الميليشيات الانقلابية تواصل انتهاك وقف إطلاق النار في عدد من المحافظات
استعدادات ضخمة لقوات الشرعية لاقتحام نقيل بن غيلان شرق صنعاء
تواصلت المعارك العنيفة شمال العاصمة اليمنية صنعاء بين قوات الجيش والمقاومة من جهة، وقوات الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، وميليشيا الحوثي من جهة أخرى، رغم استمرار الهدنة ووقف إطلاق النار بين الجانبين، وسط استعدادات ضخمة لقوات الشرعية لاقتحام نقيل بن غيلان في نهم شرق صنعاء، فيما استمرت الخروقات الكبيرة للانقلابيين في تعز، الجوف، شبوة، البيضاء، ومأرب.
وفي التفاصيل، أكد الناطق الرسمي باسم المقاومة في صنعاء، الشيخ عبدالله الشندقي، لـ«الإمارات اليوم» استمرار العمليات العسكرية والاعتداءات من قبل الميليشيات وقوات المخلوع صالح على مواقع الجيش والمقاومة في مديرية نهم شمال العاصمة، لليوم الخامس على التوالي منذ بدء الهدنة الاثنين الماضي.
وقال إنهم في المقاومة في نهم سجلوا ما يقارب 41 خرقاً للهدنة من قبل الانقلابيين منذ انطلاقها، الاثنين الماضي، تمثلت في القصف المدفعي وصواريخ الكاتيوشا والأسلحة الرشاشة، التي أدت إلى مقتل 21 من عناصر المقاومة والجيش وجرح العشرات منهم، فيما تواصل تدفق التعزيزات العسكرية للانقلابيين إلى مناطق التماس في المنطقة.
وأضاف الشندقي أنهم في المقاومة ملتزمون بأوامر القيادة السياسية والعسكرية للشرعية بالهدنة، ويقومون فقط بالرد على مصدر النيران وصد أي تقدم تحاول الميليشيات تحقيقه على الأرض، واستعادة المواقع التي سيطرت عليها المقاومة والجيش.
وأشار إلى أنهم لن يستمروا في الدفاع لفترة طويلة، خصوصاً أن الانقلابيين وقوات المخلوع صالح تستغل كل ثانية من وقت الهدنة في سبيل تحقيق تقدم ومكاسب على الأرض، وكأن الهدنة جاءت «هدية» أو فرصة كبيرة منحت لهم لاستعادة مواقع خسروها سابقاً، وأوضح أنهم سيقومون بالرد القاسي في حال استمرت تلك الميليشيات في غيها وخروقاتها للهدنة، وسيكون وفقاً لإمكاناتهم واستعداداتهم التي تمت قبل بدء الهدنة.
ونفى الشندقي الأنباء التي قالت إن تعزيزات عسكرية للشرعية وصلت المنطقة أخيراً، لكنه أشار إلى أنهم يستعدون للقيام بعمل عسكري كبير رداً على تلك الخروقات، والزحف باتجاه نقيل بن غيلان ومديريتي أرحب وبني حشيش وقاعدة الصمع العسكرية في أرحب.
وكانت أنباء ترددت عن استعدادات ضخمة تقوم بها قوات الشرعية في شمال العاصمة للقيام بعملية عسكرية كبرى، والتقدم صوب مناطق جديدة في ريف العاصمة، منها نقيل بن غيلان وبني حشيش وأرحب بيت دهرة وقاعدة الصمع العسكرية التابعة للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، والمطلة مباشرة على مطار صنعاء الدولي.
وحول وصول فرق مراقبة التهدئة المنبثقة عن اتفاقات التفاهم بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة إلى ست محافظات، أبدى الشندقي استغرابه من استثناء صنعاء من نشر تلك الفرق، التي قال إنها تأتي نزولاً عند رغبة الانقلابيين، في عزل واضح لصنعاء ليتفرد بها الانقلابيون بعد التحشيد لها من كل جبهاتهم التي ضمنوا فيها وقف إطلاق النار ليحققوا مكاسب على الأرض في جبهة نهم، مؤكداً أن جبهة نهم أوجعت الانقلابيين بعد أن حققت في السابق نجاحات كبيرة للشرعية وأصبحت على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة.
وفي محافظة الجوف، تواصلت العمليات العسكرية للانقلابيين في مشارف مديريات المتون والغيل والمصلوب، الواقعة إلى الجنوب والغرب من المحافظة، مستغلة الهدنة لتحقيق مكاسب على الأرض ومحاولة استعادة تلك المناطق التي باتت تسيطر عليها قوات الشرعية.
وقال الناطق الرسمي باسم مقاومة الجوف، عبدالله الأشرف، إن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تواصل خرق الهدنة في محافظة الجوف وتستهدف مواقع المقاومة والجيش بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها صواريخ الكاتيوشا، وإن عدد من القتلى والجرحى من المدنيين سقطوا جراء تلك العمليات في مناطق بمديريتي المتون والمصلوب.
وأضاف الأشرف لـ«الإمارات اليوم» أن كل الجبهات تشهد خروقات من قبل الانقلابيين، كان أشدها في منطقة معيمرة في مديرية المتون، التي استخدمت فيها الميليشيات مختلف الأسلحة كما هي الحال بالنسبة لمناطق مزوية ووادي المشرب ومزارعها في المديرية ذاتها، مشيراً إلى أن قوات المقاومة والجيش تقوم بعمليات صد لتلك الهجمات في ظل التزامها بالتهدئة وقرار وقف إطلاق النار.
وفي محافظة مأرب، تواصلت المواجهات والسعي الحثيث لميليشيا الانقلاب لاستعادة مناطق في محيط المشجح وهيلان، والمناطق الواقعة بين التبة الحمراء باتجاه فرضة نهم بصنعاء، لكنها لليوم الخامس من الهدنة فشلت في ظل صمود قوات الشرعية المرابطة في تلك المناطق وصدها لعدد كبير من الهجمات التي شنتها الميليشيات.
وكانت محافظة مأرب سجلت خلال خمسة أيام من الهدنة مقتل 11 عنصراً من قوات الشرعية، في هجمات الانقلابيين على المشجح وهيلان ومحيط صرواح غرب مأرب، فيما أصيب العشرات، وفقاً لمصدر بالمقاومة، أكد تصديها لعشرات الهجمات التي شنتها وتشنها الميليشيات بشكل متواصل على تلك المناطق، والتي لم تتوقف مع الهدنة ووقف إطلاق النار وإنما زادت.
وفي الجبهتين الوسطى والجنوبية لليمن، تمكنت قوات الجيش والمقاومة في محافظة تعز من صد هجمات عدة لميليشيا الانقلاب على مواقع غرب المدينة استهدفت كلية الطب والسجن المركزي وحارة السعيد، والأحياء السكنية المحيطة بتلك المناطق. كما واصلت الميليشيات استهداف جبل جرة ومحيط مقر اللواء 35 مدرع والدفاع الجوي وشارع الثلاثين في شمال غرب المدينة. ووفقاً لمصدر في مقاومة تعز فقد لقي خمسة من الانقلابيين مصرعهم في شارع الثلاثين على يد عناصر المقاومة المرابطين في المنطقة.
ووفقاً لمصدر طبي في تعز فقد أصيب خمسة من المدنيين جراء قصف الميليشيات على أحياء تعز، أمس، فيما قتل أحد أفراد المقاومة في منطقة الزنوج جراء القصف على تلك المنطقة من الميليشيات.
وفي محافظة البيضاء، تجددت الاشتباكات في مناطق ذي ناعم والوهبية بعد قيام الميليشيات بقصف الوهبية بالكاتيوشا، ما دفع المقاومة إلى الرد والتقدم لتأمين الطريق الرابط بين مأرب والبيضاء، وتسهيل حركة مرور المركبات المقبلة من محافظات عدة، بالإضافة إلى الطريق الذي حاولت الميليشيات نصب نقاط عديدة فيه، وتمنع من تريد وتسمح لمن تريد بالمرور.
وأكد مصدر محلي بالمنطقة فرار الانقلابيين بعد تقدم المقاومة إلى تلك المناطق الواقعة من عبل إلى الوهبية بمديرية السويدية، وأنهم تركوا تجهيزاتهم في تلك النقاط التي غنمتها المقاومة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news