قوات الشرعية تسيطر على مناطـــق استراتيجية في نهم.. وخطة لفك حصار تعز قبل رمضان
تواصلت العمليات العسكرية في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، بين الجيش والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح الانقلابية من جهة ثانية، حيث سيطرت قوات الشرعية على مناطق استراتيجية في مديرية نهم، فيما كشفت المقاومة في تعز عن خطة لفك حصار المدينة قبل رمضان المبارك، وسط اشتداد المعارك في شبوة ولحج والبيضاء ومأرب والجوف.
وفي التفاصيل، حققت المقاومة والجيش في شمال العاصمة صنعاء تقدماً جديداً، باتجاه مديريتي أرحب وبني حشيش، وسيطرت على مناطق استراتيجية بمديرية نهم، منها قرية بني صبر بمنطقة حريب، وباتت تحاصر نقيل حريب، المطل على مديرية بني حشيش شرق صنعاء.
في الأثناء، بدأت الميليشيات عمليات دهم لقرى مديرية أرحب شمال العاصمة، وصفت بالاستباقية تجاه أبناء المديرية، حيث من المتوقع أن تكون أرحب مسرحاً للمعارك بين الجانبين مستقبلاً، وقامت باختطاف عدد من مشايخ المنطقة، واقتادتهم الى «قاعدة الصمع» العسكرية.
وكانت العاصمة شهدت احتجاجات في صفوف قوات الأمن التابعة للميليشيات، وذلك لعدم صرف رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، ما دفع أحد الجنود إلى إحراق نفسه أمام مقر المنطقة الأمنية الثانية في العاصمة، لعدم تمكنه من تلبية متطلبات منزله وأولاده، خصوصاً أن رمضان على الأبواب، وفقاً لمصدر أمني تابع للميليشيات شارك في الاحتجاجات.
وأكد المصدر، لـ«الإمارات اليوم»، وجود حالة من السخط والتذمر الكبير في صفوف ضباط وقيادات وكوادر الأمن، بشكل عام، في العاصمة ضد تصرفات الميليشيات، التي فرضت عليهم قيادة مسلحة مدنية من ميليشياتها القادمة من صعدة، لا تمتلك خبرة في أمور الإدارة والقيادة والعمليات الأمنية، فقط همها الوحيد نهب مرتبات ومعونات منتسبي الأمن، وحرمان الكادر الأمني المؤهل من كل شيء، حتى من ممارسة عمله.
وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن احتجاجات أمس هي بداية ومؤشر فقط، لما تعيشه المؤسسات الأمنية في العاصمة، والمدن الخاضعة لسيطرة الميليشيات من أوضاع غاية في السوء، مشيراً إلى أن الجندي الذي أحرق نفسه، تم نقله إلى أحد مستشفيات المدينة لتلقي العلاج، وأن الميليشيات تحاول إخضاعه للمحاكمة والسجن، عقب تعافيه من الحروق.
من جهة أخرى، شهدت العاصمة حملة واسعة، للقيام بعمليات جباية غير قانونية لمبالغ مالية من تجار المدينة، في إطار ما يسمى «المجهود الحربي»، الأمر الذي يدل على أن الميليشيات تستعد لعمليات عسكرية كبرى مع قوات الجيش والمقاومة، خلافاً لما يتم الحديث عنه من تقدم في مشاورات الكويت.
وشوهد عدد من الأطقم، التي على متنها مسلحون حوثيين وهي تجوب شوارع المدينة برفقة عربات جند، وتطوف على المحال التجارية، تطلب منهم دفع مبالغ مالية دعماً للمجهود الحربي، ومن يرفض يتم اعتقاله ونقله بالعربات إلى السجن المركزي، وأخذ سلع من محله بما يعادل أضعاف المبلغ المطلوب، والمتفاوت حسب قدرة التاجر ونوعية محله.
وفي محافظة شبوة، شهدت جبهات القتال بمديرية عسيلان مواجهات عنيفة باتجاه جبهة الصفراء، تمكنت المقاومة والجيش من تدمير عدد من آليات الميليشيات، وإحراق مخزن أسلحة، في إطار محاولات الميليشيات استعادة المواقع التي خسرتها أخيراً.
وقال الناطق باسم مقاومة الجبهة الشرقية في شبوة، محمد ناصر اللقيطي، لـ«الإمارات اليوم»، إنهم سيواصلون عملية تحرير مديريتي بيحان وعسيلان، والتوجه مباشرة باتجاه محافظة البيضاء، التي تتخذها الميليشيات منطلقاً لتوزيع تعزيزاتها ومسلحيها، باتجاه جبهات مختلفة في اليمن.
وأضاف اللقيطي أن هناك تجهيزات عسكرية كبيرة، تقوم بها قوات الجيش والمقاومة للعملية، قوامها ثلاثة ألوية عسكرية بكامل معداتها اللازمة للمعركة المقبلة، عقب تأمين كامل محافظة شبوة، نافياً أن يكون هناك أي انسحاب من قبلهم من موقع «السليم»، وإنما كانت هناك معارك شرسة مع الميليشيات في محيطها، في إطار محاولة تلك الميليشيات استعادة المنطقة، لكنها فشلت.
وأكد أنه تمت إعادة فتح جميع الطرق في عسيلان، عقب تحرير ما يقارب 85% منها، أمام تدفق التعزيزات القادمة من مأرب وعتق للشرعية، وأمام حركة المواطنين لممارسة حياتهم، في ظل تأمين مناطقهم من قبل الشرعية.
وفي البيضاء، تجددت المواجهات مع الميليشيات في محيط مناطق العبدية وعبل وخرفان، في منطقة الوهبية بمديرية السوادية المحاذية لمأرب، والتي تحاول الميليشيات تأمين طرق إمدادها باتجاه جبهات صرواح والمشجح والمخدرة بمأرب.
وكانت جبهة مديرية الزاهر شهدت كميناً محكماً نفذته المقاومة ضد عربة تقل عناصر للميليشيات على الطريق الرابط بين الزاهر ومدينة البيضاء، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، كانوا على متن العربة.
وفي مأرب، دفعت المنطقة العسكرية الثالثة بتعزيزات عسكرية قوامها 30 آلية حديثة إلى جبهة الزور في صرواح، التي تشهد تمادياً كبيراً للميليشيات لاستهداف مواقع الجيش والمقاومة، مستغلة التزام طرف الشرعية بضبط النفس.
وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم للميليشيات، على أطراف مديرية الحزم، عاصمة المحافظة الشمالية من جهة العقبة.
وفي تعز، أقر اجتماع موسع ضم القيادات الأمنية والعسكرية والمقاومة، خطة لتعزيز الأمن في المناطق المحررة مع بداية شهر رمضان، والعمل على فك حصار المدينة، لتخفيف معاناة سكان المدينة المحاصرين من قبل الميليشيات مع بداية رمضان.
وذكر مصدر أمني في تعز، لـ«الإمارات اليوم»، أن اجتماعات متواصلة على مدار اليومين الماضيين لقيادات تعز الشرعية، توصلت إلى إعداد خطة تهدف إلى فك الحصار عن المدينة، وفتح الطرق أمام تدفق المساعدات الطبية والغذائية نحو وسط المدينة، التي تشهد كارثة إنسانية. وأكد المصدر أن الخطة سيتم تنفيذها بالتعاون مع جميع أبناء المحافظة، الذين تداعوا من جميع المديريات لفك حصار المدينة، رافضاً الكشف عن تفاصيل الخطة.
وفي الجبهة الغربية للمدينة، ذكر الشيخ نجيب النعماني، أحد أعيان جبل حبشي، لـ«الإمارات اليوم»، أن المقاومة تمكنت من صد هجوم للميليشيات في العنيين والسد، مؤكداً سقوط ما يقارب 18 قتيلاً في صفوف الميليشيات وجرح آخرين، وفرار بقية عناصر الميليشيات.
وفي لحج، أكدت مصادر في الجيش تمكنها من صد هجوم للميليشيات، حاولت من خلاله التقدم صوب منطقة الكعبين، بالتزامن مع هجوم مماثل من الجهة الجنوبية من جبهة كرش.
وفي إب، شنت الميليشيات حملة اعتقالات في صفوف معارضيها في مديرية حزم العدين غرب المدينة، وصادرت المساعدات الغذائية، التي كانت في طريقها إلى سكان تلك المنطقة.
وفي حجة، تجددت المعارك في جبهة ميدي الساحلية مع المليشيات، التي قصفت مواقع الجيش في محيط المدينة، ما دفع منتسبي اللواء 82، التابع للشرعية، للرد على الهجوم، وتدمير عدد من الآليات العسكرية للميليشيات، بينها عربة كانت محملة بالذخيرة.