تقدم لـ «الشرعية» في تعز.. والتحالف يدكّ الانقلابيين في محافظات عدة
حققت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في محافظة تعز تقدماً على جبهات الوازعية وذوباب والشريجة في الغرب والجنوب، وكذا الجبهات الشرقية بعد ساعات من الهدوء الحذر الذي خيم على المدينة للمرة الأولى منذ نحو أسبوع، وفيما كانت مقاتلات التحالف تدك بشكل غير معهود مواقع وتجمعات الانقلابيين في عدد من المحافظات، انشغلت قوات الشرعية والمقاومة بإحياء ذكرى مجزرة «جمعة الكرامة 18 مارس» من عام 2011، التي راح ضحيتها 52 قتيلاً من معتصمي ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، نتيجة إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين يعتقد أنهم يتبعون المخلوع صالح.
وفي التفاصيل، واصلت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية في محافظة تعز تقدمها بجبهات القتال في جنوب وغرب وشرق المدينة، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف، فيما وصلت تعزيزات كبيرة إلى جبهات ذوباب والوازعية في جنوب غرب تعز، قادمة من محافظة عدن، حيث تتمركز قوات التحالف العربي والمنطقة العسكرية الرابعة التي تنضوي تعز في إطارها، وذلك لمساندة جبهات القتال التي حققت تقدماً كبيراً في تلك المناطق على حساب الانقلابيين وقوات المخلوع صالح.
وأكد مصدر في المقاومة الشعبية بتعز، أن التعزيزات تضم آليات عسكرية حديثة بينها راجمات صواريخ ودبابات ومدرعات وكاسحات ألغام، وعدد من الأطقم العسكرية إلى جانب مئات الأفراد المدربين بشكل جيد.
وفي الجبهة الشمالية الغربية، مازالت الاشتباكات في محيط معسكر الدفاع الجوي مستمرة بين الجانبين في ظل تمركز عدد من القناصة في مبانٍ باتجاه مصنع السمن والصابون التابع لبيت هائل سعيد التجارية، التي قال مصدر في المقاومة إن القناصة محاصرون من جميع الاتجاهات ونترك لهم فرصة الاستسلام أو الموت المحتم، مؤكداً أن اثنين من القناصة في تلك المناطق قتلا في الاشتباكات الأخيرة.
كما استمرت عمليات تمشيط جيوب للانقلابيين وقوات المخلوع في محيط معسكر الدفاع الجوي وفي مدينة النور شمال غرب تعز، وأكدت مصادر في المنطقة سقوط 20 قتيلاً على الأقل بينهم 13 انقلابياً، فضلاً عن عشرات الجرحى من الجانبين. كما تحدثت المصادر عن استشهاد ستة مدنيين وإصابة 16 آخرين بقصف عشوائي من قبل الانقلابيين على أحياء سكنية خاضعة لسيطرة المقاومة والجيش الوطني.
وفي جبهة الضباب جنوب غرب المدينة تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من صد هجوم للانقلابيين على «الخلوة وعلة» المطلتين على منطقة «الصياحي» في الربيعي، وتم دحرهم وتكبيدهم خسائر في العتاد والأرواح.
في الأثناء، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجانبين في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، بعد ساعات من الهدوء الحذر الذي خيم على المدينة للمرة الأولى منذ نحو أسبوع، في أعقاب المعارك الدامية التي تمكنت خلالها قوات الشرعية والمقاومة من فك الحصار عن المدينة من مدخلها الجنوبي الغربي على الطريق الممتد إلى عدن.
وقالت مصادر في المقاومة بالمدينة، إن الاشتباكات اندلعت إثر محاولة تقدم للانقلابيين تجاه مواقع خصومهم في حي حسنات ومحيط منزل المخلوع وأحياء الكمب والدعوة والزهراء، التي استعاد حلفاء الحكومة سيطرتهم عليها خلال الأيام الأخيرة، كما تواصلت الاشتباكات بين الجانبين في أحياء ثعبات والجحملية وشارع الأربعين، في حين أقدمت ميليشيا الانقلاب على تفجير منزل أحد عناصر المقاومة في منطقة حسنات في صالة شرق المدينة.
وكان لمقاتلات التحالف الدور البارز خلال الساعات الماضية في جبهات القتال، فقد استهدفت تجمعات للانقلابيين وقوات المخلوع في جبل الهان المطل على منطقة الربيعي، عند الضواحي الجنوبية الغربية لتعز، وآليات عسكرية للانقلابيين في محيط القصر الجمهوري والكمب ومعسكر قوات الأمن الخاصة واللواء 22 في الجند، وتبة فندق السوفتيل شرق تعز، دمرت خلالها أربع دبابات وثلاثة أطقم عليها رشاشات، فيما أصيب وقتل فيها عدد من الانقلابيين. واستهدفت سلسلة غارات هي الأعنف لمقاتلات التحالف مواقع الانقلابيين في مديرية ذو باب الاستراتيجية الممتدة إلى مضيق باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، دمرت خلالها معظم مخازن أسلحة الانقلابيين الواقعة في المناطق الساحلية لتعز.
وفي الجنوب الشرقي لتعز، شهدت منطقة الدمنة في خدير على الطريق بين تعز وعدن، تحركات كبيرة للانقلابيين، من خلال وصول تعزيزات وحشود من المقاتلين إلى المنطقة، حيث يتوقع أن تشن تلك الحشود هجوماً كبيراً على مناطق الشقب باتجاه صبر وصولاً إلى الاقروض والمسراخ، ومنها إلى جنوب غرب مدينة تعز، وهي مناطق تم تحريرها أخيراً في إطار فك الحصار عن المدينة بهدف استعادتها.
في الأثناء، تواصلت الاشتباكات في مناطق حيفان وسامع والصلو بين الانقلابيين والشرعية بهدف فرض السيطرة على الطريق الممتد باتجاه لحج وعدن، وكذا للالتفاف على مدينة تعز والضباب من الجهة الجنوبية الغربية، لمنع التقدم الذي تحرزه قوات الشرعية للوصول إلى الطريق الدولي بين الحديدة وتعز من جهة رسيان وهجدة والبرح.
وفي منطقة الشريجة على الحدود بين لحج وتعز، اندلعت معارك عنيفة بين قوات الشرعية والمقاومة من جهة، والتي تحاول مجدداً تحقيق اختراق في جبهة الشريجة – الراهدة، وقوات المخلوع صالح والانقلابيين المتمركزين في المنطقة، وسط استهداف مقاتلات التحالف مواقع الحوثيين في منطقة الدبى قرب الشريجة لمساندة العمليات الجديدة للشرعية بالمنطقة.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، واصلت مقاتلات التحالف مساندتها الجوية لقوات الشرعية والمقاومة في جبهة نهم التي تواصل عملياتها العسكرية باتجاه نقيل ابن غيلان، واستهدفت مقاتلات التحالف منطقة الملكة بمديرية بني حشيش وقاعدة الصمع العسكرية في أرحب المجاورة شمال شرق العاصمة صنعاء، كما استهدف تجمعات للانقلابيين في منطقتي بران وخلق بمديرية نهم.
وفي محافظة الجوف شرق اليمن، استهدفت مقاتلات التحالف آليات عسكرية ونقاط تفتيش حوثية في مديرية المتون غرب المحافظة، كما استهدفت موقعاً للانقلابيين في منطقة المهاشمة في خب والشعف، واستهدفت تجمعاً للانقلابيين في قلعة حريب جنوب مأرب على الحدود مع محافظة شبوة المجاورة، وضربت جبلي هيلان وحجيلان بمديرية صرواح غرب مدينة مأرب الواقعة شمال اليمن.
كما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع للانقلابيين في محافظة الحديدة غرب اليمن، واستهدفت تجمعاً لهم في مديرية الجعفرية التابعة لمحافظة ريمة المحاذية للحديدة، ومنطقة حرف سفيان شمال محافظة عمران شمال صنعاء، التي تواصلت فيها حالة التوتر في محيط لواء العمالية، حيث منع منتسبو اللواء العميد حميد التويتي «قائد اللواء» من مغادرة المعسكر والتوجه إلى صنعاء بناء على طلب استدعاء من وزارة الدفاع التي يسيطر عليها الحوثيون، خوفاً على حياته في ظل رفضهم أوامر الانقلابيين بالمشاركة في القتال ضد الشرعية في نهم بصنعاء.