20 قتيلاً مدنياً في قصف حـوثي عشوائي على سوق مزدحمة في مأرب
قتل 20 شخصاً على الأقل نتيجة قصف عشوائي بصواريخ الكاتيوشا ومدفعية الهاون لميليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، استهدف أحياء سكنية وسوقاً مزدحمة وسط مدينة مأرب، وذلك بعيد تأكيد الحكومة اليمنية مشاركتها في «مفاوضات السلام» الأسبوع المقبل، التي أعلنت عنها الأمم المتحدة بهدف إنهاء النزاع.
وفي التفاصيل، قتل 20 مدنياً على الأقل، أمس، في قصف بصواريخ كاتيوشا أطلقها الحوثيون على سوق مزدحمة في مدينة مأرب شرق اليمن، بحسب ما قالت مصادر طبية وشهود. وقال مسؤول طبي إن «20 مدنياً قتلوا وأصيب العشرات» في الهجوم، فيما أشار شهود عيان إلى أن القصف استهدف السوق الرئيسة في المحافظة.
وأوضحت المصادر أن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح المتمركزة في منطقتي الجفينة والفاوي جنوب غرب مدينة مأرب، أطلقت عشرات من صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية بصورة عشوائية إلى وسط مدينة مأرب، واستهدفت الأحياء السكنية والمحال التجارية ومبنى المجمع الحكومي في المدينة.
وقالت مصادر محلية يمنية، إن الحوثيين وقوات صالح قصفوا بـ«الكاتيوشا» بشكل عنيف عمارة سكنية وسط مأرب ما تسبب في مقتل أفراد أسرة بكاملها بينهم نساء وأطفال، إلى جانب مدنيين من المارة. وبحسب المصادر، فإن العمارة بداخلها مقر يتبع جمعية لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات على مقتل سبعة متمردين بغارة للتحالف الذي تقوده السعودية على مأرب.
وجدد طيران التحالف قصفه لمعسكر الفرقة الأولى مدرع في صنعاء عند منتصف النهار، وذلك بعد أن دمر مخزناً للأسلحة تابعاً لميليشيات الحوثي في حي الجراف بالقرب من مبنى التلفزيون شمال العاصمة صنعاء. وأكد شهود عيان أن الانفجارات في المخزن استمرت ساعتين تقريباً، وتصاعدت منه ألسنة اللهب، وغطت سحب الدخان سماء الأحياء الشمالية للعاصمة.
واستهدفت غارة التحالف آلية عسكرية يستخدمها المتمردون في محافظة مأرب، فيما استهدفت ضربات أخرى مواقع للمتمردين في محافظة شبوة المجاورة، بحسب ما قال مصدر عسكري. وقالت مصادر عسكرية إن مروحيات الأباتشي انضمت إلى القتال ضد الحوثيين وحلفائهم.
وأشار مسؤولون عسكريون يمنيون في هذا السياق، إلى أن «التحضيرات جارية لإطلاق عملية واسعة النطاق بهدف تحرير محافظتي مأرب والجوف (في الشمال) تمهيداً لدخول صنعاء».
وأمس، أرسل التحالف مزيداً من القوات والآليات عبر الحدود إلى اليمن. وشاهد مراسل لوكالة «فرانس برس»، عند نقطة واديا الحدودية بين السعودية واليمن، ما لا يقل عن 40 آلية عسكرية للتحالف تدخل محافظة مأرب، وكانت تلك الآليات تحمل قوات يمنية مدربة في السعودية، بالإضافة إلى قوات من التحالف.
وفي الوقت ذاته، أكدت المصادر أن مقاتلي المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في منطقة «صحن الجن» شنوا قصفاً عنيفاً على مواقع الحوثيين وقوات صالح رداً على ما قاموا به.
وفي نيويورك، رحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بالتزام الحكومة اليمنية والحوثيين والمؤتمر الشعبي العام بالمشاركة في محادثات السلام المزمع عقدها في المنطقة الأسبوع المقبل.
وأشار ولد الشيخ في بيان أصدره إلى أن هذه المحادثات التي سيتم الإعلان عن مكانها وموعدها خلال الأيام المقبلة تهدف إلى توفير إطار للاتفاق على آليات تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2216، ووقف إطلاق النار واستئناف عملية الانتقال السياسي السلمي، وفقاً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية التنفيذ ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.
وأضاف البيان أن المبعوث الخاص «يحث المشاركين في المحادثات على الانخراط بشكل بناء وبنيّة حسنة، مع الاعتراف بالحاجة إلى نهاية سريعة للعنف، الذي تسبب في مستويات لا تطاق من المعاناة للشعب اليمني».
وأكدت الحكومة اليمنية التي يرأسها خالد بحاح، في بيان نشر بعد اجتماع في الرياض، موافقتها على المشاركة في مفاوضات السلام على أن تقتصر على البحث في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحاب المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين لصالح من المدن والأراضي التي سيطروا عليها منذ العام الماضي.
وقال البيان إن المشاركين في الاجتماع بمن فيهم المستشارون السياسيون للرئيس اليمني عبدربه هادي قرروا «الموافقة على حضور المشاورات الهادفة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 للعام 2015».
وأضاف البيان أن المجتمعين «طالبوا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن ببذل مساعيه للحصول على التزام علني صريح من قبل الحوثي وصالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 دون قيد أو شرط».
وينص القرار 2216 على انسحاب الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من المناطق التي سيطروا عليها خلال الهجوم الذي قاموا به في يوليو 2014.
وكانت العاصمة العمانية مسقط استضافت في الأشهر الماضية مفاوضات بين وسيط الأمم المتحدة وممثلين عن حركة التمرد.
وجرت آخر جولة مفاوضات في يونيو في جنيف وانتهت بالفشل.