ولد الشيخ: تواصل الاجتماعات حول ترابط الأبعاد السياسية والإنسانية والاقتصادية

قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن مشاورات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت استمرت أول من أمس، وشهدت مجموعة من الاجتماعات التي تطرقت إلى أبرز محاور المرحلة المقبلة بما يضمن ترابط الأبعاد السياسية والإنسانية والاقتصادية، فيما جددت الدول الـ18 الداعمة للعملية السلمية دعمها المتواصل لجهود الأمم المتحدة، وإصرارها على مساعدة اليمن واليمنيين لتخطي هذه المرحلة الدقيقة.

أعضاء وفد الانقلابيين يتبادلون الأدوار في ما بينهم لإبقاء المشاورات في نقطة الصفر، بهدف تحقيق مكاسب على الأرض وتعزيز مواقعهم العسكرية.

وفي التفاصيل، قال ولد الشيخ في تقريره عن محادثات أول من أمس، إنه اجتمع في جلسة رباعية مع رؤساء وفد الحكومة اليمنية ووفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي، كما عقدت لجنة الأسرى والمعتقلين مباحثات موسعة لمناقشة أكثر الطرق فاعلية لتحقيق انجاز في هذا الملف.

وأضاف المبعوث الأممي في تقريره الذي أورده في صفحته على حسابه على موقع «فيس بوك» أنه اجتمع مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وأطلعه على أبرز تطورات الأيام الأخيرة. كما أجرى لقاءً مطولاً مع سفراء الدول الـ18 الداعمين للعملية السلمية، وقد عبروا عن دعمهم المتواصل لجهود الأمم المتحدة، وإصرارهم على مساعدة اليمن واليمنيين لتخطي هذه المرحلة الدقيقة.

ويحمّل وفد الحكومة اليمنية وفد الانقلابيين مسؤولية عدم إحراز أي تقدم في المشاورات، لتراجعه الدائم عن أي اتفاقات تصل إليها الجلسات المشتركة وغير المشتركة، الأمر الذي يعيد المشاورات إلى نقطة الصفر، ويضطر المبعوث الدولي إلى تبديل طريقة عمل المشاورات من جلسات مشتركة إلى تشكيل لجان، ومن ثم عقد جلسات منفردة، وأخيراً عقد جلسات بواقع أربعة أعضاء من كل وفد.

وأوضح مصدر في وفد الحكومة اليمنية لـ«الإمارات اليوم» أن وفد الانقلابيين الذي يمثل طرفي الانقلاب يتبادلون الأدوار في ما بينهم لإبقاء المشاورات في نقطة الصفر، بهدف تحقيق مكاسب على الأرض وتعزيز مواقعهم العسكرية، مستغلين بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي التزمت به الشرعية ولم يلتزم به الطرف الآخر، لافتاً إلى أن وفد الانقلابيين لم يبد منذ انطلاق المشاورات أي تفاعل مع القضايا الرئيسة لها، ولم يقدم خلال جلساتها المتواصلة أي تصور لحل لتلك القضايا.

وقال المصدر إن اجتماعات المشاورات لم تحقق منذ أيام أي تقدم، في الوقت الذي يواصل المبعوث الأممي إرجاء عرض تصوره للحل السياسي للأزمة على اجتماعات لجنة «4 في 4» التي بدأت بالانعقاد أخيراً، ومازالت تناقش الترتيبات العسكرية والأمنية لانسحاب الميليشيات وتسليم سلاحها، مشيراً إلى أن تعنت الانقلابيين وإصرارهم على إعادة المشاورات إلى بدايتها من خلال مناقشة المرجعيات في محاولة لإدراج زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي كأحد تلك المرجعيات، يحول دون تحقيق أي تقدم في الاجتماعات.

ولفت المصدر إلى أن اجتماعات لجنة إطلاق المعتقلين والأسرى هي الأخرى مازالت عالقة في النقاشات العقيمة بعد توقفها عند تبادل قوائم الأسرى، إذ يرفض وفد الانقلابيين تعديل قائمة أسراهم لدى القوات الحكومية، والتي تتضمن أسماء قيادات وأفراد لقوا حتفهم خلال المواجهات، وكذلك قيادات أخرى مثل أحمد نجل المخلوع علي عبدالله صالح، الذي تصدر القائمة، وكذلك رفضهم مناقشة إطلاق سراح المعتقلين العسكريين والسياسيين، على رأسهم وزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي، وقائد اللواء 119 مشاه العميد فيصل رجب، وشقيق الرئيس هادي، ناصر منصور.

وأوضح المصدر أن نقاشات هذه اللجنة التي عقدت اجتماعاً لها، أول من أمس، وأضيف إليها عضوان من كل وفد، أصبحت عبثية ومضيعة للوقت، في ظل عدم تحقيق أي تقدم نحو إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، مؤكداً أن الانقلابيين يواصلون تمسكهم بضرورة مناقشة الحل السياسي الذي يضمن بقاءهم في السلطة، وعدم محاسبة قادة الانقلاب قبل الاتفاق على أي قضايا أخرى تفضي إلى سلام دائم لليمنيين.

الأكثر مشاركة