قوات من الشرعية اليمنية في إحدى المناطق بمأرب. رويترز

عمليات عسكرية واسعة في محيط صنعاء.. والمقاومة تتصدى لزحف الحوثيــــين

تشهد جبهات نهم، في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، ومأرب وتعز والبيضاء وحجة والجوف ولحج، والضالع، وذمار، عمليات عسكرية واسعة ومستمرة، من قبل ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح.

وتفصيلاً، اندلعت في جبهات نهم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح من جهة أخرى، في محيط مسورة ومناطق بارق وبران وملح، عقب قيام الميليشيات بعملية زحف واسعة، باتجاه تلك المواقع التي تتمركز فيها قوات الجيش الوطني والمقاومة، ما دفع الأخيرة إلى الدفاع عن تلك المواقع، والتصدي لزحف الحوثيين تجاه مواقعهم.

وذكر مصدر في المقاومة الشعبية بنهم، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم تبادلوا القصف المدفعي والصاروخي مع الميليشيات، التي حاولت الاقتراب باتجاه مواقعهم في بني بارق ومسورة وملح، وأجبرت تلك الميليشيات على التراجع، في ظل تحليق كثيف لمقاتلات التحالف في المنطقة، الأمر الذي دفع تلك الميليشيات إلى التراجع إلى مواقعها، مؤكداً وصول تعزيزات ضخمة إلى محيط نقيل ابن غيلان، حيث يتوقع أن تدور معركة فاصلة بين الجانبين.

وأكد المصدر سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، وتم إحصاء ثلاثة قتلى، مشيراً إلى أن الهجوم كان واسعاً، وهدفت من ورائه الميليشيات استعادة تلك المناطق، لكن تحليق مقاتلات التحالف أجبرهم على التراجع.

في الأثناء، شهدت سماء العاصمة اليمنية صنعاء تحليقاً مكثفاً، لمقاتلات يعتقد أنها أميركية، وفقاً لمصادر عسكرية في العاصمة، منذ فجر السبت، لرصد تحركات قيادات لـ«القاعدة»، فرت من أبين وحضرموت وشبوة، باتجاه مناصريهم في العاصمة من الحوثيين وقوات المخلوع صالح، وفقاً للمصادر العسكرية.

إلى ذلك، شهدت المواقع الممتدة من نهم إلى جبهات مأرب، قصف ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح مواقع الجيش والمقاومة بصواريخ الكاتيوشا، والدبابات، مستهدفة محيط صرواح وجبهة عبدين وحريب القرامش. فيما استهدفت صواريخ الميليشيات اللجنة الميدانية لمراقبة وقف إطلاق النار، في مأرب في منطقة حمة ثوابة، كانت في طريقها إلى منطقة هيلان غرب المحافظة وفقاً لمصدر في المقاومة.

وأكد المصدر استمرار استهداف الميليشيات لمواقع الجيش والمقاومة في وادي مخدرة، ومناطق الأشقري وودي نخلاء، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية في مأرب ألقت القبض على خلية إرهابية تابعة للميليشيات وسط مدينة مأرب، وفي حوزتهم متفجرات وأسلحة، كانوا ينوون استخدامها بعمليات تخريب في المدينة.

وفي محافظة الجوف شرق اليمن، أكد الناطق باسم المقاومة الشعبية، عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، أن ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح تواصل وبشكل مستفز قصفها لمواقع الجيش الوطني والمقاومة في مناطق متفرقة، رغم التهديدات الأخيرة التي أطلقتها المقاومة في الجوف بشأن نفاد صبرها. وأكد الأشرف سقوط شهيد في قصف تلك الميليشيات على مواقعهم في المتون، فيما سقط جرحى في القصف على الغيل وصبرين والمصلوب، وأن خروقات الميليشيات بلغت، خلال الساعات الماضية، أكثر من 75 خرقاً، تمثلت في القصف المباشر واستحداث معسكرات ونقاط واستقدام تعزيزات.

‏من جهة أخرى، أقدمت ميليشيات الحوثي على تصفية القيادي في صفوفها من أبناء الجوف، عبدالله بن نسعة، وآخر يدعى «العصار» في منطقة مزوية بعملية وصفت بالاستخباراتية، حيث قامت بإرسال عناصر ذات تدريب مهاري، قاموا بالتسلل إلى المنطقة، وقاموا بإطلاق النار على نعسة والعصار، وفروا من المنطقة.

إلى ذلك، أقرت السلطات الشرعية في مديرية الحزم عاصمة الجوف، منع إطلاق النار في أي مناسبة، أو تحت أي ظرف إلا في حال الدفاع عن المديرية من أي هجوم عليها، وذكر مصدر محلي في المديرية أن قرار المنع، جاء تلبية لرغبة الأهالي، الذين تقدموا بوثيقة تطالب بسن تشريع يمنع ويجرم إطلاق النار في المديرية.

وفي محافظة ذمار، شهدت المناطق المتاخمة لمدينة ذمار من جهة الحدأ والشواذب شرق المدينة، حشوداً كبيرة من قبائل تلك المناطق، في إطار إعلانهم البدء في تحرير المحافظة من الميليشيات، فيما واجهت ميليشيات الحوثي تلك الحشود القبلية بتعزيزات عسكرية ضخمة، تم الدفع بها باتجاه مدينة ذمار ومناطق عنس وانس، بينها منصة صواريخ بعيدة المدى.

وأوضحت مصادر محلية أن الميليشيات عززت وجودها في جبال حاجب المشواف، المطلة على كومان المحرق وبني حديجة وبني عروة، التابعة لمديرية الحدأ بذمار من جهة، وتطل على مناطق وقرى صرار وقرى عزلة الشواهرة، التابعة إدارياً للبيضاء والمحاذية لذمار من جهة الشرق.

وقامت الميليشيات، وقوات المخلوع صالح، بنشر عشرات النقاط العسكرية والأمنية، وإقامة الحواجز على الطريق الممتد بين ذمار وصنعاء، والبالغ طوله 100 كيلومتر.

وفي البيضاء، لقي المسؤول المالي للحوثيين المكنى بـ«أبي جهاد الحوثي»، والقيادي الحوثي المكنى بـ«أبي هزام»، مصرعيهما في كمين للمقاومة في مديرية ذي ناعم، رداً على استمرارهم في قصفهم مناطق المديرية، رغم استمرار الهدنة، ووقف إطلاق النار.

من جهة ثانية، قصفت الميليشيات مواقع المقاومة الشعبية في البيضاء، مستهدفة ذي ناعم والصومعة والزاهر وآل حميقان وقيفة، مع استمرار وصول التعزيزات للميليشيات إلى منطقة العنهر العقلة، وقيفة رداع، والزاهر، تضم خمس دبابات وأطقم عسكرية وذخائر متنوعة.

وفي الضالع، تواصلت المواجهات في المناطق الحدودية بين الضالع وإب، في إطار عمليات استهداف الميليشيات للمناطق الواقعة في محيط مريس ودمت وقطعبة، فيما شهدت المحافظة عملية تفجير قبة جبل دقار في قرية الصبيات، وهي أحد المعالم التاريخية والدينية في المنطقة.

وفي محافظة حجة، تجددت المواجهات في مديرية حرض الحدودية مع المملكة العربية السعودية، والمناطق الممتدة إلى مديرية ميدي على ساحل البحر الأحمر، بعد قيام الميليشيات وقوات المخلوع صالح بقصف مواقع الجيش الوطني في تلك المناطق، ما أدى إلى استشهاد جندي، وجرح 10 آخرين.

وفي تعز، تعرضت أحياء المدينة لقصف عنيف من قبل الميليشيات، إلى جانب قصفها مواقع الجيش والمقاومة في غرب المدينة وشمالها، سجلت خلالها عمليات الجيش الوطني ما يقارب 42 خرقاً، خلال الساعات الماضية، ارتكبتها ميليشيات الحوثي في تعز.

وأكدت مصادر عسكرية، وأخرى في المقاومة لـ«الإمارات اليوم»، أن الميليشيات قصفت بمختلف أنواع الأسلحة مناطق مدنية وأخرى عسكرية، في الضباب وشارع الثلاثين والخمسين، ومحيط ومقر اللواء 35 مدرع في المطار القديم، وتبة الدفاع الجوي والسجن المركزي، وقلعة القاهرة، وثعبات، والضباب، والكحل، وضبي الأعبوس، وحي الدعوة، ونجد السلف، ونقطة الحصين.

كما تم رصد العديد من التحركات العسكرية والتعزيزات، التي وصلت إلى محيط المدينة الشرقي، وأخرى وصلت من الحديدة باتجاه مناطق مجاورة لمصنع السمن والصابون، ومنطقة حذران في محيط مقر اللواء 35 مدرع.

في الأثناء، أعلنت المقاومة والجيش الوطني في تعز استعدادها لتحرير المدينة وطرد الميليشيات، لإنقاد ما تبقى من المدينة التي تتعرض بشكل يومي لقصف هستيري من الميليشيات، التي لاتزال تحشد قواتها إلى محيط المدينة من جميع الاتجاهات.

وفي محافظة شبوة، واصلت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح قصفها مواقع الجيش الوطني، ومقار اللواءين 21 ميكا و19 مشا في عسيلان، وكذلك استهداف مناطق العلم وحيد بن عقيل وكعدة، والمناطق الواقعة بجوار محكمة مديرية عسيلان.

الأكثر مشاركة