قتلى في الضالع ومواجهات في صبر تعز

الشرعية تتسلّم أسلحـة نوعيـــة لمعركة صنعـــاء ومهلة للانقلابيين فــــي الجوف

مقاتلون من قوات الشرعية في محافظة مأرب. رويترز ـــ أرشيفية

أعلنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في جبهة نهم شمال العاصمة اليمنية، تلقيها أسلحة نوعية لم تدخل المعارك، ولم تشهدها اليمن من قبل، وستشكل عنصر حسم في معارك تحرير صنعاء التي يتم الإعداد والترتيب لها، فيما واصلت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في جبهة نهم، تقدمها باتجاه الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء من جهة «محلي وايستر والخلق» الواقعة بين «مسورة» و«نقيل ابن غيلان» الاستراتيجي، عقب السيطرة على أجزاء كبيرة من منطقة «مسورة» مكنتهم من التقدم باتجاه تلك المناطق، فيما تتواصل المعارك على الأرض والغارات التي تشنها مقاتلات التحالف على ما تبقى من «سورة» التي كانت تعد معقلاً ومرتعاً للانقلابيين في نهم.

وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بصنعاء الشيخ عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم»، إن طيران التحالف واصل دك تجمعات وتحصينات الانقلابيين في محيط سوق «مسورة» و«نقيل ابن غيلان»، فيما الاشتباكات لاتزال دائرة في منطقة «بني بارد» التي بدأت قوات الشرعية والمقاومة السيطرة على أطرافها، وهي واقعة إلى جوار مسورة على الطريق نحو «نقيل ابن غيلان».

وكشف عن ترتيبات عسكرية كبيرة تشهدها جبهة نهم يشرف عليها نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق علي محسن الأحمر، سيتم من خلالها تغيير مسار معركة تحرير العاصمة بشكل كامل وجذري حد وصفه، مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة «ستثبت ذلك».

وأكد الشندقي وصول تعزيزات نوعية وقوات متخصصة في قتال تلك المناطق إلى جبهة نهم، خلال الأيام القليلة الماضية، مشيراً إلى وصول عناصر «اللواء 310»، الذي كان يقوده اللواء الركن حميد القشيبي، الذي استشهد على يد الانقلابيين خلال اقتحامهم محافظة عمران مطلع العام 2014، إلى الجبهة وهم متخصصون بالقتال في مثل تلك التضاريس التي تحيط بالعاصمة، بحكم تمركزهم السابق في عمران المجاورة للمدينة من جهة الشمال.

وقال إن الجبهة تلقت أسلحة نوعية لم تدخل المعارك ولم تشهدها اليمن من قبل، وستشكل عنصر حسم في المعارك المقبلة التي يتم الإعداد والترتيب لها، مؤكداً أن الترتيبات العسكرية تجري على أكمل وجه، ووفقاً للخطط المرسومة لها، لتنفيذ الخيار العسكري الوحيد مع الانقلابيين.

وحول حقيقة مشاركة عناصر من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللبناني في المعارك في جبهة نهم إلى جوار الانقلابيين وقوات المخلوع صالح، أوضح الشندقي أن التحقيقات التي تمت مع أسرى من الانقلابيين لدى المقاومة والجيش الوطني أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك وجوداً للعديد من المشرفين والخبراء الإيرانيين واللبنانيين في صفوف الانقلابيين تعمل على تدريبهم والقيام بأعمال فنية بالنسبة للصواريخ والأسلحة والاتصالات، فضلاً عن زراعة وصناعة الألغام.

في الأثناء شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، حالة من التوتر عقب انتشار العناصر المسلحة التابعة للانقلابيين في شوارع المدينة بشكل مكثف، وقامت بنصب نقاط تفتيش في العديد منها، فيما نفذت عمليات دهم واعتقالات واسعة في إطار عملية الانتشار التي تنبئ عن الحالة التي وصلت إليها تلك الميليشيات، في ظل استمرار تقدم قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في الجبهة الشمالية والشرقية للمدينة.

يأتي ذلك في ظل استمرار الحديث عن مشاورات مكثفة يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، في العاصمة السعودية الرياض، مع المسؤولين اليمنيين، بهدف بدء جولة جديدة من المفاوضات مع الانقلابيين وحزب المخلوع علي عبدالله صالح، في حلول منتصف الشهر الجاري، إلا ان عوامل بناء الثقة لم تتوافر بين الجانبين حتى اللحظة، وفقاً لعدد من المراقبين للشأن اليمني.

ومنذ الحديث عن مرض المخلوع، وما جرى بين الانقلابيين وجهات سعودية في منفذ «علب» على الحدود بين المملكة واليمن بالقرب من صعدة معقل الانقلابيين الرئيس، كثفت ميليشيا الانقلاب من وجودها في شوارع العاصمة صنعاء بشكل لافت وغير مسبوق، ونشرت عدداً من آلياتها العسكرية ومئات من عناصرها المسلحة، وقامت بنصب نقاط تفتش على مسافات متقاربة في الشارع الواحد، فيما كثفت من قصفها على مدينة تعز الواقعة إلى الجنوب بشكل هستيري، كما هو عهدها عقب أي انتكاسة تتعرض لها تلك الميليشيات من قبل قوات الشرعية والمقاومة في الجبهات، إلا أنها هذه المرة كانت غير متوقعة، الأمر الذي ينبئ عن وجود فشل سياسي جديد لتلك الميليشيات.

وفي هذا الشأن، قال الشندقي إنهم كمقاومة باتت لديهم قناعة تامة بأن الانقلابيين والمخلوع صالح ليس لديهم أي عهود أو التزام بمواثيق واتفاقات أو حتى قرارات دولية، وأن الحديث عن مفاوضات وحوارات جانبية معهم تأتي في إطار مراوغاتهم المعروفة لدى المجتمع المحلي والعربي والدولي، فهم يريدون من خلال تلك العمليات استمرار انقلابهم الذي جاء على كل الاتفاقيات والقرارات الدولية، ولم يبدوا حسن نية تجاه أي اتفاق سابق او قرار دولي.

وأضاف «في المجمل الحوثي وصالح أغلقوا أي باب الحوار، وكمقاومة كنا نتمنى حقن دماء اليمنيين، وتخرج البلاد مخرجاً سلمياً من باب الحوار، لكن الانقلابيين أغلقوا جميع أبواب الحوار والسلام، ولم يتبق أمامنا إلا تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216 بقوة السلاح، وليس هناك من خيار مع الانقلابيين إلا الخيار العسكري».

وعبّر عدد من سكان العاصمة عن سخطهم وتذمرهم من الإجراءات التي تتخذها عناصر الانقلابيين منذ سيطرتهم على المدينة في سبتمبر 2014، ما دفع الباعة في «سوق الحصبة» الواقعة شمال المدينة، إلى التكتل والاعتداء على عناصر الميليشيات لأول مرة، عقب استفزازهم لأحد زملائهم الباعة المتمركزين في السوق.

وتشير الواقعة إلى الحالة التي وصل إليها سكان المدينة من مضايقات واستفزازت الانقلابيين، الذين قاموا باستدعاء عربات عسكرية لمحاصرة السوق، وقاموا بإحراق محال الباعة البسيطة، ومصادرة بضائعه وحرق أخرى، بطريقة جعلت من سكان المناطق المجاورة بالسوق تعلن تضامنها مع باعة السوق الواقعة في منطقة الحصبة التي شهدت مواجهات بين آل الأحمر وقوات المخلوع صالح في 2011، ومازال معظم مباني الحي مدمرة جراء تلك الحرب، فيما بقي مشهد السوق مفتوحاً على كل الاحتمالات، منها الاشتباكات المسلحة مع الانقلابيين.

وأوضح الشندقي أن تلك الإجراءات التي تقوم بها الميليشيات في العاصمة صنعاء، تعد مؤشراً حقيقياً إلى الحالة التي وصلوا إليها من الانهيار الحاصل في صفوفهم نتيجة التقدم الكبير على الأرض من قبل قوات الشرعية والمقاومة الشعبية ودخول الفريق علي محسن في المعركة، كما تعد مؤشراً عن مدى الخلاف الحاصل بين الانقلابيين والمخلوع صالح، وكل تلك العوامل أوجدت الرعب وحالة اللاستقرار في أوساط الانقلابيين الذين باتوا في أيامهم الأخيرة، حسب قوله.

إلى محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، حيث تستمر محاصرة لواء العمالقة في منطقة حرف سفيان على الطريق بين صعدة وعمران الذي يربط العاصمة صنعاء، من قبل ميليشيا الانقلاب، بعد رفض عناصر اللواء الذي ينتمي معظمهم لمناطق مناوئة للانقلابيين القتال إلى صفوفهم في نهم.

وفي محافظة الجوف شرق العاصمة صنعاء، ذكر الناطق باسم المقاومة الشعبية في بالمحافظة عبدالله الأشرف لـ«الإمارات اليوم»، ان قوات الشرعية والمقاومة أمهلت الانقلابيين في مديرية المتون 48 ساعة لتسليم أنفسهم أو الانسحاب من المديرية، وانهم أعلنوها «منطقة حرب» يمنع الدخول إليها.

وقال إن 11 شخصاً مطلوبين للمقاومة والجيش الوطني في مديرية المتون يعملون لمصلحة الانقلابيين قتلوا وروّعوا عدداً من سكان المديرية، وحذروا سكان المديرية من الاقتراب منهم أو التعامل معهم، باعتبارهم أهدافاً عسكرية مشروعة للمقاومة والتحالف، لما ارتكبوه من جرائم بحق الوطن والمواطنين. كما طالبوا المواطنين في مناطق المتون بعدم السماح للميليشيات من التحرك في قراهم او أسواق المديرية، ويقومون باعتقالهم او قتلهم اذا لزم الأمر.

وأكد الأشرف ان قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باتت تسيطر على 80% من أراضي الجوف، وأصبحت تشرف على اهم الطرق فيها، والمنافذ وطرق الإمداد الرابطة بينها وبين محافظات اخرى، ولم يتبق للانقلابيين إلا مناطق جبلية قليلة سيتم تطهيرها خلال الأيام المقبلة، حسب قوله.

وفي تعز بجنوب اليمن، تواصلت المعارك في منطقة الاقروض بالمسراخ جنوب شرق تعز، بين المقاومة والجيش الوطني من جهة وقوات المخلوع صالح والميليشيات من جهة ثانية، فيما قصفت ميليشيا الانقلاب أحياء مدينة تعز بشكل هستيري متواصل طال أيضاً قرى في جبل صبر المطلة على المدينة.وذكر مصدر في المقاومة بتعز ان مناطق «المقضة واﻻسلاف وورقة والمنارة وحيسان» شهدت اشتباكات عنيفة وشهد جبل الضحيح والاقروض انتفاضة أربكت العدو، تكبد خلالها خسائر في الأرواح، فيما وصلت تعزيزات للميليشيات إلى منطقة المطالي عقب دحرهم من منطقتي المقضة وكور.

تويتر