الجيش والمقاومة يسيطران علــــــــــــى سلسلة جبليـة استراتيجيـة بيـن مـديريتـي نهم وأرحب
تمكنت قوات الشرعية اليمنية من الجيش والمقاومة الشعبية، من إحكام السيطرة على سلسلة جبلية استراتيجية بين مديريتي نهم وأرحب، ما سيكون له الأثر الإيجابي في التقدم نحو العاصمة صنعاء، كما تمكنت من تحرير منطقة «العبدية» بالكامل في محافظتي مأرب والبيضاء، ووصلت المعارك إلى مديرية الوهبية في البيضاء التي أصبحت أجزاء كبيرة منها في أيدي الشرعية، فيما تواصلت المعارك على تخوم العاصمة اليمنية صنعاء، وعدد من المحافظات، وسط مساندة كبيرة من مقاتلات التحالف العربي.
وفي التفاصيل، قال مصدر عسكري في الجيش اليمني المرابط في جبهة نهم، إنه يجري حالياً الاستعداد لخوض المعركة النهائية لحسم صنعاء عسكرياً، في حال تعثّر مفاوضات الوساطات التي يقودها نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق الركن علي محسن الأحمر، مع عدد من مشايخ وقبائل ووجهاء طوق صنعاء. وكانت قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني حرّرت أجزاء واسعة من مديرية نهم شرق صنعاء المختطفة من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية.
في السياق نفسه، أوضح الناطق باسم المقاومة الشعبية الشيخ عبدالله الشندقي لـ«الإمارات اليوم»، إن المقاومة والجيش تمكنا من السيطرة على سلسلة جبلية تشرف على وادي «ضبوعة» شرق نهم، وإنهما تمكنا من قطع طرق الإمداد الرئيسة باتجاه الجوف بالكامل القادمة من منطقة «هران» نحو جبل «دوّة»، ومن ثمة ضبوعة، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات من قبل الانقلابيين وأسر سبعة، بينهم جريحان.
وأوضح الشندقي أن الجيش والمقاومة مصمّمون على حسم معركة تحرير صنعاء عسكرياً من دون الالتفات لأي مساعٍ أو مفاوضات مع ميليشيا الحوثي لتسليم صنعاء سلمياً، معتبراً أن هذه المساعي تأتي في إطار كسب المزيد من الوقت لقوى التمرّد والانقلاب على الشرعية في اليمن.
وكان مصدر محلي في أرحب أشار إلى ان المعارك الأخيرة التي خاضتها قوات الشرعية والمقاومة الشعبية ضد الانقلابيين في «هران» على طريق الجوف ومديرية أرحب من جهة بران، تكبدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، تم إحصاء 24 جثة للانقلابيين والتي لاتزال معظمها ملقاة في التباب والشعاب ما بين هران وضبوعة.
في الأثناء شنّت مقاتلات التحالف العربي غارات على مواقع الانقلابيين في سنحان وخولان وأرحب، مستهدفة معسكرات الانقلابيين في العرقوب بخولان والصمع بأرحب وريمة حميد في سنحان، وهي معسكرات تتبع الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح.
وفي محافظة الجوف، تمكنت قوات الشرعية من التقدم في مديرية المصلوب المتاخمة لمديرية أرحب في صنعاء، وسط استماتة كبيرة للميليشيات في منع ذلك التقدم، الذي سيؤدي إلى فتح جبهة جديدة وقوية للشرعية باتجاه العاصمة، وسيتم من خلاله قطع طرق الإمداد باتجاه الجوف وصعدة من الجهة الشرقية للعاصمة صنعاء، حيث معسكرات الصمع والعرقوب وريمة حميد وخشم البكرة التي تزود الانقلابيين بالعتاد.
وأكد مصدر في الجوف مقتل القياديين في ميليشيا الحوثي محمد جارالله بن الأعور، وخالد العجي النمس، في معارك المصلوب التي تقدمت فيها الشرعية نحو مواقع ومناطق جديدة أبرزها منطقتي الهيجة والمركبات، فيما فرت الميليشيات من منطقة وقز غرب المصلوب، واقتربت المقاومة من قطع خط الإمداد الواصل بين حرف سفيان وموقع الصفراء ومنطقة براقش.
وشنّت مقاتلات التحالف غارات على المطمة، واستهدفت أطقماً عسكرية للانقلابيين في وادي آل عذيبان وتجمعاً لهم في جوار العلوب، فيما تمكن رجال المقاومة في بني نوف من تطويق تجمع للانقلابيين وأجبرتهم على الاستسلام، عقب غارة جوية على المنطقة.
وفي عدن، اطلع نائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بحاح صباح، أمس، على حجم أضرار التفجيرات الإرهابية التي حدثت أخيراً بمحافظة عدن والتي راح ضحيتها عدد من رجال الجيش والمواطنين الأبرياء، وتسببت في تدمير عدد من المواقع.
وأكد بحاح خلال زيارة تفقدية قام بها إلى مجموعة من النقاط الأمنية والمرافق العسكرية بالمحافظة، إن كل المحاولات الإرهابية لن تثني الحكومة ومؤسسات الدولة مواصلة عملها والمضي قدماً نحو بناء الوطن. وثمّن بحاح الجهود التي تبذلها قيادات التحالف العربي الداعمة لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن.
وفي البيضاء، تواصلت المواجهات بين قبائل آل حميقان وميليشيا الانقلاب في مديرية الزاهر، وتبادل الجانبين القصف المدفعي، فيما تمكن لواء الشيخ ذياب الوهبي من الوصول إلى منطقة آل هادي في مديرية السوادية.
وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من بسط سيطرتها على منطقة العبدية الحدودية بين البيضاء ومأرب بالكامل، بعد معارك عنيفة مع الانقلابيين وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، فيما لقي القيادي الميداني للانقلابيين في العبدية المكنى (أبوثابت) مصرعه و10 آخرين من الانقلابيين في منطقة الوهبية التي أصبحت أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة الشرعية في البيضاء.
في الأثناء شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع وتجمعات الانقلابيين في المشجح وصرواح رداً على القصف الصاروخي، أوقعت فيهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وفقاً لمصدر بمقاومة مأرب.
وفي محافظة حجة، تواصلت الاشتباكات بين قوات الشرعية مسنودة بقوات التحالف وميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح في المناطق الواقعة بمحيط مديرية ميدي الاستراتيجية، عقب التقدم الكبير الذي أحرزته الشرعية في تلك المناطق، أول من أمس.
وذكر مصدر عسكري في ميدي لـ«الإمارات اليوم»، أن المعارك أسفرت عن مصرع القياديين في جماعة الحوثي مجلي الدريب وهيثم العرجلي، والدريب أحد المقربين من زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، الذي وجه ميليشياته بسرعة نقل جثمانه إلى صعدة، باعتباره من أبناء مران الذين يحظون بامتيازات كبيرة لدى الانقلابيين، فيما تترك جثث الموالين لهم دون دفن في معظم الأحيان، مشيراً إلى أن مستشفيات حجة اكتظت بالمصابين من الانقلابيين جراء تلك المعارك.
وفي تعز، دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في الجبهة الشمالية الغربية، في المناطق الممتدة باتجاه مصنع السمن والصابون ومحيط معسكر الدفاع الجوي من جهة الستين الشمالي، حيث تمكنت المقاومة من صد هجوم وصف بالأعنف للميليشيات، في محاولة جديدة لهم لاسترداد معسكر الدفاع الجوي ومقر اللواء 35 مدرع.
وشنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على تجمعات الانقلابيين في الرجمه شمال جبل هان حذران غرب المدينة، وجولة 24 تقاطع شارع الخمسين شمال المدينة، تبة فندق السوفتيل وتبة جعشة بالسلال شرق المدينة، التي تتمركز فيها مدفعية ثقيلة للانقلابيين تقصف بين الحين والآخر أحياء ثعبات والجحملية وكلابة.
كما استهدفت الغارات دبابة ومدفع هوزر في الستين، الذي يشهد حشد كبير لقوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح وميليشيا الانقلاب استعداداً لشن هجوم جديد باتجاه معسكر الدفاع ومقر اللواء 35 مدرع.