تشديد الإجراءات الأمنية في عدن
شددت السلطات الأمنية والعسكرية، في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، إجراءاتها الأمنية والاحترازية، عقب الهجوم الإرهابي، الذي استهدف معسكر الصولبان في مديرية خور مكسر، أول أيام عيد الفطر المبارك، وأودى بحياة ثمانية جنود من قوات الأمن والجيش الوطني، وسط اتهامات لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية بالوقوف وراء هذا الحادث، في حين وصفه الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بالعمل الشيطاني الذي يهدف إلى خلط الأوراق بإراقة الدماء المعصومة.
وتفصيلاً، عززت السلطات الأمنية والعسكرية، في عدن، انتشارها في شوارع المدينة، ووجودها على مداخل المحافظة الشرقية والشمالية، في وقت شددت فيه الحراسة الأمنية على المقار والمواقع العسكرية.
السلطات الأمنية والعسكرية في عدن عززت انتشارها في شوارع المدينة، ووجودها على مداخل المحافظة الشرقية والشمالية، في وقت شددت فيه الحراسة الأمنية على المقار والمواقع العسكرية. |
وقال مصدر أمني مسؤول، لـ«الإمارات اليوم»، إن هذه الإجراءات الاحترازية، تم اتخاذها تحسباً لأي هجمات إرهابية محتملة، ضد المنشآت الأمنية والمرافق الخدمية في المحافظة، خلال الأيام المقبلة.
واتهم المسؤول الأمني ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح الانقلابية، بالوقوف وراء هذا الهجوم، الذي كان مخططاً له منذ وقت سابق، حسب ما أظهرت طريقة التنفيذ، مشيراً إلى أن الانقلابيين هدفوا، من خلال هذا العمل الجبان، إلى حرمان أبناء عدن الاحتفال بعيد الفطر المبارك، المتزامن مع الاحتفال بعيد النصر على الانقلابيين قبل عام من الآن.
وكشف المصدر المسؤول عن قيام قوات أمنية، خلال مواجهات تحرير المعسكر، بمداهمة شقة قريبة من المعسكر، بعد تتبع الاتصالات اللاسلكية بين العناصر المهاجمة وأشخاص خارج المعسكر، مؤكداً العثور على أدلة تؤكد ارتباط هذه العناصر بالميليشيات الانقلابية.
وأقدمت عناصر، من تنظيم «القاعدة» الإرهابي، على مهاجمة معسكر قوات الأمن الخاصة في معسكر الصولبان، والسيطرة عليه بعد هجوم بسيارة مفخخة على بوابة المعسكر، أسفر عن استشهاد أربعة جنود، تبعه اقتحام مسلحين لباحة المعسكر، قبل أن تستعيد قوات الأمن الخاصة، وبمساندة من الجيش الوطني وقوات الحزام الأمني وفصائل المقاومة، السيطرة على المعسكر بعد مواجهات عنيفة، قتل فيها ستة من المهاجمين، في حين جرح 17 فرداً من الجيش والأمن، حسب ما ذكر البيان الصادر عن قيادة المعسكر.
من جانبه، توعد قائد قوات الأمن الخاصة عدن، لحج، أبين، العميد الركن فضل باعش، تنظيم «القاعدة» الإرهابي برد هذا الهجوم، مؤكداً أن هذه الأعمال الإرهابية لن ولم تثنه وقواته عن مواصلة جهودهم في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار للعاصمة عدن، والمحافظات المحررة التي تشكل البعد والعمق الاستراتيجي لعدن، منها محافظتا لحج وأبين.
وناشد العميد باعش قيادة البلاد، وقوات التحالف العربي، توفير الدعم اللازم والإمكانيات التي تمكن قوات الأمن الخاصة من تأدية المهام المنوطة بها على أكمل وجه، وتعزز عملياتها العسكرية ضد التنظيمات الإرهابية.
وفي السياق نفسه، أجرى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عقب الحادث، اتصالاً هاتفياً بقائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، للوقوف على تداعياته، وقال «إن تلك الأعمال الشيطانية، التي تقوم بها قوى الشر والظلام بين حينٍ وآخر، تجاه العزل والأبرياء في مناطق متفرقة، ليست إلا محاولات يائسة، يريد من يقف خلفها فقط خلط الأوراق بإراقة الدماء المعصومة، خدمة للشيطان وأتباعه من القوى الباغية».
وأكد الرئيس اليمني أن تلك الأعمال الدنيئة لن تنال من عزيمة وثبات الشعب اليمني، وحماة الأمن والوطن من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمجتمع بصورة عامة، والذين قدموا التضحيات والغالي والنفيس، في سبيل الانعتاق من قوى الشر وأذرعها المختلفة، التي تظهر بأشكال وأوجه متلونة، بغية شرخ الصف الوطني والنسيج الاجتماعي بأعمالها الدنيئة.
ومعسكر الصولبان، الذي هاجمه الإرهابيون أول أيام العيد، هو مجمع عسكري، يقع في مديرية خور مكسر بالقرب من مطار عدن الدولي، ويضم عدداً من القطاعات والوحدات العسكرية والأمنية.