مقاتلون من المقاومة الشعبية في محافظة تعز. أرشيفية

قوات الشرعية تحرر «مسـورة»..و«قيفة رداع» تشتعل مجـدداً ضد الانقلابيين

تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، من السيطرة الكاملة على منطقة مسورة، فيما استهدفت مواقع ومراكز تجمعات الانقلابيين وقوات المخلوع في محلي ونقيل ابن غيلان في نهم، وفيما اشتعلت منطقة قيفة رداع مجدداً ضد الميليشيا الانقلابية في محافظة البيضاء، شهدت محافظات الضالع ولحج معارك عسكرية.

وفي التفاصيل، حررت قوات الشرعية منطقة مسورة بعد حصار دام أيام، أمهلت فيها قوات الشرعية الموالين للانقلابيين الحوثيين لتسليم المنطقة وطرد عناصر الانقلاب المتمركزين في منازلهم وتجنيبهم الحرب، لكنهم رفضوا ذلك ما دفع المقاومة وقوات الشرعية لدخول المنطقة من مناطق متفرقة والسيطرة عليها، وتطهيرها من العناصر الانقلابية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وتعد منطقة «مسورة» من أهم المناطق التي تربط مفرق مديرية أرحب من جهة الشمال الغربي لنهم، كما تعد أهم سوق تجاري للمديرية وتقع غرب معسكر الفرضة الذي تسيطر عليه قوات الشرعية والمقاومة بنحو 10 كلم، وهي على الطريق الواصل نحو نقيل ابن غيلان الاستراتيجي والهدف الاسمى للشرعية قبل التوجه نحو صنعاء لإطلالته على مديريتي أرحب وبني حشيش، وبالسيطرة على «مسورة» و«ملح» سيتم التوجه نحو «الحشيشة» وهي قرية صغيرة لا تشكل عائقاً كبيراً امام تقدم قوات الشرعية والمقاومة قبل الوصول الى نقيل.

وفي وقت سابق ذكر الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بصنعاء الشيخ عبدالله الشندقي لـ«الإمارات اليوم»، أنهم باتوا على مشارف «مسورة» ويتقدمون نحو سوقها في وسط البلدة من جميع الاتجاهات، بعد السيطرة على مناطق وتباب كثيرة منذ بدء الهجوم عليها فجر أمس.

وأكد الشندقي ان المهلة التي منحت لكل من يساند ويساعد ويفتح منزله لعناصر الانقلاب وقوات المخلوع صالح، انتهت، وبدأت معركة تحرير «نقيل ابن غيلان» عبر المرور على «مسورة وملح والحشيشة»، التي تأتي ضمن المرحلة الثانية من تحرير العاصمة، والتي تهدف للوصول الى مفرق مديريات بني حشيش وأرحب والطريق الرابط مباشرة بين نهم وبيت دهرة على مشارف أمانة العاصمة صنعاء.

وأشار الشندقي الى ان المواجهات تدور حالياً في جنوب مسورة، فيما تم السيطرة على مناطق «المدارج وسد الرمادة وجبل الصلباء وضبوعة واستكمال السيطرة التامة على جبال يام»، وكلها تأتي ضمن خطة استعادة نقيل «ابن غيلان» حالياً قبل التوجه نحو العاصمة من محاور متعددة سيتم الكشف عنها لاحقاً، حسب قوله.

وأكد الشندقي سقوط عشرات القتلى في صفوف الانقلابيين وقوات المخلوع في المعارك الدائرة بالمنطقة، وأن المعلومات الأولية تشير الى مصرع 23 انقلابياً، فيما هناك عدد كبير من الجرحى لم يتم حصرهم بسبب شدة المعارك، في حين تؤكد مصادر اخرى في المقاومة سقوط اكثر من 80 انقلابياً بين قتيل وجريح الى جانب اسر عدد منهم بينهم قيادات لم يتم الكشف عن أسمائهم.

ويأتي تحرك قوات الشرعية باتجاه مسورة ونقيل ابن غيلان عقب وصول تعزيزات عسكرية لمساندتهم قادمة من مأرب، في اطار الإعداد الكبير لفتح جبهات بني حشيش وأرحب اللتين ستقودان الى وسط العاصمة مباشرة الى جانب جبهة نهم. وكانت مقاتلات التحالف قامت بشن سلسلة غارات بعد تحليق مكثف على المنطقة وفي سماء العاصمة صنعاء، واستهدفت مواقع ومراكز تجمعات الانقلابيين وقوات المخلوع في «مسورة» ومحلي ونقيل ابن غيلان في نهم، كما استهدفت تعزيزات للانقلابيين وهي في طريقها نحو مديرية بني حشيش شرق العاصمة واستهدفت تمركزاً للانقلابيين في خولان شرق صنعاء، كما طالت الغارات دار الرئاسة في جنوب العاصمة، وتجمعاً للحوثيين في حارة الليل جوار دار الرئاسة، وكذا مقر قوات الحماية الرئاسية في النهدين من جهة حارة سقطرى، فيما طالت غارة اخرى جبل عطان حيث ألوية الصواريخ بعيدة المدى جنوب غرب المدينة. ونفذت مقاتلات التحالف اكثر من 30 غارة جوية في مواقع متقدمة من القوات الحكومية عند المدخلين الشرقي والشمالي للعاصمة صنعاء. وفي محافظة البيضاء، شنت المقاومة هجوماً واسعاً على مواقع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في جبال «جميدة» و«الثعالب» بمنطقة قيفة بمديرية رداع محافظة البيضاء. وأوضح مصدر في المقاومة أن المواجهات شملت مناطق «صرار الجشم» وطريق الحمة، بعد أيام من الهدوء الذي ساد جبهات القتال في قيفة رداع. وفي محافظة الجوف، تقوم قيادة المنطقة العسكرية السادسة بقيادة اللواء أمين الوائلي قائد المنطقة، بعمليات ترتيب واسعة لبدء التوجه نحو فتح جبهة باتجاه منطقة «حرف سفيان» بمحافظة عمران لقطع الطريق بين العاصمة صنعاء ومعقل الانقلابيين في محافظة صعدة.

وفي مديرية الغيل غرب الجوف، تواصلت المعارك في محيط المديرية التي تسعى قوات الشرعية لتحريرها في اطار عمليات العاصمة، وأشار مصدر في المقاومة بالغيل لـ «الإمارات اليوم»، إلى أن المعارك تشتد ضراوة مع استماتة الانقلابيين في الدفاع عن المنطقة باعتبارها النسق الأول نحو العاصمة وصعدة وحرف سفيان، وقد دفعوا بتعزيزات إلى المنطقة في اطار هذا الهدف. وأكد المصدر قيام مقاتلات التحالف باستهداف تجمعات الانقلابيين في محيط الغيل، وكذا استهدافهم في بئر المهاشمة مديرية خب والشعف شمال المحافظة، التي شهدت مصرع مشرف الانقلابيين المكنى «أبوحسين»، الى جانب اثنين من مرافقيه في منطقة سدبا بعد خلاف بينهم على توزيع اسلحة وفقاً للمصدر.

وفي محافظة تعز، لقي أربعة من عناصر الميليشيات في مدمنة خدير جنوب شرق المحافظة مصرعهم جراء غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف على تجمع لهم، في المنطقة التي تشكل منطلقاً لتعزيزاتهم نحو حيفان والأقروض والأعبوس والمسراخ. كما شنت مقاتلات التحالف غارات على منطقة الخطوة في مديرية حيفان، مستهدفة تجمعاً للانقلابيين الذين تمكنوا من السيطرة على جبل الحاج الاستراتيجي الواقع بين حيفان والأعبوس بعد معارك عنيفة مع المقاومة الشعبية والجيش الوطني اللذين تراجعا بعد نفاذ الذخيرة عنهما وفقاً لمصدر بالمقاومة.

وفي محافظة لحج المجاورة لتعز من جهة الجنوب، تمكنت قوات الشرعية من تأمين المرتفعات المحيطة بمنطقة كرش الحدودية من الانقلابيين الحوثيين وقوات صالح، بعد معارك طاحنة استمرت لأكثر من اسبوع وفقاً لمصدر في المقاومة الجنوبية. وأكد المصدر سقوط عشرات القتلى في صفوف الانقلابيين وقوات المخلوع صالح، تم حصر 52 جثة متناثرة في تلك المناطق، فيما تم أسر نحو 14 عنصراً منهم. وفي محافظة الضالع، أكد فواز المريسي، أحد قيادات المقاومة، لـ «الإمارات اليوم» مصرع قيادي حوثي كبير، حيث عملت تلك الجماعة بكل استماتة على انتشال جثته من دون الآخرين من المنطقة وسط اطلاق نار كثيف بمختلف انواع الأسلحة، قبل تراجعها نحو مواقعها باتجاه محافظة إب المحاذية للمناطق من جهة الغرب.

الأكثر مشاركة