بدء تسيير الرحلات المدنية من مطار عدن.. وعودة اللاجئين إلــى المدينة
أكدت مصادر عسكرية وقبلية، أن تعزيزات عسكرية تتضمن عشرات الآليات العسكرية الحديثة ومئات الجنود اليمنيين، عبرت الليلة قبل الماضية الحدود من السعودية إلى اليمن، لدعم العمليات ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وفيما حطت أول طائرة مدنية منذ أربعة أشهر في مطار عدن الدولي ليبدأ تسيير الرحلات المدنية وعودة اللاجئين إلى المدينة بعد تحريرها من المتمردين، سجلت مواجهات دامية في مدينة تعز، جنوب غرب البلاد، وفي محافظة لحج الجنوبية، بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، التي تواصل تقدمها في الجنوب.
وتفصيلاً، قال مصدر عسكري يمني، إن «أكثر من 100 مدرعة ومصفحة ودبابة وناقلة جند مع مئات الجنود عبرت خلال الليل الحدود عبر منفذ الوديعة قادمة من محافظة شرورة في السعودية إلى اليمن». وأضاف المصدر ان التعزيزات «توجهت إلى مأرب (وسط) وشبوة (جنوب) لدعم المقاومة»، التي تقاتل الحوثيين.
كما انطلقت قوة عسكرية كبيرة موالية للرئيس هادي، أمس، من مدينة حضرموت إلى مدينة شبوة شرق اليمن لدعم المقاومة الشعبية.
وأكدت المصادر القبلية والعسكرية، أن القوة التي عبرت الحدود مؤلفة من جنود يمنيين تدربوا على الأرجح في السعودية، وهي بقيادة الضابط اليمني جحدل العولقي.
يأتي ذلك في وقت استشهد الليلة قبل الماضية جندي أول من منسوبي القوات البرية في المملكة العربية السعودية، إثر إصابته بقذيفة في قطاع جيزان المتاخم للحدود اليمنية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن قيادة القوات المشتركة في المملكة، في بيانها، أن «يحيى متعب الشامري» استشهد إثر إصابته بقذيفة.
ميدانياً أيضاً أكدت مصادر عسكرية موالية للرئيس هادي، أنه تم فجر أمس طرد الحوثيين وقوات صالح من معسكري لبوزة ووادي عطان في لحج، فيما أسفرت هذه العمليات عن مقتل 23 مقاتلاً من الحوثيين و19 من الموالين لهادي، بحسب المسؤول في القطاع الصحي خضر لصور.
وفي تعز، ثالث مدن البلاد، قتل 17 حوثياً شمال شرق المدينة الليلة قبل الماضية في اشتباكات مع القوات الموالية لهادي، وتم تدمير عدد من المركبات العسكرية التي كانت بحوزة الحوثيين، بحسب مصادر عسكرية من المقاومة الشعبية.
وفي محافظة أبين الواقعة شرق عدن، شن طيران التحالف عشرات الغارات الجوية استهدفت خصوصاً مقر اللواء 15 التابع لقوات صالح بين مدينتي زنجبار، عاصمة المحافظة، وشقرة على الساحل، بحسب مصادر محلية. واستهدفت الغارات مواقع الحوثيين في الكود ودوفس ومزارع المشور. وأكدت مصادر محلية، أن مقاتلي ميليشيات الحوثيين فروا من هذه المناطق إلى مدينة شقرة والهضبة الوسطى ولودر في أبين.
كما سجلت اشتباكات في محافظة مأرب الصحراوية في وسط البلاد.
وفي الأثناء، حطت أمس أول طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية في مطار عدن الدولي بعد نحو أربعة أشهر من توقف الرحلات بسبب سيطرة المتمردين الحوثيين على المطار وتصاعد العنف في المدينة، بحسب ما أفاد مسؤول ملاحي.
وقال مدير مطار عدن طارق عبده، ان «طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية تحمل خصوصاً لاجئين يمنيين حطت في مطار عدن الدولي قادمة من جيبوتي».
وقال عبده إن «المطار أصبح آمناً ويمكنه الآن استقبال الرحلات المدنية خصوصاً لعودة اللاجئين ونقل المساعدات الإنسانية».
وأكد السكرتير الصحافي للرئاسة اليمنية مختار الرحبي، أنه تقرر فتح الأجواء اليمنية تجاه مطار عدن الدولي، موضحاً أن أول طائرة مدنية هبطت أمس في المطار. وقال الرحبي إن هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة تطبيع الحياة في عدن وإعادة الخدمات الأساسية، وذلك بعد تحرير المدينة وإعادة تأهيل المطار.
وأوضح أن الطيران سيكون بإشراف مباشر من قبل قيادة التحالف العربي، مشيراً إلى أنه لن يسمح لأن يكون وسيلة للتسلل إلى داخل عدن، حيث ستتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة من قبل التحالف.
وفي سياق متصل، أكد مدير الأمن السياسي في مطار عدن أحمد الدوبحي، أن طائرة تابعة للصليب الأحمر نقلت من مطار عدن سبعة أسرى من الحوثيين بينهم قياديون سلموا مقابل الإفراج عن 20 عنصراً من المقاومة كانوا محتجزين لدى المتمردين. وقال المسؤول إنه «تم الإفراج عن عناصر المقاومة في شبوة عبر الصليب الاحمر الذي أشرف على عملية تبادل الأسرى».
وقد أكد الصليب الأحمر في بيان «تسهيل نقل سبعة سجناء من عدن إلى صنعاء»، مؤكداً أن ذلك تم بموجب دور المنظمة «كوسيط محايد» ومشاركتها في المفاوضات.