المقاومة اليمنية تسيطر علــى شبوة خامسة المحافظات المحررة

استعادت قوات المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي السيطرة على خامس محافظة جنوبية، أمس، لتضيفها إلى محافظات عدن الضالع ولحج وأبين التي سيطرت عليها من ايدي ميليشيات المتمردين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث بدأت القوات اليمنية الدخول من منفذ الوديعة، على الحدود مع السعودية، إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة، فيما تتقدم قوات المقاومة باتجاه مدينة تعز الواقعة جنوب غرب صنعاء، التي يعتبرها المحللون بوابة العاصمة التي سيطر عليها الحوثيون في سبتمبر الماضي.

وجاء دخول القوات اليمنية لشبوة بعدما سيطرت اللجان الشعبية وقوات المقاومة على المحافظة بالكامل إثر انسحاب ميليشيات الحوثي وصالح من المحافظة. وقال المسؤول العسكري عن محافظة شبوة، ناصر النوبة، إن القوات الموالية للشرعية تسيطر على 80% من المحافظة الجنوبية. وأوضح المسؤول العسكري خلال مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية» أن الحوثيين زرعوا ألغاماً في العديد من مناطق شبوة، قبيل انسحابهم من المحافظة.

فيما دمر طيران التحالف العربي ثماني مركبات عسكرية لميليشيات الحوثي وصالح في ضواحي بلدة بيحان بمحافظة شبوة كانت متجهة من مدينة عتق بشبوة نحو محافظة البيضاء المجاورة. كذلك قصف طيران التحالف العربي مقر اللواء 62 الموالي لصالح في منطقة أرحب، شمالي صنعاء، أثناء اجتماع قادة المعسكر بقيادات حوثية.

وكانت لجان المقاومة الشعبية وقوات الشرعية سيطرت على مركز المحافظة، مدينة عتق، بشكل كامل بعد انسحاب ميليشيات الحوثي وقوات صالح منها.

وأكدت مصادر أن محافظة شبوة سلمت بالكامل للقيادي في الحراك الجنوبي ناصر النوبة بعد خروج الحوثيين من مركز المحافظة، وكشفت عن وجود اتفاق بين القوات الشرعية والحوثيين قضى بتسليم المتمردين محافظة شبوة للمقاومة مقابل الخروج الآمن.

وبعد انسحاب ميليشيات الحوثي وصالح من محافظة شبوة آخر معاقلها في جنوب اليمن والتوجه نحو محافظة البيضاء وسط البلاد، دخلت عملية السهم الذهبي العسكرية مرحلة جديدة. فهذا الانسحاب يجعل محافظات الجنوب عدن ولحج والضالع وأبين وشبوه خالية من أي تواجد للميليشيات وتحت سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية.

ومع انتقال الميليشيات إلى البيضاء التي تشهد هي وبقية محافظات الوسط الممتدة من تعز غرباً إلى مأرب شرقاً مواجهات على عدة جبهات بين هذه الميليشيات والمقاومة الشعبية المدعومة بالجيش الوطني تصبح العملية العسكرية أكثر تقدما باتجاه العاصمة صنعاء.

وتشير التطورات الميدانية إلى أن ميزان القوى قد تحول بشكل كبير لمصلحة المقاومة والقوات الموالية للشرعية، حيث تحقق المقاومة تقدماً في مختلف جبهات القتال، خصوصاً في البيضاء وتعز وإب.

ففي تعز، قال مصدر أمني إن المقاومة الشعبية سيطرت على مبنى المحافظة والأحياء المحيطة به، بالإضافة إلى قيادة المحور العسكري في مدينة تعز. وأشار إلى أن المقاومة الشعبية تقدمت باتجاه القصر الجمهوري ومعسكر اللواء 22 شرق مدينة تعز، وتفرض حالياً حصاراً على حي الجحملية، معقل مسلحي الحوثي وقوات صالح.

وبحسب المصدر، أغلقت جماعة الحوثي الشوارع الرئيسة في محيط القصر الجمهوري، وجلبت تعزيزات عسكرية كبيرة لمنع المقاومة من السيطرة عليه. وأضاف المصدر «المقاومة الشعبية عازمة على المضي قدماً والسيطرة على المحافظة بشكل كامل، لكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت نتيجة التعزيزات العسكرية الهائلة التي جلبتها جماعة الحوثي إلى تعز خلال الأيام الماضية».

وكانت القوات الموالية للشرعية سيطرت على جبل الوعش في منطقة الستين شمالي مدينة تعز، فيما قتل القيادي الحوثي عبداللطيف الطبيب برصاص مسلحين أمام المستشفى الحكومي في مدينة عمران.

كما قتل قائد ميليشيات الحوثي في حي الجحملية زيد عامر، في اشتباكات عنيفة دارت بالقرب من إدارة أمن المحافظة، تمكنت خلالها المقاومة الشعبية من اقتحام مبنى فرع البنك المركزي والمستشفى السويدي اللذين كانت ميليشيات الحوثي تتمركز فيهما.

وأوضحت المصادر أن المواجهات التي دارت بين القوات الموالية للشرعية وميليشيات الحوثي وصالح، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. يأتي ذلك، في أعقاب سيطرة القوات الموالية للشرعية على إدارة أمن محافظة تعز، وبدأت بالتقدم نحو مبنى قيادة المحور العسكري.

وقتل خمسة مدنيين بينهم أربعة أطفال وأصيب آخرون، في قصف لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح على حي المغتربين وأحياء سكنية أخرى في مدينة تعز. كما سقط جرحى جراء قصف الحوثيين وقوات صالح لجامع السعيد بحي عصيفرة شمالي تعز أثناء أداء صلاة الجمعة. فيما شهد وسط المدينة مواجهات عنيفة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم قيادي حوثي بعد تقدم المقاومة نحو مبنى إدارة الأمن.

واستعادت قوات المقاومة، أول من أمس، العديد من المنشآت التي كان يسيطر عليها المتمردون في تعز وبينها مقرات الشرطة والدفاع المدني، بحسب ما أفاد موقع «سبأ نت» الإخباري.

وتقول مصادر عسكرية ان التحالف العربي زود انصار هادي بأسلحة ومعدات حديثة خلال الأسابيع القليلة الماضية بينها دبابات وعربات مدرعة وحاملات جنود، كما قام بتدريب جنود يمنيين في السعودية.

وتشكل المحافظات الخمس التي سيطرت عليها القوات الحكومية، إضافة إلى مهرة وحضرموت التي لم يدخلها المتمردون مطلقاً، ما كان يعرف في السابق بدولة اليمن الجنوبي.

كما قتل 11 حوثياً في غارات للتحالف على مواقع للمتمردين وتم تدمير مدرعة ودبابة في مأرب. وقالت مصادر محلية إن الغارات استهدفت تجمعات ومخازن للأسلحة، كما استهدفت طائرات التحالف مواقع الحوثيين في الجبهة الشمالية للمحافظة.

وأعلن مصدر في المنطقة الثالثة انشقاق عدد من ضباط وجنود اللواء 26 حرس جمهوري، التابع للمنطقة السابعة والمرابط في البيضاء، والتحاقهم بالمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب. وأوضح المصدر أن «عدداً كبيراً» من ضباط وأفراد من اللواء 26 حرس جمهوري المرابط في السوادية بمحافظة البيضاء، وصلوا إلى مأرب وأعلنوا انضمامهم إلى المنطقة العسكرية الثالثة وولاءهم للشرعية.

وقال المصدر إن العقيد محمد زيدان وعدداً من الضباط والأفراد أعلنوا انشقاقهم عن الحرس الجمهوري، بعد أن طلبت منهم ميليشيات الحوثي دك بيوت آل سواد بالدبابات، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض ودفعهم لمغادرة المعسكر والتوجه إلى المنطقة الثالثة بحسب إفادات الضباط والأفراد الذين تم استقبالهم في قيادة المنطقة الخميس الماضي.

يذكر أن اللواء 26 من الألوية القتالية بالقوات البرية، حيث يضم سبعة مخازن أسلحة وذخائر وقذائف متنوعة و28 دبابة وعشرات المدرعات وعربات الكاتيوشا والأطقم العسكرية.

وفي أرحب شمال صنعاء، شنت قوات التحالف غارات على تجمعات لميليشيات الحوثي، في شارع الثلاثين جنوب مدينة إب، حيث تتقدم المقاومة الشعبية. واستهدف الطيران كذلك مواقع لمعسكر اللواء 26 في محافظة البيضاء.

وفي محافظة ذمار، أعلنت المقاومة الشعبية في إقليم آزال عن مقتل قائد حوثي وإصابة آخرين في مواجهات اندلعت بين الطرفين بمحافظة ذمار وسط اليمن. وكثفت مقاومة آزال عملياتها في مدينة ذمار، مستهدفة مقرات وتجمعات الحوثيين وقوات صالح، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

الأكثر مشاركة