مقاتلون من قوات الشرعية يحتفلون وسط مدينة تعز بعد فك الحصار عنها. أي.بي.إيه

قوات الشرعية تفك حصار تعز وتصدُّ هجـوماً معاكساً

واصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في محافظة تعز اليمنية، تقدمها باتجاه مواقع جديدة شرق وشمال وغرب تعز، وتمكنت من فك حصار ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبدالله صالح للمدينة، منذ 10 أشهر من جهة الغرب، ضمن عملية عسكرية واسعة مدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية. في حين أعلنت ميليشيات الانقلاب، في الحديدة غرب اليمن، النفير العام، بينما تمكنت قوات التحالف في قاعدة العند الجوية من اعتراض صاروخ باليستي، أطلقه الانقلابيون عليها.

ووصلت قيادة المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في تعز إلى المدينة، مساء أول من أمس، على رأسهم قائد المقاومة الشيخ حمود سعيد المخلافي، والعميد عبدالرحمن الشمساني، وكان في استقبالهما قائد «اللواء 22» العميد صادق سرحان، وقائد الجبهة الغربية للمقاومة الشعبية بمدينة تعز الشيخ عبده حمود الصغير.

وأكد المخلافي، عقب وصوله تعز، أن التوجه المقبل للشرعية والمقاومة نحو الجبهات الشرقية والشمالية، لاستكمال تحرير جميع أراضي تعز، من الانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وأعلن رسمياً فك حصار تعز.

وكان المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز، أكد في بيان له أن المعركة، التي خاضها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، خلال الأيام القليلة الماضية، هي مرحلة مفصلية للمعركة، ونصر يمثل مقدمة للنصر الكبير الذي يبدأ بتحرير تعز كاملة، وصولاً لتحرير اليمن بكامله.

وأعرب المجلس عن الشكر والعرفان لدول التحالف العربي، بقيادة السعودية «شركاء المعركة والنصر والمصير الواحد»، على دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني في محنته ونضاله الكبير، للخلاص من كارثة الاستبداد والطائفية البغيضة، التي تنفذ أجندة خارجية حاقدة على الأرض والإنسان العربي.

من جهته، قال القيادي في الجبهة الغربية لمدينة تعز، محمد مهيوب، لـ«الإمارات اليوم»، إن المقاومة والجيش الوطني تمكنا من تحرير جميع المناطق الواقعة بين جبهتي غرب تعز والضباب، وفتح جميع الطرق الرابطة بينهما، فيما تمكنوا من تطهير منطقة الضباب بالكامل، وصولاً إلى مديرية جبل حبشي جنوب غرب المدينة، والتي تم تطهيرها عبر هجوم كاسح ومفاجئ ضد مواقع الانقلابيين فيها، والذين قتل وجرح منهم العشرات، فيما فر البقية باتجاه الربوعي على خط الحديدة – تعز.

وأضاف أنه تم تطهير منطقتي العنين والصراهم، اللتين كانتا تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية في جبل حبشي، وأصبحنا نشرف على الطريق الرابط بين المخاء وتعز، ونجري حالياً الترتيبات الأخيرة، لبدء الهجوم لتحرير الطريق الدولي بين الحديدة والمخاء باتجاه تعز، في إطار الإعداد لتحرير ميناء المخاء الاستراتيجي، الواقع على ساحل البحر الأحمر غرب مدينة تعز.

وأكد مهيوب أنهم تصدوا لهجوم معاكس للانقلابيين من جهة مفرق شرعب، باتجاه معسكر «اللواء 35» مدرع، في المطار القديم بهدف استعادته، وتم كسر الهجوم ودحر الانقلابيين باتجاه مناطق «الخزجة والزيلة» شمال غرب المدينة، بعد مقتل سبعة منهم وإصابة آخرين في الهجوم، فيما استشهد أحد أفراد المقاومة بالعملية، مشيراً إلى أن الانقلابيين لايزالون يحشدون فلولهم في المناطق القريبة من مفرق شرعب، الواقع شمال غرب المدينة. وكانت تعزيزات كبيرة للانقلابيين وصلت إلى الجبهة الشمالية الغربية، قادمة من جهة «هجدة والبرح»، ومناطق العدين وحبيش في إب، عبر مفرق شرعب الرونة.

وفي الجبهة الشمالية لمدينة تعز، ذكرت مصادر في المقاومة الشعبية أن قوات الشرعية والمقاومة تمكنت من السيطرة على تباب الصبري والوعش والخزان وعبده علي، وتطهيرها بالكامل، في معارك قتل فيها عشرات الانقلابيين، وسيطرت على شارع الأربعين وحي الزنوج وسوق عصيفرة الأسفل، وصولاً إلى مدرسة عبدالله بن المبارك.

وفي الجبهة الشرقية للمدينة، تمكنت قوات الشرعية والمقاومة من التقدم باتجاه القصر الجمهوري، فيما تشهد مناطق الستين والدائري والحوبان والقصر وصالة وكلابة وتبة سوفتيل والمطار ومفرق الذكرة في الحوبان معارك بين الجانبين، وكذلك محيط معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، وسط تأكيدات من المقاومة أن الفرحة الكبرى لهم ستكتمل بالسيطرة على مقر اللواء 22 مشاة حرس جمهوري في الحوبان، والذي يعد من أهم وأكبر معسكرات الانقلابيين وقوات المخلوع في المدينة، والمقدرة بـ13 لواء إلى جانب الميليشيات.

وفي حال سقطت الحوبان و«اللواء 22» ومطار تعز، بما يضم من قوات دفاع جوي، سيفتح الطريق نحو محافظة إب في الشمال الشرقي، وباتجاه جبهات حيفان والراهدة وكرش والقبيطة والشريجة ولحج، وصولاً إلى عدن جنوب اليمن.

في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات الانقلابيين في تعز، مستهدفة آليات عسكرية بجوار محطة توفيق عبدالرحيم، في مفرق الذكرة شرق المدينة، واستهدفت مواقع للانقلابيين في مدينة ذوباب عند الساحل الغربي على البحر الأحمر.

وكانت قوات الشرعية والمقاومة تمكنت، في المحور الغربي للمدينة، من الالتحام مع جبهة الضباب عند المدخل الجنوبي الشرقي، بعد استعادة أكثر من 15 موقعاً خاضعاً لسيطرة الانقلابيين وقوات المخلوع، بينها مقر «اللواء 35 مدرع»، على الطريق الممتد إلى ميناءي الحديدة والمخاء الاستراتيجيين، على البحر الأحمر غرب اليمن.

إلى ذلك، أكدت مصادر في المقاومة أن التقدم المفاجئ في تعز، جاء ضمن عملية عسكرية واسعة مدعومة من التحالف العربي، لفك الحصار عن المدينة المنكوبة، واستعادة المحافظة الاستراتيجية الممتدة إلى مضيق باب المندب، مشيرة إلى أن المعارك وغارات خلفت أكثر من 60 قتيلاً، معظمهم من الانقلابيين، فيما اعترفت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع بالهزيمة، وقالت إنهم انسحبوا من بعض مواقعهم في تعز، نتيجة الضربات الجوية لمقاتلات التحالف.

ويفتح هذا التقدم الطرق لفك الحصار عن المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة، وقوات الجيش الوطني في وسط المدينة، والتي قال الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي، العميد الركن أحمد عسيري، إن الأولويات الأولى لقوات التحالف بعد فك الحصار، هي إدخال المساعدات الغذائية والطبية، ورفع المعاناة عن السكان في مدينة تعز.

وأشار عسيري، في تصريحات إعلامية، إلى أن استعادة تعز، والسيطرة على مداخلها «ستسمحان بدخول المساعدات الإغاثية، التي طالما انتظرت خارج المدينة، بسبب تعنت الميليشيات الحوثية» على حد تعبيره. وأضاف أن «العمليات لاتزال جارية، لإتمام التنظيم وتعزيز القوات، والقضاء على بقية جيوب الحوثيين».

من جهة أخرى، أصدرت الجهات الأمنية في تعز، ممثلة باللجنة الأمنية برئاسة مدير أمن المحافظة المكلف، العميد عبدالواحد سرحان، تعليمات وتوجيهات إلى جميع النقاط والجبهات الأمنية وأقسام الشرطة، في جميع المناطق المحررة، برفع الجاهزية الأمنية للحفاظ على أمن تلك المناطق، بما فيها الممتلكات العامة والخاصة، وعدم السماح لأي جهة أو شخص بالإخلال بالأمن والاستقرار.

وفي جبهة العاصمة اليمنية صنعاء، أكد الناطق باسم المجلس الأعلى للمقاومة في صنعاء، الشيخ عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم»، أن جبهات القتال في منطقة نهم شمال العاصمة، تشهد هدوءاً حذراً، وسط مناوشات بين الحين والآخر بين قوات الشرعية والمقاومة من جهة، وميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع صالح من جهة ثانية، مشيراً إلى أن مناطق متفرقة من الجبهة شهدت، خلال اليومين الماضيين، معارك طاحنة، خصوصاً في محيط بران، التي قتل فيها 14 انقلابياً، وأصيب عشرات الجرحى.

وحول ما تمثله انتصارات الشرعية والمقاومة في تعز لهم في جبهة صنعاء، قال الشندقي إن انتصارات تعز هي انتصارات لليمن كاملاً، وتأتي في إطار معارك الحسم ضد الانقلابيين، وستشكل دافعاً معنوياً كبيراً بالنسبة لبقية الجبهات، خصوصاً في جبهة العاصمة.

في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات الانقلابيين، في مديرية نهم شمال العاصمة، واستهدفت مناطق في محيط بران وعيال محمد، فيما استهدفت غارات أخرى إمدادات للانقلابيين في منطقة العرقوب بمديرية خولان، على الطريق الممتد إلى مأرب في شمال اليمن، والتي شهدت غارات جوية لمقاتلات التحالف، استهدفت مواقع الانقلابيين في مديريتي صرواح ومجزر، غرب المحافظة.

وفي محافظة الجوف البوابة الشرقية للعاصمة واليمن، تبادلت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية القصف الصاروخي والمدفعي، مع الانقلابيين وقوات المخلوع صالح في محيط منطقة العقبة الواقعة بين مديرية الحزم عاصمة الجوف، ومديرية خب والشعف، وذلك عقب قيام الانقلابيين بشن قصف بالصواريخ على معسكر اللواء 115، والمجمع الحكومي بمدينة الحزم. في الأثناء شن طيران التحالف غارتين على مواقع للانقلابيين، في منطقة سدباء شمال مدينة الحزم.

وفي محافظة لحج جنوب اليمن، تمكنت قوات التحالف في قاعدة العند الجوية من اعتراض صاروخ باليستي، أطلقه الانقلابيون على القاعدة صباح أمس. وأكد شهود عيان في المنطقة سماع صوت انفجار ضخم، بالمنطقة الصحراوية الواقعة بالقرب من القاعدة، وهي منطقة خالية من السكان، وتبعد نحو 20 كيلومتراً من مقر قاعدة العند باتجاه الشرق.

وفي محافظة الضالع وسط اليمن، شهدت منطقة حمك شمال المحافظة معارك طاحنة بين الانقلابيين وقوات المخلوع من جهة، وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة ثانية، سقط فيها العديد من القتلى والجرحى، وفقاً لمصادر في المنطقة.

وفي الحديدة غرب اليمن، أعلنت ميليشيات الانقلاب النفير العام وسط صفوف مناصريها، عقب الانتصارات التي تشهدها محافظة تعز، استعداداً لأي احتمالات، وفقاً لمصدر مقرب من الميليشيات في المحافظة.

وأكد المصدر نفسه أن تلبية إعلان النفير، من قبل ممثل الحوثيين في الحديدة، حسين سهل، قوبلت بالرفض ولم يستجب له إلا القليل من المنتفعين وأصحاب المصالح مع الانقلابيين في المحافظة.

الأكثر مشاركة