خلافات حادة بين وفد الانقلابيين في مشاورات الكويت
ولد الشيخ يرجئ طرح «التصور الأممي» لحل الأزمة اليمنية
كشفت مصادر مقربة من مشاورات الكويت من أجل السلام في اليمن، عن خلافات تعصف بوفد الانقلابيين، الذي يمثل حزب المخلوع علي صالح وجماعة الحوثي، وهو ما منع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، من عرض رؤيته لحل الأزمة اليمنية في جلسة أول من أمس المشتركة، التي ضمت أربعة أعضاء من كل فريق.
وقالت المصادر لـ«الإمارات اليوم» إن وفد الانقلابيين حضر إلى الجلسة وهو في حالة غضب وسخط شديدين لأسباب غير معروفة، الأمر الذي اضطر المبعوث الأممي إلى مواصلة مناقشة الترتيبات الأمنية والعسكرية لانسحاب الميليشيات المسلحة من العاصمة صنعاء والمحافظات المحتلة والمؤسسات الحكومية، والاستعدادات لتسليم السلاح الثقيل والمتوسط.
وحول ذلك، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، أن الاجتماع كان إيجابياً وتركز النقاش على إحدى القضايا المحورية لحل الأزمة، مشيراً إلى أن طريق السلام لم يكن أبداً سهلاً.
المبعوث الأممي أكد أن الاجتماع كان إيجابياً، وأن النقاش تركز على إحدى القضايا المحورية لحل الأزمة، مشيراً إلى أن طريق السلام لم يكن أبداً سهلاً. |
وأضاف: «أنا أعول على التزام الأطراف بإيجاد حلول تمهد الطريق نحو اتفاق لإنهاء الحرب وفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن».
وكانت مصادر مشاركة في المشاورات اليمنية بالكويت، التي دخلت يومها الـ55، قد كشفت أن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، سلم مسودة التصور الأممي لاتفاق حل الأزمة اليمنية المقترح إلى رئيَسي وفدي المشاورات قبل أكثر من أسبوع، وقد عاد كل منهما إلى قيادته للتشاور حول هذا التصور، حيث بحث عبد الملك المخلافي مع الرئيس، عبدربه منصور هادي، تفاصيل التصور في الرياض، وسبقه رئيس وفد الانقلابيين، الذي بحث التصور ذاته في صعدة.
من جهته، أدلى وزير خارجية اليمن عبدالملك المخلافي بتصريح قال فيه إن المبعوث الأممي سيقدم خلال اليومين المقبلين مشروعاً أعده لحل الأزمة اليمنية.
غير أن وفد الحوثيين والمخلوع جدد رفضه لأي حلول لا تشمل التوافق على الرئاسة والحكومة وتشكيل لجنة أمنية وعسكرية.
وقال مصدر قريب من الوفد الحكومي اليمني إن بيان الانقلابيين الصادر قبل يومين، والذي جاء بعد عودة رئيس وفدهم، محمد عبدالسلام، من صعدة، يعكس حقيقة موقف جماعة الحوثي الانقلابية غير الجاد في التعامل مع المشاورات، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتحدة والدول الراعية لعملية التسوية السياسية.
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، الذي ترعى بلاده المحادثات «بدأت المشاورات اليمنية تدخل مرحلة تختلف عن المرحلة السابقة، بدأنا نتحدث عن أفكار، وبدأنا نتحدث عن مبادرات تسهم في تحريك الجو، وتسهم في الوصول إلى التوافق المطلوب، ونلمس بكل ارتياح استعداد كل الأطراف اليمنية إلى الوصول إلى هذا الحل».
وكانت مصادر قد أشارت إلى أن مقترح الحل الشامل للأزمة اليمنية يتضمن مراحل عدة، أولاها إلغاء «الإعلان الدستوري»، وما تسمى «اللجنة الثورية» التابعة للانقلابيين، وتشكيل لجنة عسكرية تشرف على الانسحابات، وتسليم سلاح الميليشيات والجماعات المسلحة، تمهيداً لتشكيل حكومة شراكة، وإطلاق عملية سياسية شاملة.
من جهته قال عضو الوفد الاستشاري الحكومي في مفاوضات الكويت، العميد عسكر زعيل، أمس، إن الحوثيين يريدون تضييع الوقت بالمشاورات للتقدم على الأرض وإنهم يطالبون بالشراكة قبل أي اتفاق.
وأوضح عسكر زعيل، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، يطالبون بالشراكة قبل أي اتفاق وقبل أي تنفيذ يذكر لموضوع تسليم السلاح أو انسحابهم من المناطق التي سيطروا عليها، مشيراً إلى أن«الوفد الحكومي لم يصل معهم إلى أي اتفاق بالمفاوضات».
وأضاف أن «الحكومة اليمنية تطالب بتسليم السلاح للسلطات الشرعية والانسحاب من مؤسسات الدولة، غير أن الحوثيين يرفضون ذلك ويريدون تضييع الوقت للتقدم على الأرض، في إشارة إلى استمرارهم في العمليات العسكرية ضد القوات الموالية للحكومة في اليمن.
وأوضح زعيل أن «تخدير الشعب اليمني والجيش والمقاومة بقضية المشاورات، أمر في غاية الخطورة، وأن عليهم ألا ينتظرونا حتى نصل مع الحوثيين إلى اتفاق».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news