التحالف يدمر أكبر موقع للمتمردين في مأرب ويستعد للمعــركـــة البرية

اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، في الجبهات الغربية بمأرب خصوصاً جبهة الجفينة، وأسفرت عن سقوط العشرات من المتمردين، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على موقع عسكري كبير في جبهة الجفينة غرب مأرب ودمرته بالكامل، وفي وقت تواصلت التعزيزات العسكرية والبشرية لقوات التحالف استعداداً للمعركة البرية، أعلنت فيه قيادة الجيش اليمني جهوزية نحو 10 آلاف مقاتل في الجوف للمشاركة في تحرير محافظات مأرب والجوف وصعدة والتوجّه صوب صنعاء، بينما فشل المتمردون في إطلاق «صاروخ باليستي» قرب صنعاء، ولقي قيادي حوثي وستة آخرين مصرعهم في غارات على البيضاء.

وفي التفاصيل، تشهد محافظة مأرب تحشيداً بشرياً وعسكرياً استعداداً لمعركة تحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية من المتمردين، حيث باتت مأرب محور النشاط العسكري للتحالف العربي، حيث تتوالى التعزيزات العسكرية إلى مأرب من مئات المدرعات والدبابات وراجمات الصواريخ وناقلات الجند، وطائرات الأباتشي، مع وصول المزيد من قوات التحالف، وسط استعدادات كبيرة لبدء المعركة البرية التي ستقود إلى تحرير محافظات مأرب والجوف وصعدة، ثم التوجه صوب العاصمة صنعاء.

ووفقاً لآخر التطورات فقد تقدمت عشرات من الآليات العسكرية نحو جبهات القتال في جبهة الجفينة بمأرب وكذا محيط معسكر صحن الجن، وهي على استعداد لمعركة مأرب.

وفي خط مواز تحركت قوات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من معسكر اللواء 107 في منطقة صافر باتجاه مديريتي بيحان وحريب شرق مأرب، وتم تعزيز تلك القوات بعشرات الآليات والمعدات العسكرية، وستكون هذه العملية البرية هي الأولى ضد ميليشيات الحوثي وصالح.

وفي الجوف، أعلنت القيادة العسكرية للجيش الوطني اليمني عن جاهزية 10 آلاف مقاتل في محافظة الجوف لتحرير هذه المحافظة ومحافظة صعدة ثم التوجه لتحرير صنعاء.

وفي صنعاء العاصمة الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة، قالت مصادر محلية إن المتمردين فشلوا، أمس، في إطلاق «صاروخ باليستي» قرب صنعاء. وأضافت المصادر إن ميليشيات الحوثي، المدعومة من النظام الإيراني، حاولت إطلاق الصاروخ من منطقة واقعة قرب «معسكر الحفا» في نقم شرقي العاصمة.

وعلى أثر ذلك، عمدت طائرات التحالف العربي، الداعم للشرعية، إلى شن غارات مكثفة على معسكر الحفا، وفق المصادر التي لم يتسن لها تحديد سبب فشل عملية إطلاق الصاروخ.

جدير بالذكر أن إيران، التي تجاهر بدعم ميليشيات عبدالملك الحوثي، تملك ترسانة من الصواريخ البالسيتية، ما يشير إلى أنها تزود المتمردين بهذا الطراز من الصواريخ.

وهذا ما أكده أحد قادة الميليشيات الحوثية، حين قال لـ«وکالة تسنیم» الإيرانية، المقربة من نظام طهران، إن المسلحين المتمردين يملكون «منظومة صاروخية» طويلة المدى.

وسبق أن أطلق الحوثيون صاروخاً حرارياً قبل نحو أسبوع من قاعدة الديلمي الجوية، لكنه عاد وانفجر في مكان إطلاقه.

ويواصل طيران التحالف العربي بقيادة السعودية غاراته الجوية المكثفة على العاصمة صنعاء منذ الجمعة الماضية، مستهدفاً العديد من المواقع العسكرية.

وفي البيضاء، أكدت مصادر محلية يمنية، أمس، مقتل قيادي حوثي وستة من مرافقيه جراء غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع لهم. وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي أبوزكريا العمراني قتل إلى جانب ستة من حراسته في قصف للتحالف استهدف مقر الأمن السياسي.

وقالت إن هناك عشرات من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين وقوات صالح نقلوا بعد تلك الغارات إلى المستشفيات.

وكانت مقاتلات التحالف قد شنت في وقت سابق أمس، أكثر من 10 غارات استهدفت مواقع وآليات للحوثيين وقوات صالح في مدينة البيضاء ومحيطها. واستهدفت الغارات المجمع الحكومي وأحد مباني الأمن السياسي ومحطة الحرمين للمحروقات وعمارتين أخريين وجميعهم بجوار معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً).

وأفادت مصادر محلية يمنية بأن قتلى وجرحى من مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية سقطوا إثر تعرضهم لغارات عنيفة من قبل طيران التحالف العربي بالمحافظة.

وأضافت المصادر أن «عدداً من العربات العسكرية التابعة لمسلحي الحوثي دمرت أيضاً جراء القصف الجوي العنيف»، مشيرة إلى أن المجمع الحكومي بالمدينة الذي يعتقد أن مسلحين حوثيين يتمركزون فيه تعرض أيضاً للقصف الجوي. وأشارت المصادر إلى سماع دوي انفجارات عنيفة هزت تلك المنطقة، وتصاعدت أعمدة الدخان منها بكثافة.