الانقلابيون يحاولون استغلال الهدنة.. وقوات الشرعية تؤكد استمرارها في ضبط النفس
الجيش اليمني: وقف النار صامد رغم خروقات ميدانيـة ارتكبتـــها الميليشيات
أكد رئيس أركان الجيش اليمني، اللواء محمد علي المقدشي، صمود وقف إطلاق النار، الذي بدأ تطبيقه منتصف الليلة قبل الماضية، على الرغم من خروقات ميدانية، ارتكبتها الميليشيات، فيما قالت المقاومة إن «خمس دقائق فقط»، هي المدة الزمنية التي التزمت فيها ميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع صالح بعد إعلان الهدنة، بعد تلك الدقائق القصيرة قامت ميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع صالح بعمليات عسكرية واسعة، في جبهات تعز والجوف وصنعاء ومأرب وشبوة والبيضاء، بينما أكدت قوات الشرعية استمرارها في ضبط النفس.
وفي التفاصيل، قال اللواء المقدشي إن وقف النار صامد، رغم «اعتداءات» المتمردين. وأوضح أن «الهدنة لم تنهر، ونأمل أن توقف الميليشيات الاعتداءات وتلتزم بوقف إطلاق النار»، مشيراً إلى خروقات من قبل المتمردين، في محافظات تعز (جنوب غرب)، ومأرب (شرق صنعاء)، والجوف (شمال).
وقال المتحدث باسم قوات التحالف، العميد الركن أحمد عسيري، الذي بدأ عملياته في مارس 2015، دعماً للشرعية اليمنية، إن ما جرى «حوادث بسيطة». وأضاف «هذا هو اليوم الأول، ويجب أن نكون صبورين، يوماً بعد يوم سيكون الوضع أفضل».
من جانبه، أفاد المجلس العسكري في تعز بتسجيل 25 خرقاً للهدنة من قبل الانقلابيين، منذ منتصف الليلة قبل الماضية، ومقتل مدني على الأقل في قصف المتمردين للمدينة، التي يحاصرونها منذ أشهر. وأكد المجلس أنه رد على الخروقات، في إطار «الدفاع عن النفس».
وقال القيادي في المقاومة، عبده حمود الصغير، لـ«الإمارات اليوم»، إنه لا توجد هدنة أصلاً، في ظل الهجوم الشرس والأعنف، الذي لم تشهده تعز من قبل من جانب الانقلابيين، الذين بدأوا مهاجمة جميع المواقع في المناطق الغربية، بمختلف جميع أنواع الأسلحة.
وأضاف الصغير أن تعز لم تشهد مثل تلك الهجمات، منذ دخول الميليشيات المدينة، العام الماضي، ما يدل على أن الانقلابيين كانوا مبيتين لذلك الهجوم، إلى وقت إعلان الهدنة، كي يتقدموا في تعز نحو المواقع التي خسروها، مؤكداً أن المقاومة والجيش التزما بالهدنة لمدة ساعة، لكن الانقلابيين تمادوا كثيراً، ما دفعهم إلى الرد وبشكل عنيف على الانقلابيين، وأوقعوا قتلى وجرحى كثراً في صفوفهم. وأشار إلى أن هجوم المقاومة والجيش، جاء بالتزامن مع قيام مقاتلات التحالف بشن سلسلة من الغارات على مواقع الانقلابيين في المدينة، موضحاً أن الهدنة في تعز لم تحصل بالمطلق، بسبب خروقات الانقلابيين المستمرة، وعلى مختلف الجبهات.
واستغلت ميليشيات الحوثي إعلان الهدنة، لبدء عمليات عسكرية واسعة، في عدد من المدن اليمنية الأخرى، منها الجوف وصنعاء ومأرب وشبوة والبيضاء وإب.
ورصدت المقاومة العديد من الخروقات للهدنة، من قبل الانقلابيين في ساعاتها الأولى، والتي أطلقت خلالها ميليشيات الانقلاب صاروخاً باليستياً على محافظة مأرب، اعترضته المضادات الجوية التابعة للتحالف.
وقال مصدر في المقاومة، في محافظة مأرب، إن منظومة الدفاع الجوي «الباتريوت»، تمكنت من اعتراض صاروخ باليستي، أطلقته الميليشيات الانقلابية من مديرية أرحب باتجاه مأرب، وذلك في الدقائق الأولى لوقف إطلاق النار، كما قصفت ميليشيات الانقلاب منطقة جبل هيلان، في محيط صرواح بصواريخ الكاتيوشا.
في الأثناء، اندلعت اشتباكات واسعة في منطقة المشجح وهيلان، بعد محاولة الانقلابيين التقدم باتجاه تلك المناطق، ما دفع قوات الشرعية للتصدي لهم، والاشتباك معهم، فيما شهدت جبهة صرواح اشتباكات متقطعة، إلا أن الانقلابيين يستخدمون القناصة بشكل كثيف، مستغلين الهدنة.
وفي محافظة إب، قصفت ميليشيات الحوثي والمخلوع، المتمركزة بمنطقة عدن بني شبيب، مناطق الشعاور في الدقائق الأولى من انطلاق الهدنة.
وفي الجوف، قال ناطق المقاومة في المحافظة، عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، إن الانقلابيين وقوات المخلوع صالح خرقوا الهدنة في ساعتها الأولى، في ثلاث مديريات، هي: المصلوب والمتون والغيل، وحاولوا التقدم لاستعادة مواقع خسروها في تلك المديريات، مستغلين حالة وقف طلاق النار، التي التزمت بها قوات الشرعية والمقاومة.
وفي العاصمة صنعاء، أعلن الناطق باسم المقاومة، الشيخ عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم»، مقتل خمسة من عناصر الانقلاب، وإصابة آخرين في تصدي المقاومة والجيش لهجوم الميليشيات، في جبهات نهم بمناطق مسورة ومحلي وهران. وقال إنهم في المقاومة كانت لديهم توقعات بأن الانقلابيين لا يلتزمون بأي اتفاق أو هدنة، لذا عملوا على الاستعداد لمواجهة أي هجوم تشنه تلك الميليشيات، وكان توقعنا صحيحاً، وقمنا بصد هجمات عدة للانقلابيين في المنطقة.
وأضاف الشندقي أن هناك عمليات مطاردة لفلول الانقلابيين في تلك الجبهات، التي حاولت ميليشيات الانقلاب التقدم نحوها بعد إعلان الهدنة، مؤكداً عدم وجود أي مراقبين في المنطقة، لمراقبة تنفيذ الهدنة.
وفي شأن آخر، كشفت مصادر إعلامية في العاصمة صنعاء، عن قيام ميليشيات الانقلاب بتحويل مقر «جامعة الإيمان»، الواقعة بمحاذاة مقر الفرق الأولى مدرع شمال العاصمة صنعاء، إلى معسكر تدريب متطور لعناصر الانقلاب، يشرف على تدريبهم خبراء إيرانيون ومن «حزب الله».
وفي محافظة حجة، سجلت مواقع المواجهات في حرض وميدي خروقات عدة، نفذتها ميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع صالح، وهي المناطق التي أشير إليها في الاتفاق على أنها مناطق تجربة لمدى التزام الانقلابيين بالهدنة، ووقف إطلاق النار، إلى جانب تعز والبيضاء.
وفي محافظة شبوة، قصفت ميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع صالح، مقر اللواء 19 مشاة التابع للجيش في مديرية عسيلان، كما اندلعت معارك عنيفة بين الجانبين في مديرية بيحان الاستراتيجية. فيما حاول الحوثيون التسلل إلى مواقع اللواء 21 ميكا في الصفراء، لكن أفراد اللواء تصدوا لهم.
وفي البيضاء، قصفت ميليشيات الانقلاب وقوات المخلوع صالح مناطق عدة في ذي ناعم، كما استهدفوا منطقة الوهبية في السوادية، فيما ردت المقاومة بمنطقة رداع، وقامت بعمليات نوعية في منطقة قيفة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news