لجان التهدئة تحقق تقدمـــاً..وميليشيات الحوثي تصعّد في جبهات عــدة
حققت اللجان الميدانية لمراقبة التهدئة ووقف إطلاق النار في اليمن تقدماً في التوصل إلى اتفاقات جديدة بهذا الخصوص في جبهات الجوف وتعز، وذلك بعد الدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية عبر الأمم المتحدة لتلك اللجان، والمقدر بمليون ريال سعودي، ودعت الدول الراعية للمشاورات اليمنية إلى دعم تلك اللجان، فيما أكدت قوات التحالف اعتراضها لصاروخ باليستي أطلق من اليمن باتجاه السعودية، في حين تواصلت عمليات تأمين المرافق وتطبيع الحياة في حضرموت.
وفي التفاصيل، تمكنت لجان التهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار في جبهات عدة من العودة إلى ممارسة نشاطها الفاعل، في ظل الدعم المقدم من قبل المملكة العربية السعودية، عبر الأمم المتحدة، إلى تلك اللجان، والمساهمة بمبلغ مليون ريال سعودي لتلك اللجان، فيما واصلت قوات المخلوع صالح إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه السعودية ومأرب، حيث تمكنت الدفاعات السعودية من اعتراض صاروخ باليتسي أطلق من الأراضي اليمنية باتجاه المملكة، وتم تدميره بالأجواء السعودية، فيما بادرت القوات الجوية في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية.
وفي مأرب شمال اليمن، أكدت مصادر متعددة أن مضادات التحالف العربي بالمحافظة تمكنت من اعتراض صاروخ باليستي آخر في سماء المحافظة، بعد لحظات من إطلاق صاروخ مماثل باتجاه السعودية.
وفي محافظة تعز جنوب اليمن، نجحت اللجنة الميدانية للتهدئة ووقف إطلاق النار في التوصل إلى اتفاق مع الميليشيات الانقلابية وقوات المخلوع صالح، يقضي بفتح المعابر أمام السكان والمساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية في الجهتين الشمالية والشرقية، في حين أكدت مصادر في المقاومة استمرار الميليشيات بحصارها للمدينة، وعدم فتح تلك المعابر رغم الاتفاق.
ورغم الاتفاق الذي يمثل اختراقاً جديداً في مجال التهدئة، في هذا المجال، إلا أن رئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في تعز، عبدالكريم شيبان، قال إن الميليشيات لاتزال تراوغ في تنفيذ الاتفاق، ولاتزال المنافذ مغلقة.
وأضاف شيبان في تصريحات صحافية: «لم نلقَ أي استجابة من قبل الميليشيات، بل على العكس من ذلك، زادت الحشود العسكرية وتصاعد الحصار، وقام الحوثيون باستقدام أفراد ومعدات ثقيلة، وكأن التهدئة كانت لالتقاط الأنفاس وإعادة الانتشار، إلا أن الأمل كبير في تنفيذه خلال الأيام المقبلة، خصوصاً أننا استدعينا الإعلام للمشاركة في تنفيذ الاتفا«».
وكانت جبهات تعز شهدت تصاعداً في العمليات العسكرية، خصوصاً في الجبهة الشمالية الغربية، التي شهدت هجوماً واسعاً للميليشيات باتجاه مقر الدفاع الجوي القريب من مقر اللواء 35 مدرع، حيث تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من صد الهجوم الذي وصف بالأعنف منذ بدء سريان الهدنة في 10 أبريل الماضي.
وقصفت الميليشيات الحوثية مناطق ضبي حيفان ونجد السلف والكرساح وميلات والوازعية وعقاقة واللواء 35 مدرع والسجن المركزي وتبة الجبالي، بينما استشهد ثلاثة من أبطال المقاومة أثناء تصديهم لهجوم واسع شنته الميليشيات على الدفاع الجوي وحي الزنوج.
وشهدت أحياء الزهراء والفتح وكلابة والضبوعة والشماسي بشرق المدينة قصفاً عنيفاً من قبل الميليشيات، أدى إلى إصابة مدنيين.
وفي محافظة لحج المحاذية لتعز من الجهة الجنوبية، شهدت جبهة كرش عمليات عسكرية واسعة للميليشيات التي حاولت التقدم صوب وسط المدينة الفاصلة بين تعز ولحج، إلا أن صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في المنطقة حال دون ذلك.
وفي الضالع، أقدمت الميليشيات على قصف قرية حجلان بالمدفعية، ما أدى إلى استشهاد أحد أبناء القرية.
وفي البيضاء، تبادل عناصر المقاومة الشعبية في آل حميقان مديرية الزاهر القصف بمدافع الهاون مع ميليشيات المخلوع صالح التي باشرت أحياء في المنطقة بالقصف المدفعي.
وفي جبهات اليمن الشمالية والشرقية، تمكنت لجان التهدئة ووقف إطلاق النار من جمع طرفي المواجهات في منطقة المتون، وتم التوقيع على وثيقة من الطرفين، تقضي بمعالجة الخروقات، والالتزام بما تم التوافق عليه في الاجتماع السابق من وقف إطلاق النار، وإيقاف حركة التعزيزات والتحركات العسكرية من قبل الطرفين.
كما قضى الاتفاق بإلزام اللجان المكلفة تثبيت الهدنة بالوجود في مقر عملها في المواقع والجبهات، ومعالجة الخروقات أولاً بأول، فضلاً عن نشر منسقين للفرق من الطرفين، وهم رؤساء اللجان، واختيار مديرية المتون مكاناً دائماً لانعقاد الاجتماعات، كما يتم عقب تثبيت وقف إطلاق النار إقامة لقاء آخر لفتح الطرق وتبادل الأسرى والمعتقلين، وتيسير الأعمال الإغاثية.
في الأثناء، نجا مدير الصحة بالجوف، مياز اليوسفي، ومدير مستشفى الجوف العام، عدنان بجاش، من محاولة اغتيال، عقب قيام مسلحين باعتراض السيارة الخاصة بالأطباء، وقاموا بإطلاق الرصاص عليهم، ما أدى إلى إصابة أحد الأطباء، نقل على أثرها إلى المستشفى.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، تواصلت حالة الانفلات الأمني الذي تعيشه المدينة، وسط محاولات الجهات الأمنية التابعة للمخلوع صالح والميليشيات احتواءها دون جدوى، وفقاً لشهود عيان ومصادر محلية، والتي أكدت أن حالة من التدهور الأمني بدأت تدب في شوارع المدينة، تمثلت بعمليات السطو على مركبات مواطنين في المداخل الغربية للمدينة، كما شهدت حالات من السطو عبر عصابات تستقل دراجات أمنية منتشرة في شوارع المدينة، وهي ترتدي الزي العسكري.
يأتي ذلك في ظل محاولات الانقلابيين خلق حالة من العداء والفرقة بين أبناء المحافظات الجنوبية والشمالية، لكن وعي المواطنين بمخططات صالح وحلفائه، أفشل تلك المحاولات، والتي وصلت إلى المؤسسات الحكومية، حيث تم إقصاء عدد كبير من أبناء المحافظات الجنوبية وتعز والبيضاء ومأرب، وجعلهم يقبعون في منازلهم، وإحلال عناصر من جماعة الحوثي للقيام بأعمالهم، وإن كانوا غير مؤهلين، فقط من أجل الاستحواذ على الوظائف في تلك المؤسسات.
وفي هذا الصدد، كشف مصدر عسكري، رفض الكشف عن اسمه، في العاصمة صنعاء لـ«الإمارات اليوم»، أن الميليشيات تفرض الإقامة الجبرية على عدد كبير من الطيارين العسكريين من أبناء المحافظات الجنوبية ومحافظات تشهد رفضاً للحوثيين، مثل تعز والبيضاء ومأرب والحديدة.
وأشار المصدر إلى أن عدداً من الطيارين وقيادات الدفاع الجوي تم نقلهم إلى إحدى المناطق السكنية التابعة لقوات الجيش اليمني الذي تسيطر عليه الميليشيات وصالح، وفرضت عليهم الإقامة الجبرية.
وفي محافظة عمران، لقي خمسة من عناصر الميليشيات مصرعهم، وجُرح ثلاثة آخرون بمنطقة القفلة شمال المحافظة على يد امرأة، عقب محاولة عناصر حوثية اقتحام منزل زوجها الذي أرادوا اعتقاله بالقوة.
وفي محافظة حجة، تمكنت المقاومة الشعبية في منطقة شفر مديرية عبس من تنفيذ هجوم واسع على معسكر للحوثيين، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الذين كانوا في المعسكر، بالتزامن مع مسيرة شعبية في المنطقة مناوئة للميليشيات.