قوات الشرعية تستكمل سيــطرتها على «الــــدفاع الجــــوي» في تعـز
سيطر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، على معسكر الدفاع الجوي في تعز، وكذلك على جبل الهان بالربيعي المطل على منطقة الضباب والسجن المركزي، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، في حين قصفت قوات التحالف مواقع الانقلابيين في منطقة المشجح وجبل هيلان ومحيط سوق صرواح غرب مأرب مع تجدد المواجهات في محيط مركز مديرية صرواح، حيث تسعى قوات الشرعية إلى استكمال تطهير المديرية من فلول الانقلابيين، بينما أفشلت قوات الشرعية مدعومة بالتحالف هجومين للانقلابيين في الجوف وحجة.
وشهدت تعز في جنوب اليمن مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع علي عبدالله صالح من جهة ثانية، في المحورين الشمالي الغربي للمدينة، والمحور الشرقي الذي شهد قصفاً عنيفاً من قبل الميليشيات على أحياء «ثعبات والدمغة ومحيط منزل المخلوع»، فيما تواصلت الاشتباكات في أحياء «ثعبات والكمب والدعوة ومحيط القصر الجمهوري».
من جهة أخرى، أكد شهود عيان في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز لـ«الإمارات اليوم»، أن الميليشيات تحشد قواتها على الطريق الممتد بين الحوبان ومفرق ماوية، وان عشرات الدبابات والمدرعات والأطقم العسكرية منتشرة في المنطقة بشكل كثيف.
وفي الجبهة الشمالية الغربية، أكد مصدر في المقاومة الشعبية بتعز، أن المواجهات توسعت لتصل إلى منطقة «الطمر» بمديرية موزع وجبل الهان في الربيعي غربي تعز، كما تواصلت الاشتباكات في محيط معسكر الدفاع الجوي ومنطقة الكسارة بشارع الستين شمال المدينة.
وأكد مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات الشرعية تمكنت من السيطرة بالكامل على جبل الهان بالربيعي المطل على منطقة الضباب والسجن المركزي، كما استكملت السيطرة على معسكر الدفاع الجوي، عقب صدها هجوماً واسعاً للميليشيات على المعسكر، ما أدى إلى استشهاد 17 من عناصر المقاومة والجيش الوطني وإصابة 19 آخرين، فيما قتل من 25 من الانقلابيين وأصيب 43 منهم في تلك المواجهات التي وصفت بالأعنف في تاريخ المواجهات بتعز.
وشنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات للانقلابيين في تعز مستهدفة نقطة للميليشيات قرب مصنع السمن والصابون غرب المدينة، وتجمعاً للانقلابيين في منطقة الكسارة بشارع الستين ومنطقة المطل بموزع وجبل الهان بالربيعي.
وكانت المعارك الدائرة في تعز منذ أيام خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين، وصلت منها 150 جثة لأبناء عدد من القبائل القتلى في محافظة ذمار إلى الجنوب من صنعاء، وفقاً لمصدر في «مستشفى ذمار العام»، الذي أوضح ان ثلاجة المستشفى ممتلئة بالقتلى، كما تمتلئ جنبات المستشفى بالجرحى وسط حالة استياء قبلي واسعة من قيام الميليشيات بالتغرير بأبنائها.
وفي هذا الصدد كشف تقرير صادر عن المركز الإعلامي للمقاومة في اليمن، أن عدد من القبائل اليمنية بدأت تتخلى عن تأييدها للانقلابيين بشكل كبير، خصوصاً عقب قيام المقاومة الشعبية بتعز بتسليم المقار والمعسكرات الحكومية للجيش الوطني والأمن العام، خلافاً لما كان يروّجه الانقلابيون بأن المقاومة في تعز «عبارة عن ميليشيات إرهابية تتبع تنظيمي القاعدة وداعش» تسعى للاستحواذ على مقدرات اليمن.
وأكد التقرير أن الهزائم التي تلقاها الانقلابيون في تعز، ومقتل مئات المقاتلين دفع كثيراً من القبائل إلى العدول عن الاستمرار في التحالف مع ميليشيات التمرد، بعد أن اتهموها بتعمد الدفع بأبنائهم لصفوف القتال الأمامية، فيما يقبع أبناء الأسر المرموقة في الصفوف الخلفية، ويحظون بمعاملة أفضل.
وأضاف المركز في بيان أن خسارة الانقلابيين لمواطئ أقدامهم في تعز ستعجل بهزيمتهم في صنعاء، مؤكداً أن القبائل القليلة التي مازالت توالي التمرد طالبت بإعادة أبنائها فوراً من كل جبهات القتال، ما يعني حرمان الانقلابيين من أي دعم بشري بمجرد انطلاق معركة تحرير العاصمة.
وأضاف المركز أن «القبائل التي تسكن في محيط العاصمة كثفت من اتصالاتها مع الشرعية، وبدأت في تجهيز مقاتليها للانضمام إلى صفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وسيكون لهؤلاء دور حاسم في هزيمة الانقلابيين».
وقال مصدر عسكري في العاصمة صنعاء لـ«الإمارات اليوم»، إن التفاهمات الأخيرة بين الانقلابيين الحوثيين والسعودية، ساهمت كثيراً في تغيير ولاء القبائل نحو الشرعية، وكانت لها مفعولها الكبير خصوصاً بعدما قامت المملكة بتسيير قوافل إغاثة باتجاه معقل الانقلابيين في صعدة، الأمر الذي جعل تلك القبائل تشعر بأن الانقلابيين ورطوهم في حرب مع الأشقاء في الخليج، الذين ما بخلوا يوماً في تقديم يد العون والمساعدة لليمنيين.
وفي العاصمة صنعاء، شنت مقاتلات التحالف غارات على معسكر العرقوب، حيث يرابط اللواء السابع حرس جمهوري في منطقة خولان شرق العاصمة، كما استهدفت معسكر الصمع في أرحب، وكلها مناطق في ضواحي العاصمة، حيث يتوقع ان تبدأ منها معارك تحرير المدينة قريباً.
وفي محافظة مأرب شمال اليمن، تجددت المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع من جهة ثانية، في محيط مركز مديرية صرواح غرب مأرب، حيث تسعى قوات الجيش الوطني والمقاومة استكمال تطهير المديرية من فلول الانقلابيين.
وقال الشيخ محسن العرادة أحد قياديي المقاومة في مأرب، لـ«الإمارات اليوم»، ان قوات التحالف والجيش الوطني اليمني المرابطة في معسكر «تداوين» شنت هجوماً عنيفاً على مواقع الانقلابيين في محيط سوق صرواح ومركزها، حيث تتجمع بقايا فلول الانقلابيين في المديرية ومأرب، أوقع في صفوف الانقلابيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.وأضاف أن مدفعية التحالف والشرعية اليمنية والمقاومة الشعبية، دكت مواقع الانقلابيين في منطقة المشجح وجبل هيلان ومحيط سوق صرواح غرب مأرب بشكل كبير، وكان القصف مكثفاً، وأنهم أجبروا الانقلابيين على إعادة انتشارهم في مناطق بعيدة عن متناول المدفعية التابعة للتحالف، مشيراً إلى ان الساعات القادمة ستكون حاسمة في مأرب.
وفي محافظة الجوف شرق اليمن، قال مصدر في المقاومة الشعبية، إنهم تمكنوا من صد هجوم واسع للانقلابيين على منطقة جبل السفينة في مديرية خب والشعف، وأجبروهم على التراجع والاندحار، في الأثناء شنت مقاتلات التحالف سبع غارات على تجمعات للانقلابيين في مناطق محاذية لمديرية خب والشعف في الجوف.
وفي محافظة حجة شمال غرب اليمن، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات الجوية على تجمع للانقلابيين وقوات المخلوع في منطقة بني حسن بمديرية عبس، فيما قصفت البحرية التابعة للتحالف منطقة مستبأ، حيث كان يتحضر الانقلابيون بحشود عسكرية لشن هجوم على المناطق المحيطة بمديرية ميدي الساحلية في محاولة لاستعادتها، لكن التحالف أفشل هجومهم. وأكد مصدر محلي لـ«الإمارات اليوم»، أن الغارات والقصف أفشلا هجوماً كان يحضر له الانقلابيون على ميدي من محورين، وأن الغارات والقصف أديا إلى مقتل العشرات من مسلحي الانقلاب، ودمرا عشرات الآليات بشكل كامل.