آخرين.

وأوضحت المصادر أن الطرفين استخدما الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، كما قصفت المنطقة العسكرية الثالثة الموالية للرئيس هادي مواقع الحوثيين وقوات صالح بالمدفعية.

وفي السياق نفسه، قصف طيران التحالف بقيادة السعودية مواقع الحوثيين وقوات صالح في الجفينة. وسط محاولات يائسة للحوثيون للتقدم نحو مواقع المقاومة الشعبية للسيطرة عليها وعلى مدينة مأرب الغنية بالنفط.

 

 

الأكثر مشاركة