قوات الشرعية تحرّر «براقش» و«الصفراء» وتطهر المناطق الفاصلة بين الــجوف ومأرب

واصلت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في محافظتي الجوف ومأرب تمشيط المناطق الفاصلة التي تم تحريرها بين المحافظتين، منها الصفراء وبراقش، بعد تطهيرها من ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع علي عبدالله صالح، وفتح الطريق الرابط بينهما، فيما تشهد محافظة تعز عمليات عسكرية في الجنوب الغربي للمدينة، بينما تواصلت عملية حصار الانقلابيين في مواقع لهم بمحيط ميدي في حجة، في حين واصلت مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع الانقلابيين في محافظات عدة.

 

ففي محافظة الجوف، تواصلت عمليات تطهير وتمشيط المناطق الواقعة بين المحافظة ومحافظة مأرب، منها مناطق الصفراء وبراقش، وحصن أل صالح، والعضبة، في وقت وصل فيه محافظ الجوف اللواء حسين العجي العواضي، وقائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبدالرب الشدادي، إلى تلك المناطق لتفقدها وتدشين عملية الالتحام بين جبهتي الجوف ومأرب.

 

كما دشن المسؤولون اليمنيون عملية التنقل والحركة بين المحافظتين عبر الخط الدولي المشترك، الذي يمر نحو السعودية في الشمال والعاصمة اليمنية صنعاء في الجنوب، والذي تم السيطرة عليه أول من أمس في عملية نوعية اعتبرها البعض انتصاراً عسكرياً كبيراً على ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح، التي باتت محاصرة في مديرية الغيل بالجوف وبقية الجيوب في مأرب.

ووفقاً لمصدر في مقاومة الجوف فإن عشرات القتلى من الحوثيين جثثهم ملقية في تلك المناطق الواقعة بين المحافظتين، وأكد أن هناك من بين القتلى قيادات حوثية، بينهم محمد بن علي الضمين، وعامر علي العبسي جعمل، ومحمد صالح البدوي، وعزان يحي البدوي، ومحمد حسين البدوي، ما يدل على أن المعارك كانت عنيفة بشكل دفع الميليشيات إلى الفرار باتجاه صنعاء وصعدة، موضحاً أن منطقة الصفراء كانت تحتلها ميليشيا الانقلاب منذ عام 2011، وهذه هي المرة الأولى التي يتم تطهيرها بالكامل.

وأضاف المصدر أن منطقة الصفراء وبراقش أصبحت بيد قوات الجيش والمقاومة بشكل كامل، وأن الاستعدادات جارية لتطهير ما تبقى من مديرية مجزر التابعة لمحافظة مأرب، والمحاذية لمديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء.

من جانبها، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع الانقلابيين وقوات المخلوع صالح في العاصمة صنعاء استهدفت قاعدة الديلمي الجوية شمال المدينة ومواقع وتجمعات لهم في نهم، كما شنت غارة على موقع للحوثيين في أطراف مديرية المصلوب غربي الجوف باتجاه صنعاء. وشنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على جيوب الانقلابيين المتبقية في محيط مديرية صرواح غرب مدينة مأرب.

في الأثناء، شهدت صنعاء تصاعداً لافتاً بين طرفي الانقلاب، الحوثي وصالح، تمثلت بالاتهام الذي أطلقه القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني، لجماعة الحوثي بالتخطيط لاغتيال لصالح، والسعي لكسب تعاطف أعضاء في حزب المؤتمر، وتلقي دعم خارجي لتنفيذ ذلك.

وفي هذا السياق، قال قيادي في جماعة الحوثي وعضو في ما تسمى بـ «اللجنة الثورية العليا» صادق أبوشوارب، إن المؤتمر الشعبي العام يحاول الانقلاب عليهم.

وفي محافظة حجة، ذكر الناشط في مجال الإغاثة الإنسانية وأحد أعيان حرض، محمد الريح لـ«الإمارات اليوم»، أن عشرات الجثث لعناصر الانقلاب تم نقلها عبر ناقلات جند باتجاه حجة وصعدة من مواقع المواجهات في حرض وميدي، التي سقطت خلال معارك اليومين الماضيين، مشيراً إلى أن الوضع في الجبهات يشهد مزيداً من التعزيزات والاستعدادات لجولة أخرى من المعارك.

في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات على مستودع للأسلحة في مدينة ميدي الاستراتيجية عند الشريط الحدودي مع السعودية، أعقبها سلسلة انفجارات عنيفة. وشهدت محافظة تعز استعدادات مكثفة لقوات الجيش والمقاومة استعداداً لشن هجوم جديد في الجبهة الغربية لاستعادة حدائق الصالح ومناطق المقبابة والمقهاية وجبل هان في الضباب، وتأمين الخطوط القادمة من الغرب والجنوب الى المدينة. وأشار مصدر عسكري لـ «الإمارات اليوم» إلى أن هناك تحركات كبيرة ودعماً تلقته المقاومة والجيش من قوات التحالف والشرعية في عدن، سيمكنها من التقدم وتأمين المناطق التي استعادتها الميليشيات منها أخيراً في الجبهة الغربية.

وقال إن هناك ترتيبات جاهزة وتنسيقاً كبيراً مع مقاتلات التحالف لبدء معارك تطهير للمناطق الغربية والجنوبية والشمالية، التي بدأت قوات التحالف بمحاصرتها جوياً خلال اليومين الماضيين في مواقع ضيقة وقطعت عنها أية تعزيزات من الغرب أو الشرق.

وكانت قوات الجيش والمقاومة تمكنت من صد هجوم للانقلابيين باتجاه السجن المركزي جنوب غرب المدينة، فيما تمكنت من كسر زحف للانقلابيين في منطقة الشقيراء بمركز مديرية الوازعية جنوب غرب محافظة تعز. في الأثناء، شن طيران التحالف غارة جوية على موقع للحوثيين في منطقة الحنا غربي مديرية الوازعية. كما ضربت غارة موقعاً لهم في مديرية المخا الساحلية على البحر الأحمر.

وسقط قتلى وجرحى بغارة جوية على تجمع للانقلابيين في منطقة الأخلود بمديرية مقبنة غربي مدينة تعز، كما شنت مقاتلات التحالف غارات على منطقة الهجر بمديرية القبيطة شمال محافظة لحج المجاورة لتعز من الجهة الجنوبية.

وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات على معسكر اللواء 55 حرس جمهوري بمديرية يريم بمحافظة إب. وقال شهود عيان إن الغارات كانت مكثفة وعنيفة أدت إلى حدوث انفجارات متتالية داخل مقر معسكر الصواريخ اللواء 55 حرس جمهوري بمدينة يريم. وشهدت محافظة إب سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع الميليشيات الحوثية في مناطق متفرقة. وشهدت محافظة حضرموت غارات جوية مكثفة على معاقل تنظيم «القاعدة» في مدينة المكلا، عاصمة المحافظة. وقالت مصادر محلية في المنطقة إن الغارات وانفجارات عنيفة استهدفت معسكرات للدفاع الجوي والمدرعات ومخزناً لصواريخ «أرض ــ جو» في اللواء 27، والقاعدة الجوية بمطار الريان، وميناء ضبة النفطي، شرقي مدينة المكلا التي يسيطر عليها مسلحو التنظيم الإرهابي منذ مطلع أبريل الماضي. وتأتي هذه الغارات ضمن سلسلة ضربات جوية واسعة لقوات التحالف والولايات المتحدة الأميركية، خلال الأيام الماضية على معسكرات ومقرات لتنظيم القاعدة جنوبي البلاد. وفي شبوة، تمكنت قوات الشرعية بمساندة قوية من مقاتلات التحالف من التقدم باتجاه جبال بن عقيل والخيضر بمديرية عسيلان شمال المحافظة، في تقدم جديد تسجله الشرعية على حساب الانقلابيين الحوثيين وقوات المخلوع صالح.