التحالف العربي أعلن وقف إطلاق النار.. وتوقعات بعدم التزام الميليشيات

الانقلابيون يصعّدون أعمالهم العسكرية قبيل الهدنة ومشاورات الكـــــــويت

آليتان من قوات الشرعية في محافظة مأرب خلال عمليات ضد فلول الانقلابيين. إي.بي.إيه

صعّدت الميليشيات الانقلابية من وتيرة أعمالها العسكرية قبيل سريان قرار وقف إطلاق النار، المقترح من الأمم المتحدة، ومشاورات الكويت، وسط تشكيك عدد من أطراف المقاومة اليمنية في التزام ميليشيا الانقلاب، حيث شهدت محافظة الجوف، شرق اليمن، معارك عنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة، وفلول الانقلابيين وقوات المخلوع صالح من جهة ثانية، في إطار استمرار تطهير المحافظة، في حين تواصلت المعارك في محيط مديرية صرواح بمأرب ومريس بمحافظة الضالع، وأعلنت قوات التحالف العربي وقف إطلاق النار، منتصف الليلة الماضية.

وفي التفاصيل، شهدت مديريات جنوب غرب محافظة الجوف معارك عنيفة بين قوات الجيش والمقاومة من جهة، وميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح من جهة ثانية، حيث تركزت في مديريتي المتون والغيل المجاورتين لمديرية المصلوب، المحاذية لريف العاصمة اليمنية صنعاء.

ووفقاً لمصدر محلي في محافظة الجوف، فقد تمت السيطرة على مناطق وقرى عديدة في مديرية المتون من قبل قوات الشرعية، فيما سقط العشرات من الانقلابيين بين قتيل وجريح، في تلك المعارك التي دارت في مزارع تتبع عناصر انقلابية بين بيت الشامي، التي تعد آخر معاقل الانقلابيين في المتون المحررة بالكامل، إلا من تلك المزارع التي تمركزت فيها عناصر انقلابية وفلول من قوات المخلوع صالح، بعد فرارها من جبهات القتال المختلفة في الجوف.

وأكد المصدر لـ«الإمارات اليوم» أن الانقلابيين تجمعوا من مديريات خب والشعف والحزم والمصلوب والمطمة، وغيرها من المديريات الـ12 في الجوف، إلى مناطق محاذية للعاصمة اليمنية صنعاء من مديريات المصلوب والمتون والغيل، لتشكيل حائط صد أمام قوات الشرعية التي تسعى لفتح جبهات جديدة في ريف العاصمة لدعم جبهة نهم والتقدم نحو تحرير صنعاء.

وأوضح المصدر أن المعارك تدور حالياً في وسط قرية المتون، في غرب المديرية، بالتزامن مع تطهير مناطق جديدة في الغيل من جهة الحزم ومأرب، فيما تمت السيطرة على مناطق جديدة في منطقة العقبة شمال مديرية الحزم عاصمة المحافظة. وأشار المصدر إلى أن الجبل العالي المطل على منطقة العقبة بات تحت سيطرة الشرعية بالكامل، وأن تحصينات الانقلابيين في العقبة باتت مكشوفة أمام قوات الشرعية التي بدأت تدك تلك التحصينات، التي تعد الأخيرة لهم في شمال المحافظة.

وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات على المناطق الواقعة بين المتون والغيل غرب الجوف، حيث استهدفت ثكنات عسكرية في منازل علي زيد الشريف، ومنزل حسين علوي قعشم الشريف، بعد أن حولوها إلى مناطق تتحصن فيها فلول ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح، فيما سقط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات في المتون جراء كمين للمقاومة.

وكانت «الإمارات اليوم» اتصلت بالناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في محافظة الجوف، عبدالله الأشرف، الذي أصيب في معركة المتون الأخيرة، حيث أكد أنه في صحة جيدة، وأن المعارك التي تخوضها الشرعية في اليمن تسير وفقاً للمخطط المرسوم لها من قبل قيادة قوات الشرعية من الجيش الوطني وقادة المقاومة، نحو تحقيق أهدافها المرسومة، التي يأتي في مقدمتها تحرير العاصمة صنعاء وإعادة الشرعية إليها.

وفي محافظة مأرب، تواصلت العمليات العسكرية في محيط مركز مديرية صرواح غرب المحافظة، وهي المعقل الأخير للانقلابيين في المنطقة، فيما تواصلت عمليات تطهير المناطق الممتدة بين المشجح في مأرب والفرضة في مديرية نهم شمال صنعاء.

ووفقاً لمصدر في قوات الجيش، فإن عشرات الجثث لعناصر الميليشيات منتشرة بشكل يثير الرعب وينذر بكارثة بيئية، في محيط المشجح، نتيجة المعارك التي وصفها بالأشد عنفاً بين الجانبين.

وفي نهم شمال صنعاء، أعلنت قوات الجيش والمقاومة حالة الاستنفار القصوى ورفعت من جاهزية مقاتليها تحسباً لأي عملية عسكرية محتملة قد تشنها ميليشيا الانقلاب، مستغلة حالة الإرباك في تنفيذ قرار وقف إطلاق النار من قبل الأمم المتحدة. ووفقاً لمصدر في المقاومة في نهم، فإن جميع وحدات الجيش والمقاومة وضعت في حالة استعداد قتالي عالٍ لمواجهة كل الاحتمالات. وشهدت صنعاء المدينة تصعيداً لافتاً بين طلاب جامعة صنعاء وعناصر ميليشيا الانقلاب بعد قيام الأخيرة باقتحام كليتي الإعلام والتربية في الحرم الجامعي، وفرض عميدين بالقوة اختارتهما جماعة الحوثي، وسط استمرار طلاب وأساتذة الجامعة في إضرابهم منذ ثلاثة أسابيع، احتجاجاً على التعيينات التي فرضتها الميليشيا في مناصب قيادية في الجامعة.

وفي محافظة صعدة، معقل الانقلابيين، ذكرت مصادر محلية أن خمسة من مسلحي الحوثي لقوا مصرعهم جراء الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي جرفت طقماً عسكرياً كانوا على متنه في منطقة الركوة بمديرية مجز.

وشهدت محافظة تعز معارك عنيفة مع الانقلابيين وقوات المخلوع صالح، في منطقة الضباب غرب المدينة، وسط مساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي قصفت جبل الهان الذي يتمركز فيه عناصر انقلابية.

ووفقاً لمصدر محلي في تعز، فقد تصدت عناصر المقاومة والجيش لهجوم واسع شنته ميليشيا الانقلاب على المناطق المحيطة بمصنع السمن والصابون في منطقة حذران، القريبة من محيط معسكر الدفاع الجوي، شمال غرب المدينة، وأفشلت تقدمها باتجاه معسكر «اللواء 35 مدرع» في المطار القديم.

من جانبه، أكد مدير أمن محافظة تعز المكلف، العميد عبدالواحد سرحان، لـ«الإمارات اليوم» استعدادهم في المقاومة والجيش لكل الاحتمالات، في حال لم يلتزم الانقلابيون بالهدنة الجديدة وقرار وقف إطلاق النار المرتقب من الأمم المتحدة. وقال إنهم سيلتزمون بالقرار إذا ما صدر، لكنهم ليس لديهم أي توقع بأن تلتزم المليشيات الانقلابية بالهدنة، خصوصاً أن كل المؤشرات على الأرض في تعز تشير إلى ذلك، وأهم تلك المؤشرات استمرار عناصر الميليشيات في استقدام التعزيزات العسكرية الضخمة إلى محيط المدينة، وسعيها المستمر لإعادة فرض الحصار على المدينة، فضلاً عن قيامها بشكل يومي بشن هجوم على المدنيين في تعز.

وأضاف سرحان لـ«الإمارات اليوم» أن «الانقلابيين ليس لهم عهد أو أمان، وفي كل مرة يتم فيها إعلان وقف إطلاق النار يرتكبون مجزرة في تعز، ويقومون بخرقها قبل أن تبدأ، وهذا المتوقع منهم حالياً»، مشيراً إلى أن الوضع في جبهات تعز على أتم الاستعداد لكل الاحتمالات المتوقعة من الانقلابيين.

وفي محافظة الضالع، تجددت المعارك العنيفة مع الانقلابيين في جبهة حمك ونجد القرين، شمال المحافظة. وذكر السكان أن المعارك اندلعت في يعيس ونجد القرين وتبة التهامي، ولاتزال مستمرة على شكل نيران متقطعة بين الطرفين. وأضافوا أن مسلحي جماعة الحوثيين أطلقوا أكثر من ١٣ صاروخ كاتيوشا.

وشهدت المناطق الواقعة شرق محافظة الحديدة توتراً كبيراً بين المقاومة التهامية والميليشيات الانقلابية بعد الهجوم الذي نفذته المقاومة ضد حاجز تفتيش لميليشيا الحوثي وصالح، أول من أمس، سقط فيه عدد من الحوثيين بين قتيل وجريح، فيما طوقت ميليشيات الحوثي المكان ومنعت المواطنين من الاقتراب.

وفي محافظة البيضاء، لقي خمسة من مسلحي الانقلاب مصرعهم، بينهم قائد ميداني، فيما جرح عشرات آخرون، في معارك مع مقاومة منطقتي جبل هرمز وطياب بمديرية ذي ناعم.

تويتر