مقاتل من المقاومة الشعبية في مدخل مدينة تعز. رويترز

أسْر 100 انقلابي شمال صنعـــاء.. واستعدادات لمعركة فك الحـصار عن تعز

كشف قيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز «جنوب اليمن»، لـ«الإمارات اليوم»، أن قيادة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المحافظة، بصدد بدء معركة كبيرة في منطقة «نجد قسيم» بمديرية المسراخ جنوب مدينة تعز، في حين تشهد الجبهة الغربية للمدينة مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيا الانقلاب وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، من جهة أخرى، وفي وقت أحرزت قوات الشرعية تقدماً كبيراً في محافظة الضالع واستعادت منطقة نجد القرين، كشف الناطق باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في صنعاء، الشيخ عبدالله ناجي الشندقي، عن تمكن المقاومة خلال الأسبوعين الماضيين من أسر 100 عنصر من الانقلابيين في منطقة نهم، الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء.

 

وفي التفاصيل، قال القيادي في المقاومة الشعبية بالمنطقة الغربية بمحافظة تعز، رامي الخليدي، لـ«الإمارات اليوم»، إنه تم استكمال الاستعدادات وتجهيز قوة كبيرة بقيادة قائد «اللواء 35 مدرع» الموالي للشرعية في تعز، العميد عدنان الحمادي، والقيادي في المقاومة، نبيل المقرمي، لاقتحام منطقة «نجد قسيم» بالمسراخ، وفتح الطريق أمام تدفق البضائع والمركبات من مدن الجنوب إلى تعز.

وأضاف الخليدي أن هناك تنسيقاً أيضاً لبدء معارك في المناطق الغربية للمدينة من أجل الزحف باتجاه بير باشا، والالتحام مع الجبهة التي ستأتي من «نجد قسيم» باتجاه الضباب، من أجل فك حصار المدينة عن تلك المناطق، مؤكداً بدء المعارك في منطقة المرور، وأنهم يحققون تقدما كبيراً على حساب المتمردين.

وتعد منطقة «نجد قسيم» التابعة لمديرية المسراخ، الواقعة في صبر جنوب تعز، من أهم المناطق الاستراتيجية التي تربط مناطق «الضباب غرب تعز والتربة - هيجة العبد - طور الباحة» بمحافظة لحج، وتعد طريقاً رئيساً لوصول الإمدادات القادمة من عدن إلى تعز.

وأشار الخليدي إلى أنهم على وشك استكمال تحرير منطقة المرور، والدخول إلى منطقة جامع الأنصار، وهي منطقة تجمّع للمتمردين، وتحوي ترسانة كبيرة من الأسلحة، حيث تم تطهير بنايتين كانتا تحولان دون تقدم المقاومة، بسبب تمركز قناصة حوثيين فيها، وأنهم على وشك الإطباق على المتمردين في تلك المناطق، قبل التوجه نحو بدء معركة تحرير المدينة من الجهة الغربية، في إطار الخطة المعدة مع قوات الحمادي في نجد قسيم.

في الأثناء، تشهد جبهة الضباب والمناطق المحاذية لجبل حبشي غرب تعز، اشتباكات عنيفة بين قوات الشرعية والمقاومة من جهة، وميليشيا التمرد من جهة أخرى، في إطار بدء المعركة التي كشف عنها الخليدي، فيما تدور معارك بين الجانبين في مناطق الدحي والبعرارة، حيث تم قتل أكثر من ستة من عناصر التمرد على يد المقاومة، فيما أصيب العشرات، وتمكنت المقاومة من التقدم باتجاه جبهة المرور لتطهير مناطق وادي الدحي بالكامل، الواقعة خلف المدرسة الفنية سابقاً.

كما تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على مناطق الشقب والحزة ونقيل حدة، شرقي صبر المطل على مدينة تعز من جهة الجنوب، بعد معارك عنيفة مع المتمردين تم فيها قتل ثلاثة من كبار القناصة التابعين لهم. وكان المتمردون قصفوا، أمس، منازل القرية، قرية الرديف، بمديرية الوازعية، جنوب تعز، بالمدفعية الثقيلة والدبابات، وأدى ذلك إلى سقوط ضحايا مدنيين، كما تم قصف مناطق في مديرية ذوباب الواقعة على الساحل الغربي للمدينة.

في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمع للمتمردين في قرية المليساء شرق الراهدة، ودمرت منصة إطلاق صواريخ كاتيوشا فيها، فيما تم قصف منطقة «الشقب» من قبل المتمردين بشكل عشوائي.

وفي محافظة الضالع، وسط اليمن، تمكنت المقاومة وقوات الشرعية من إحراز تقدم كبير على حساب المتمردين في منطقة مريس. وأعلنت المقاومة في الضالع أنها تمكنت من استعادة منطقة نجد القرين عند الأطراف الشمالية لمنطقة مريس المحاذية لمدينة دمت، حيث تتمركز ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح.

وفي صنعاء، قال الشيخ عبدالله ناجي الشندقي، إن عملية تحرير العاصمة من المتمردين تمر وفقاً لخطة أعدت مسبقاً بالتنسيق بين قوات التحالف العربي وقوات الشرعية والمقاومة الشعبية، وهي تسير في تحقيق أهدافها المرسومة، فيما كشف عن تمكن المقاومة خلال الأسبوعين الماضيين من أسر 100 عنصر من الانقلابيين في منطقة نهم، الواقعة إلى الشمال من العاصمة صنعاء. وأضاف في تصريح لـ«الإمارات اليوم» أن الخطة تمر وفقاً لما رسم فيها من عمليات، مؤكداً أن إعلان قيادة التحالف العربي إنهاء الهدنة وعملية وقف إطلاق النار، إجراء طبيعي لا يرتبط بعملية تحرير صنعاء أو إعلان بدء المعركة الرئيسة فيها، لأن تحرير العاصمة تم إعداد خطته مسبقاً بالتشاور بين التحالف والشرعية والمقاومة، وهي تنفذ تلك الخطة وتسير على ضوئها. وحول سير المعارك في منطقة نهم، أشار الشندقي إلى أن الانقلابيين مستمرون في محاولاتهم العودة إلى المواقع التي خسروها في جبل صلب وما جاوره، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، نتيجة قيام قوات الشرعية والمقاومة الشعبية بصد كل محاولاتهم وإفشالها، وإيقاع خسائر كبيرة في صفوفهم، نافياً أن تكون هناك جبهة جديدة للمقاومة في منطقة أرحب المجاورة لنهم.

وأكد أن هناك عشرات القتلى سقطوا في صفوف الانقلابيين، خلال المعارك التي دارت في محيط جبل صلب، وهي منتشرة في المنطقة من دون أن يتم دفنها، وبعضها بدأ يتحلل، كما تم تكبيد الانقلابيين خسائر كبيرة في العتاد في تلك المعارك فضلاً عما دمرته الغارات التي تشنها مقاتلات التحالف على تجمعاتهم في محيط المنطقة.

وشهدت شوارع العاصمة صنعاء انتشاراً كبيراً لعناصر المتمردين، خصوصاً في المناطق التي تضم مؤسسات حيوية مثل البنوك والوزارات ومؤسسات أمنية وعسكرية، فيما بدت الحياة مشلولة متأثرة بأخبار تقدم المقاومة إلى ضواحي المدينة وإعلان التحالف إنهاء وقف إطلاق النار في اليمن.

إلى ذلك تواصلت الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات التحالف على أهداف ومواقع وتجمعات المتمردين وقوات المخلوع صالح، في العاصمة وضواحيها، التي استهدفت كتائب للدفاع الجوي، ومصنعاً للحديد في منطقة جدر، شمال صنعاء. وطال القصف ألوية الصواريخ ومخازن الأسلحة الحصينة في منطقة فج عطان وجبل عيبان ومعسكري عمد وريمة حميد في مديرية سنحان، جنوب وشرق صنعاء.

الأكثر مشاركة