قوات الشرعية تبدأ المرحلة الثـانية من تحرير تعز واستكمال خطة استعادة صنعاء
بدأت قوات الشرعية اليمنية، من الجيش والمقاومة، في محافظة تعز، المرحلة الثانية من فك حصار المدينة وتطهيرها من فلول الانقلابيين وقوات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، فيما باتت خطة تحرير العاصمة صنعاء جاهزة للتنفيذ وتنتظر صدور أوامر التحرك، وفي وقت قُتل قياديان من ميليشيا الحوثي في محافظتي الجوف والضالع، سيطر تنظيم «القاعدة» على مدينة الريدة الشرقية.
وفي التفاصيل، شهدت الجبهة الشرقية معارك طاحنة بين الجانبين في محيط القصر الجمهوري، ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وأحياء الجحملية وكلابة باتجاه الحوبان والجند، حيث تتمركز قوات المخلوع صالح والانقلابيين في مقر «اللواء 22 مشاة حرس جمهوري» ومطار تعز الدولي، بمساندة قوية من مقاتلات التحالف العربي، التي استهدفت تعزيزات للانقلابيين في منطقة مفرق الذكرة، على طريق مطار تعز، وهي قادمة من محافظة إب، ودمرت عدداً من الآليات، وقتلت العشرات من الانقلابيين وفقاً لمصدر في المقاومة.
كما استهدفت تجمعاً للانقلابيين في تبة فندق سوفتيل في شرق المدينة، وتجمعاً لهم بالقرب من محطة توفيق عبدالرحمن على خط مطار تعز، حيث دمرت خلالها عربة كاتيوشا ومخزن صواريخ وعربة كانت تحمل ذخائر.
وصد رجال المقاومة وقوات الجيش هجوماً لميليشيا الحوثي والمخلوع، على حي ثعبات، ومنزل المخلوع صالح، وحي الدعوة شرق المدينة، وأجبرت عناصر الميليشيا على الفرار مخلفين العديد من القتلى والجرحى وعدداً من الأسلحة التي غنمتها قوات الشرعية، بينها عربة عسكرية.
وفي الجبهة الشمالية الغربية، واصلت قوات الشرعية تقدمها باتجاه شارع «الستين» ومقر «الدفاع الجوي» باتجاه منطقة حذران ومصنع السمن والصابون ومفرق شرعب على طريق هجدة ـ البرح، باتجاه المخاء والحديدة، لفتح طرق الإمداد القادمة من موانئ الساحل الغربي لليمن.وفي حين أنشأت ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح معبراً جديداً لحصار المدينة بجوار مصنع السمن والصابون في مفرق شرعب، شمال غرب المدينة، من خلال نصب نقاط تفتيش عديدة بالمنطقة، تقوم بمنع دخول أي مواد غذائية أو مواطنين قادمين من المناطق الشمالية الغربية باتجاه وسط المدينة، شنت مقاتلات التحالف غارات متتالية على تلك المناطق بهدف فك الحصار الجديد.
وشهدت المناطق المحررة في محافظة تعز، أمس، انتشاراً أمنياً مكثفاً في إطار تنفيذ الخطة الأمنية التي وضعتها اللجنة الأمنية بالمدينة، بشأن حفظ أمن المناطق المحررة، وتأمين جميع المصالح الخاصة والعامة فيها من أي عمليات قد تنفذها الخلايا النائمة لفلول الانقلابيين، وسط استمرار عملية نزع الألغام التي زرعتها ميليشيا الانقلاب.
وكانت الميليشيات خلفت وراءها فضيحة عسكرية كبيرة، ظلت تتاجر بها عبر وسائل إعلامها في المناطق التي كانت تحت سيطرتها في الجنوب والشمال، وحالياً في تعز، حيث اكتشفت قوات الجيش والمقاومة مجموعة من الأطقم العسكرية المحملة بأعلام «القاعدة» و«داعش»، وصناديق تحتوي على خناجر وسكاكين وحبال، بعد السيطرة على مقر المطار القديم غرب المدينة، عقب تحريره من الانقلابيين، الأمر الذي يؤكد أن عدداً من أفرع تلك التنظيمات في اليمن يتبع ميليشيا الانقلاب والمخلوع صالح. وفي العاصمة صنعاء، أكد مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الإمارات اليوم» أن خطة تحرير العاصمة، التي أشرف على إعدادها نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، الفريق الركن علي محسن صالح، باتت جاهزة، وأن جميع الجبهات الممتدة من مأرب إلى منطقة نهم في شمال المدينة، وكذلك في محافظة الجوف شرق اليمن، في انتظار الأوامر لبدء التحرك لتنفيذها.
وأشار المصدر إلى أنهم في انتظار بدء التحرك نحو معركة تحرير العاصمة، من ثلاثة محاور رئيسية، هي محور مأرب ـ صنعاء عبر منطقة نهم شمال العاصمة، ومحور الجوف ـ خولان من شرق العاصمة، ومحور عمران شمال العاصمة، الذي ستلتحم فيه قوات الشرعية والتحالف القادمة من محافظتي حجة والجوف عبر جبهة منطقة حرف سفيان.
وقال المصدر إن هناك مفاجآت ستحملها المعركة لا يمكن الكشف عنها، خصوصاً في المناطق الجنوبية والغربية للعاصمة، التي ستشكل ضربة قاصمة للانقلابيين وقوات المخلوع صالح، والتي يتوقع أن يكون لها دور كبير في مساندة الشرعية من داخل العاصمة نفسها. وفي محافظة ذمار، فشلت ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح في إطلاق صاروخ باليستي جديد باتجاه تعز هذه المرة، ليكون بذلك رابع صاروخ تفشل الميليشيات الحوثية في إطلاقه من المحافظة خلال أقل من شهرين.
وفي محافظة الجوف، لقي مشرف الحوثيين في منطقة اليتمة، على حدود صعدة معقل الانقلابيين الرئيس، مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين في المنطقة. وذكر شهود عيان أن مشرف ميليشيا الحوثي في منطقة اليتمة بمديرية خب والشعف، المكنى بـ«أبي شهاب الوايلي» لقي مصرعه على يد مسلح قبلي.
وفي محافظة الضالع، لقي القيادي الحوثي، المكنى بـ«أبي سعيد»، مصرعه مع عدد من مرافقيه في منطقة حمك العود الحدودية بين محافظتي إب والضالع، عقب اشتباكات مع قوات الشرعية.
وأكدت مصادر محلية تمكّن المقاومة وقوات الشرعية من صد الهجوم الذي شنته الميليشيات الانقلابية على المنطقة، والذي قتل فيها القيادي الحوثي (أبوسعيد) وعدد من مرافقيه، فيما أصيب العشرات منهم ومن أنصار المقاومة.
وفي محافظة حضرموت، تمكنت عناصر تنظيم «القاعدة» من السيطرة على مدينة الريدة الشرقية، الواقعة إلى الشرق من المكلا عاصمة حضرموت التي تسيطر عليها عناصر التنظيم منذ أشهر. وأكدت مصادر محلية سيطرة عناصر التنظيم على كل المكاتب والمرافق الحكومية في المدينة، التي تغيب عنها الحكومة.