بدء معركة تحرير أبين وسط فرار جماعي للمتمردين.. واستعادة معسكر استراتيجي في الضالع
المقاومة اليمنية تسيطر على زنجــــبار وتدرس خيارات الزحف نحو صنعاء أو صعـــــدة
حققت قوات الجيش الوطني، الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية في اليمن، مكاسب جديدة على الأرض، وسيطرة على مدينة زنجبار مركز محافظة أبين التي بدأت معركة تحريرها، ما دفع العشرات من ميليشيا الحوثي إلى الفرار باتجاه محافظة البيضاء، كما تقدمت قوات الجيش والمقاومة على المحور الثاني المرتبط باتجاه محافظة تعز، وسيطرت على معسكر استراتيجي بالضالع، وتدرس القيادة المركزية للجيش الوطني في عدن خيارات الزحف نحو صنعاء أو صعدة.
وتفصيلاً، بدأت المقاومة الشعبية، أمس، عملية تحرير محافظة أبين الواقعة جنوب البلاد من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح، بعد السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة. وقال مسؤول محلي إن قوة عسكرية كبيرة من آلاف المقاتلين معززة بآليات عسكرية، وصلت إلى مناطق عدة في المحافظة للمشاركة في تحريرها، حيث تدور مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح في العديد من الجبهات القتالية.
وأشار المصدر إلى أن البوارج البحرية ومقاتلات التحالف شنت قصفاً عنيفاً على مواقع الحوثيين في مدينة أبين، لتدعم تقدم المقاومة نحوها. وأكد أن «النصر بات قريباً، لتطهير المدينة من الميليشيات المسلحة، وإعلان أبين مدينة حرة خلال ساعات». وأشار المصدر إلى هروب جماعي للحوثيين وقوات صالح، شهدته بعض الجبهات باتجاه منطقة شٌقرة.
وفي وقت سابق، أعلنت مصادر عسكرية أن القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، والمزودة بمدرعات قدمها التحالف العربي بقيادة السعودية، شنت، أمس، هجوماً لاستعادة زنجبار. وقالت هذه المصادر إن الهجوم بدأ انطلاقاً من شمال وجنوب المدينة الواقعة شرق عدن، حيث يستمر وصول أرتال الآلية المدرعة. وأضافت أن هذا الهجوم يأتي بعد حصار دام يومين للمدينة، وقصف كثيف من طائرات التحالف العربي بقيادة الرياض، على مواقع للواء 15 التابع للجيش الذي التحق قادته بالحوثيين.
وقال العميد عبدالله الصبيحي، الذي أشرف على عملية تحرير عدن، ويقود الآن عمليات المقاومة لتحرير تعز، إن قواته باتت على مشارف مدينة تعز وتوقع أن تدخلها قريباً، مضيفاً أن القيادة المركزية للجيش الوطني في عدن، تدرس كل الخيارات المتاحة لمواصلة الزحف نحو صنعاء أو صعدة، وذلك بعد أن رفعت القيادات الميدانية تقريراً حول قدرتها في الاستمرار، ومواصلة الحرب على المتمردين، متى ما طلب منها ذلك.
وقال القائد العسكري الموالي للحكومة الشرعية في اليمن، العميد فضل حسن، إن مهمة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بعد تحرير معسكر لبوزة من المتمردين الحوثيين، التوجه صوب مدينة تعز. وأكد حسن، في تصريحات لقناة «اليمن» الفضائية، أن المعارك العسكرية التي تخوضها وحدات الجيش الوطني وفصائل المقاومة لن تتوقف في مكان غير جبال مران معقل الحوثيين «حتى تستأصل هذه الجرثومة الخبيثة». وأشار إلى أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يقفان حالياً على بعد 150 كيلومتراً من عدن خلف معسكر لبوزة، وأن تحرير أبين سيتم خلال ساعات.
من جانبه، قال قائد المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، حمود سعيد المخلافي، إن المعركة ستحسم، خلال الأيام القليلة المقبلة، وستلتحم المقاومة الشعبية بقوات الجيش الشرعي في مدينة القاعدة، بعد تطهير مدينة تعز.
وأكد أن المقاومة الشعبية ستحسم الأمر، من دون الحاجة إلى وصول تعزيزات من قوات الجيش الشرعي «كون ميليشيا الحوثي بدأت بيع الأطقم والأسلحة التي يمتلكونها متأهبين للفرار»، مشيراً إلى ارتفاع معنويات المقاومة الشعبية في تعز، وقدرتهم على حسم المعركة، ودحر ميليشيا الحوثي خلال أيام.
وأفادت مصادر محلية يمنية بمقتل أربعة مدنيين وإصابة تسعة آخرين، جراء قصف شنه الحوثيون وقوات صالح على أحياء سكنية بمدينة تعز وسط البلاد. وقالت المصادر إن الحوثيين وقوات صالح قصفوا بالدبابات وقذائف الهاون منطقتي باب موسى والعواضي، ما أسفر عن سقوط الضحايا.
وكانت المقاومة الشعبية قد أعلنت، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، عن مقتل وإصابة 40 حوثياً خلال المواجهات التي دارت بينهم أول من أمس.
في غضون ذلك، قالت مصادر متعددة إن تعزيزات عسكرية تتضمن عشرات الآليات العسكرية الحديثة، ومئات الجنود اليمنيين عبرت الحدود من السعودية إلى اليمن، لدعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية. وقالت إن هذه التعزيزات توجهت إلى محافظتي مأرب وشبوة، لدعم المقاومة الشعبية، مشيرة إلى أن القوة التي عبرت الحدود مؤلفة من جنود يمنيين، وهي بقيادة ضابط يمني.
وقالت مصادر محلية بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، إن قيادة جماعة الحوثي في المحافظة تسلمت، أول من أمس، رسالة إنذار من المقاومة الشعبية في إقليم آزال تمهل الميليشيات 48 ساعة، لمغادرة المحافظة.
وأفادت مصادر صحافية يمنية، أمس، بسيطرة المقاومة الشعبية على أحد المعسكرات الاستراتيجية، التي كانت في قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح، بمحافظة الضالع جنوب البلاد.
وقالت المصادر إن المقاومة سيطرت على مواقع عدة بمنطقة قعطبة ومريس، من بينها معسكر الصدرين التابع للواء 33 مدرع شمال الضالع، بعد أن شنت هجوماً واسعاً عليه. وأشارت إلى أن المقاومة أسرت عدداً من المسلحين الحوثيين، خلال هذا الهجوم، ولاتزال مستمرة في تمشيط تلك المناطق، للتأكد من عدم وجود أي عناصر تتبع الحوثيين وقوات صالح فيها. وأوضحت المصادر أن المقاومة تقدمت لتحرير منطقة دمت، الواقعة على الأطراف الشمالية للضالع، مؤكدة هروب العديد من العناصر التابعة للحوثيين وقوات صالح، بعد تكبدهم خسائر في الأرواح والآليات العسكرية.
وفي صنعاء، أفادت مصادر يمنية بسقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، أمس، في اشتباكات مسلحة مع المقاومة الشعبية في مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء. وقالت المصادر إن الاشتباكات اندلعت في قرية الجنادبة، بعد مهاجمة الحوثيين القرية، لتنفيذ حملة اختطاف ضد مواطنين بتهمة «الانتماء لـ(داعش)، و(القاعدة)».
وأوضحت أن المقاومة الشعبية قامت بإعطاب دورية ومدرعة تابعة للحوثيين، خلال تلك الاشتباكات، وأسرت أربعة حوثيين خلال تسللهم إلى مواقع المقاومة في قرية «بيت مران»، التي امتدت الاشتباكات نحوها.
ونفذ الحوثيون وقوات صالح، في السابق، العديد من حملات الاختطاف في مديرية أرحب، إلى جانب تفجير منازل عدة، قالوا إنها تابعة «للدواعش وعناصر القاعدة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news