مقاتلون من المقاومة الشعبية في مأرب بعد السيطرة على سد مأرب. أ.ف.ب

قوات التحالف والمقاومة الشعبية تستعيدان السيطرة على باب المندب وجـزيرة ميون

حرّرت قوات التحالف العربي، بالتعاون مع المقاومة الشعبية، جزيرة ميون وباب المندب كاملاً، واستعادت السيطرة على المضيق الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن من أيدي المتمردين الحوثيين، في الأثناء أشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال استقباله في نيويورك، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، بالمواقف المشرّفة للإمارات، الداعمة والمساندة لليمن في مختلف المجالات، مؤكداً ان هذه المواقف تعزز اللحمة الواحدة، وتجسد المواقف الخيّرة للإمارات.

وتفصيلاً، قال متحدث باسم الحكومة اليمنية امس، إن القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي استعادتا السيطرة على مضيق باب المندب وجزيرة ميون من أيدي المقاتلين الحوثيين. وأفادت مصادر عسكرية يمنية، بأن عملية التحرير جاءت بعد معارك عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، خلفت قتلى وجرحى من الطرفين. وأفادت المصادر بأن عملية التحرير جاءت بمساندة كبيرة من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وكانت مصادر عسكرية يمنية قالت في وقت سابق، إن تعزيزات عسكرية كبيرة تحركت من المنطقة العسكرية الرابعة في عدن صوب تعز وباب المندب، لإسناد المقاومة ومواجهة ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حيث وصلت إلى منطقة كرش الواقعة بين تعز ولحج مصفحات وآليات عسكرية ودبابات ومئات الجنود لتطهير المنطقة من المتمردين، ودعم المقاومة في تعز بإسناد من طيران قوات التحالف.

ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن عدداً من القيادات ــ يتقدمها قائد المقاومة الشعبية بمنطقة الصبيحة اللواء فضل حسن الربيعي ــ وصلت إلى منطقة كرش، برفقة تعزيزات عسكرية من المقاومة الشعبية الجنوبية.

وكان مصدر بالمنطقة العسكرية الرابعة في عدن أكد في وقت سابق أن حشوداً من المقاومة اتجهت إلى منطقتي كرش وباب المندب، لتعزيز المقاومة في مجابهة التحركات التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وقوات صالح.

وقال إن المنطقة العسكرية الرابعة أرسلت التعزيزات إلى شمال وغرب عدن لتأمين الوضع العسكري، بعد «ورود معلومات عن تحركات جدية للقوات المعادية».

وفي محافظة مأرب شمال شرق صنعاء، تمكنت المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني ــ بدعم من قوات التحالف العربي التي شنت غارات على الحوثيين ــ من السيطرة الكاملة على جميع مواقع الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع حول سد مأرب.

وأكد مصدر أن المقاومة استطاعت قطع جميع خطوط الإمدادات على مناطق المصارية والجفينة والفاو، وتمكنت من ضرب الإمدادات العسكرية القادمة من طريق خولان ــ صرواح ومنع وصولها.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، دوت انفجارات كبيرة، إثر غارات مكثفة شنتها طائرات التحالف على مواقع ومعسكرات عدة لميليشيات الحوثي وصالح، شملت جبل النهدين ودار الرئاسة ومعسكري الصباحة والحفا في جبل نقم.

كذلك تواكبت هذه التطورات مع المواجهات العنيفة التي تجري في منطقة الوازعية في تعز، والغارات المكثفة التي شنتها طائرات التحالف ضد مواقع المتمردين في هذه المنطقة إسناداً للمقاومة.

وفي تعز قتل أربعة مدنيين، بينهم طفل، مساء الأربعاء الماضي، إثر سقوط قذائف أطلقها الحوثيون على أحياء سكنية عدة في المدينة. وذكرت مصادر طبية أن القذائف العشوائية التي تساقطت على أحياء الدحي وثعبات والروضة، أسفرت أيضاً عن إصابة 12 مدنياً، بينهم أطفال ونساء.

وفي مأرب أحكمت القوات المشتركة سيطرتها الكاملة على جميع المواقع المحيطة بسد مأرب، وتوجهت باتجاه خطوط إمداد الميليشيات في جبهة الفاو والجفينة غرب مدينة مأرب.

وفي نيويورك، استقبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، على هامش اجتماعات الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعرب سموالشيخ عبدالله خلال اللقاء عن تهنئته للرئيس اليمني لعودته الأخيرة وحكومته إلى مدينة عدن «العاصمة المؤقتة لبلاده».

من جهته، حمّل الرئيس اليمني سموه تحياته وتقديره إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، معرباً عن شكره لدولة الإمارات، لوقوفها إلى جانب بلاده، ودعمها الشرعية في اليمن.

وتناول اللقاء بحث مستجدات الوضع في اليمن، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها، ولاسيما في مجال تكثيف العمل الإنساني للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وتأمين سلامته وتحسين ظروفه الإنسانية والمعيشية.

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن الرئيس منصور إشادته بالمواقف الأخوية المميزة والمشرّفة لدولة الإمارات العربية المتحدة، الداعمة والمساندة لليمن في مختلف المجالات.

وأكد الرئيس اليمني ان هذه المواقف تعزز اللُحمة الواحدة، وتجسد المواقف الخيّرة للإمارات، منذ عهد المؤسس المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أعاد بناء سد مأرب، والآن تعود الإمارات لمساندة اليمن لإعادة مأرب وسدها إلى أحضان الوطن، بعد أن عبثت الميليشيا الانقلابية بكل شيء في الوطن، وقتلت الأبرياء والعزل.

وقال «إنه على الرغم مما ألمّ باليمن، إلا ان التوحد والتنسيق العربي عززا من حفظ مكانته وأمنه القومي تجاه الأطماع والتدخلات السافرة في شؤونه».

الأكثر مشاركة