مقاتلو المقاومة الشعبية يرفعون شارة النصر عقب تمكنهم من السيطرة الكاملة على ميناء عدن وتأمينه. أ.ف.ب

الشرعية تحرر محافظة مأرب.. واستعدادات لدخول صنعاء وصعدة

 أعلنت هيئة الأركان العامة في اليمن تحرير محافظة مأرب من الميليشيات الانقلابية، مؤكدة تحقيق القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للسلطات الشرعية تقدماً في عدد من جبهات القتال، فيما تمكنت المقاومة الشعبية وقوات الشرعية في محافظة تعز، من صد هجوم واسع للانقلابيين في الجهة الغربية للمدينة، فيما تجري ترتيبات واسعة لإعادة الحياة وضبط الأمن في محافظتي الجوف ومأرب، استعداداً لمرحلة جديدة من التقدم باتجاه معاقل المتمردين في صنعاء وصعدة، فيما توسعت الخلافات بين الانقلابيين لتصل إلى حد التهديد باعتقال الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

 

وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية عن رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن محمد المقدشي، تأكيده، خلال اجتماعه مع عدد من القيادات العسكرية والأمنية في المنطقة العسكرية الثالثة، ومقر قيادتها مأرب، الليلة قبل الماضية، أن بوادر النصر تلوح في الأفق في جميع جبهات القتال ضد الميليشيا الانقلابية، خصوصاً في جبهات نهم في محافظة صنعاء وصرواح وحريب في محافظة مأرب وبيحان في محافظة شبوة، مشدداً على ضرورة تعزيز الجهود لتطبيع الحياة العامة في المناطق المحررة من الميليشيات الانقلابية في إطار محافظتي مأرب والجوف.

 

وتم خلال الاجتماع اتخاذ عدد من القرارات ذات الصلة بالجوانب الأمنية والعسكرية وآليات التنسيق، والتعاون بين مختلف القطاعات، والجهات ذات العلاقة والمقاومة الشعبية لتثبيت قواعد الأمن.

وطالب رئيس هيئة الأركان اليمني القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للسلطات الشرعية بضرورة العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق النصر في العاصمة صنعاء، وتحريرها من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، واستعادة مؤسسات الدولة، وعودة السلطة الشرعية.

وتشهد محافظة مأرب ترتيبات وتحضيرات واسعة للسلطات المحلية فيها، استعداداً لبدء مرحلة جديدة من عملية البناء والتطوير وفقاً لمصدر محلي بالمحافظة.

وأكد المصدر لـ«الإمارات اليوم»، أن المحافظة تشهد ترتيبات أمنية واسعة لقيادة السلطة المحلية والمنطقة العسكرية الثالثة، لتأمين جميع المقار والمصالح الرسمية فيها، واستعداداً على ما يبدو لتهيئة المحافظة لتكون مقراً للحكومة اليمنية لتمارس مهامها منها، خصوصاً أن المحافظة ستكون منطلقاً للعمليات العسكرية المستقبلية الخاصة بتحرير المدن التي تعد معاقل للانقلابيين والمتمثلة في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة.

وفي مأرب قتل شخصان وجرح أربعة آخرون، نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الانقلابيين، الذين زرعوا مئات الألغام في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في المحافظة، كما هي عادتهم في جميع المحافظات، مخلفين وراءهم الموت للسكان.

وفي تعز، تمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من صد هجوم واسع للانقلابيين على منطقة وادي عيسى في الجهة الغربية للمدينة، في محاولة منهم لتحقيق مكاسب جديدة في المدينة، وإرباك المشهد والوضع أمام قوات الشرعية والتحالف، التي تقوم بعمليات تحضير واسعة لبدء معركة فك الحصار عن المدينة، بإشراك أربعة ألوية عسكرية يتم تدريبها حالياً في عدن ولحج.

وذكر القيادي في المقاومة الشعبية بالمنطقة الغربية لتعز، توفيق دبوان، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم تصدوا لهجوم واسعة شنته قوات صالح والانقلابيون على منطقة وادي عيسى، وتمكنوا من دحرهم وإفشال هجومهم الذي حشدوا له إمكانات ضخمة، حسب وصفه.

وقال «لقد تم التعامل مع الهجوم من قبل رجال المقاومة والجيش الوطني، وتمكنوا من قتل العديد منهم، وإعطاب كثير من معداتهم العسكرية»، مشيراً إلى أن الوضع في جبهات المدينة شهد عقب فشل هجوم الانقلابيين هدوء نسبي وحذر، والوضع مستقر في جميع جبهات المدينة.

وكان قيادي ميداني للانقلابيين الحوثيين لقي مصرعه في اشتباكات مع المقاومة، أثناء محاولة الحوثيين التقدم باتجاه موقع العروس الاستراتيجي الواقع أسفل جبل صبر من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على منطقة صبر الموادم شرقي المدينة.

وفي جبهة الوازعية، تواصلت المعارك في محيط المنطقة بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الانقلاب من جهة أخرى، مصدر محلي في المنطقة قال إن الجانبين تبادلا القصف بالمدفعية الثقيلة، فيما قصف الانقلابيون منازل المدنيين في المديرية، ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وأضاف أن المعارك لم تُسفر عن تقدم لأي طرف، وظلت المدينة تحت سيطرة المقاومة.

وفي محافظة البيضاء وسط اليمن، ذكر مصدر محلي لـ«الإمارات اليوم»، أن 20 حوثياً لقوا مصرعهم وأصيب آخرون، بغارة لطيران التحالف استهدفت إدارة أمن الشرية بالمحافظة، حيث شوهدت سيارات الإسعاف وأطقم الميليشيات تنقل عدداً كبيراً من الجثث والمصابين، عقب استهدافها من قبل مقاتلات التحالف، أمس، باتجاه مستشفيات المدينة.

وفي محافظة ذمار جنوب صنعاء، تمكن رجال المقاومة في إقليم آزال، من تنفيذ هجوم بالقنابل اليدوية على تجمع للميليشيات وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة أربعة آخرين.

وفي العاصمة صنعاء، تفاقمت الخلافات بين الانقلابيين، ووصلت الى تلويح الحوثيين باعتقال صالح، وفقاً لما ذكره الشيخ المؤتمري الموالي لصالح، أمين عاطف، في تغريدة على حسابه في موقع «تويتر»، حيث أشار إلى أن الحوثيين طلبوا منه إبلاغ «الزعيم»، في إشارة إلى صالح، أنه سيتم اعتقاله إذا واصل تدخله في عمل لجنتهم الثورية، ويعد عاطف وسيطاً رسمياً بين الحوثيين وصالح. وجاء في تغريدة عاطف «أبلغت الزعيم أن أي محاولات لإقامة اعتصامات للمؤتمر أو تلاعب أو مساس باللجنة الثورية سيكون جزاؤها القبض على صالح، وإيداعه في السجن».

يأتي ذلك بالتزامن مع ما ذكره مصدر عسكري، بأن قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح ترفض العمل في إطار الحزام الأمني الذي تفرضه جماعة الحوثي حول العاصمة صنعاء، في إطار الاستعداد لمواجهة قوات الشرعية والمقاومة التي باتت على أبواب المدينة.

المصدر أكد ان قوات الحرس ترفض العمل تحت قيادة الحوثيين، وتلتزم بتلقيها الأوامر من الرئيس اليمني السابق، وتوقع المصدر أن تشهد الأيام المقبلة انهيارات كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثيين في العاصمة صنعاء، نتيجة تصدع تحالفهم مع صالح وقواته.

في الأثناء، شنّت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على العاصمة، مستهدفة مواقع ومعسكرات للانقلابيين، في المدينة ومحيطها، والتي طالت معسكر القوات الخاصة والأمن المركزي بمنطقة السعبين، ومعسكر السواد، حيث مقر قيادة الحرس الجمهوري بجنوب العاصمة، كما استهدفت معسكر القوات الخاصة بمنطقة الصباحة غرب العاصمة، وكذا قاعدة الديلمي الجوية شمال المدينة.

 

الأكثر مشاركة