حشود عسكرية ضخمة للميليشيات في مختلف جبهات القتال

اتفــاق يمني على إقــرار جــــدول الأعمال في مشاورات الكويت

مشاورات الكويت سجلت أول اتفاق بعد خمسة أيام من تعنت الوفد الحوثي. الإمارات اليوم

شهدت جلسات مشاورات الكويت بين وفدي الحكومة اليمنية وتحالف ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، أمس، تسجيل أول اتفاق بين المتفاوضين، بعد خمسة أيام من تعنت الوفد الحوثي، حيث تم إقرار جدول أعمال المشاورات من أجل السلام في اليمن.

في الأثناء شهدت معظم المناطق في اليمن التي تسيطر عليها الميليشيات حشوداً عسكرية وقبلية بالتزامن مع مطالبة مجلس الدولي بوضع خطة لكيفية سحب السلاح وتسليم المدن وعودة الشرعية بغضون 30 يوماً، فيما توقعت مصادر في الرئاسة اليمنية عدم قيام الميليشيات بتسليم السلاح للحكومة، وان المرحلة المقبلة ستشهد الحسم العسكري.

وتفصيلاً، أكد مصدر في الوفد الإعلامي بالجانب الحكومي لـ«الإمارات اليوم» أن الجلسة التي استمرت نصف ساعة فقط، أثمرت إقرار الجانبين جدول أعمال المشاورات، الذي كان الحوثيون يرفضون مناقشته، حيث جرى فيها إقرار جدول أعمال المشاورات، الذي سيستند إلى القرار الدولي 2216، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبته القيادة السياسية في الكويت من أجل استئناف المشاورات التي توقفت جراء رفض الحوثيين مناقشة تنفيذ إجراءات الثقة المتفق عليها في مشاورات بيل بسويسرا في ديسمبر الماضي. وجاء استئناف المشاورات بعد ساعات من لقاء جمع أمير دولة الكويت المستضيفة للمشاورات، صباح الأحمد الجابر الصباح، بوفدي الحكومة والحوثي، والذي جرى خلاله الاتفاق على العودة إلى طاولة المشاورات التي غادروها أخيراً.

وأضاف المصدر أنه جرى أيضاً الاتفاق على النقاط الخمس التي تضمنها جدول الأعمال، وتم طرح موضوع اللجان الذي قدمت فيه العديد من وجهات النظر، مشيراً إلى أنه لم يتم الاتفاق رسمياً على تشكل لجان.

وتتضمن النقاط الخمس تسليم الأسلحة، وانسحاب الميليشيات من المحافظات التي احتلتها، والبدء بالترتيبات الأمنية، واستعادة مؤسسات الدولة، والإفراج عن المعتقلين، ثم استئناف العملية السياسية.

ميدانياً، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المدن الخاضعة لسيطرة الحوثي وقوات المخلوع صالح وجبهات القتال المختلفة حشوداً عسكرية وقبلية دفعت بها الميليشيات مستغلة المشاورات بين الأطراف اليمنية في الكويت والمتزامنة مع وقف إطلاق النار.

وانتشرت عناصر مسلحة بمعداتها العسكرية في مناطق متفرقة من صنعاء، تركزت معظمها في المناطق القريبة من جبل نقم الواقع إلى شرق المدينة، والذي يضم مخازن أسلحة متعددة لقوات الجيش اليمني، الذي سيطرت عليه الميليشيات، فيما تم نصب نقاط تفتيش أمنية جديدة في تقاطعت الشوارع والأحياء الواقعة في شرق المدينة وشمالها، وهي المناطق التي يعتقد أنها ستكون مسرحاً لمعركة فاصلة بين الشرعية والإنقلابيين في حال فشلت المشاورات الحالية.

وفي هذا الصدد، توقع مستشار الرئيس اليمني للشؤون الإعلامية نصر طه مصطفى، فشل مشاورات الكويت في ظل التعنت والعراقيل التي يضعها وفد الميليشيات وصالح، كما توقع خلال مشاركته في برنامج في العمق على قناة «الجزيرة» القطرية، عدم تسليم الميليشيات السلاح للشرعية تنفيذاً لمقررات القرار 2216، ومخرجات الحوار الوطني، فيما أشار المحلل السياسي اليمني محمد جميح، إلى أن السلاح الذي بيد الميليشيات يجب أن ينتزع انتزاعاً، لأنه في تاريخ الميليشيات لم تسجل أي واقعة على مدى التاريخ أن الميليشيات سلمت أسلحتها للسلطات الشرعية.

وفي جبهة نهم شمال العاصمة صنعاء، واصلت الميليشيات استهدافها مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في فرضة نهم وجبلي يام وقرود، بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا، فيما تصدت قوات الجيش الوطني والمقاومة لمحاولة تقدم قامت بها الميليشيات باتجاه معسكر الفرضة الاستراتيجي.

وفي محافظة مأرب، كشفت لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بالمحافظة عن ارتكاب الحوثيين وقوات صالح 233 خرقاً للهدنة، بينها إطلاق صواريخ بالستية، وتعرض اللجنة لإطلاق نار من قبل الحوثيين وقوات صالح منذ بدء الهدنة ووقف إطلاق النار.

وقالت اللجنة في مؤتمر صحافي عقدته أمس بمدينة مأرب، إنها زارت مختلف المواقع، والتقت قيادات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وأكد الجميع التزامهم وقف إطلاق النار، وذكرت اللجنة في تقريرها حول الخروقات، أن الميليشيات ارتكبت 233 خرقاً أدت إلى استشهاد 27 مواطناً وجندياً، وإصابة 126 آخرين.

وفي محافظة الجوف قصفت الميليشيات المجمع الحكومي في مديرية المتون بالمدفعية، في ظل استمرارها في خرق الهدنة في المحافظة، التي شهدت هجوماً على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في جبال صبرين في مديرية خب والشعف شمال المحافظة.

وفي محافظة حجة، قامت ميليشيا الانقلاب بتحريك قطع عسكرية وآليات ضخمة نحو جبهتي ميدي وحرض بينها عربة صواريخ بالستية.

وذكر شهود لـ«الإمارات اليوم» أنهم شاهدوا عربة منصة صواريخ وعليه صاروخ بالستي في مديرية حيران، وهي تتجه نحو ميدي وتم وضعها بين أشجار بالقرب من مصنع السقاف، مؤكدين انهم تلقوا تهديدات بالتصفية في حال التحدث عن هذه التحركات.

وأكد الشهود أنهم شاهدوا من ضمن التعزيزات العسكرية للانقلابيين جرافات تابعة للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، وهي تتقدم تلك التعزيزات لتمهيد الطرق له خاصة أن الطرق تعرضت لأضرار جراء الأمطار الأخيرة التي سقطت على المنطقة.

وفي تعز، واصلت ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع ارتكابها مجازر جديدة في المدينة، من خلال قصفها المتواصل على أحياء سكنية، أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال في حي الثورة بعد استهدافه بقذائف الهاون.

ووفقاً للمركز الإعلامي التابع للمجلس العسكري في تعز، فإن الميليشيا ارتكبت مجزرة جديدة في حق المدنيين باستهدافها حي الثورة بالمدفعية، ما أدى إلى سقوط 11 مدنياً بين قتيل وجريح، بينهم أطفال ونساء.

وفي محافظة البيضاء، ذكرت مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي أرسلت وحدات عسكرية من مقر اللواء 139 مشاة ميكا حرس جمهوري الموالي للمخلوع المرابط في منطقة القصير بجبل احرم بمدينة رداع، إلى مناطق المواجهات في السوادية والزاهر وذي ناعم .

تويتر