قوات الشرعية تحرّر جبلي الجـروف والشهداء في محيط «يام» الاستراتيجية
سيطرت قوات الشرعية اليمنية من الجيش والمقاومة، أمس، على جبلي الجروف والشهداء في محيط منطقة يام الاستراتيجية بمديرية نهم شرق صنعاء، بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، وغنمت عتاداً عسكرياً كبيراً حديث الصنع، كما قصفت المدفعية التابعة لها معسكراً تدريباً مجاوراً لمطار صنعاء الدولي لأول مرة منذ تقدمها إلى نهم، في ظل استمرار تكبد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية خسائر بشرية فادحة في جبهات صنعاء وتعز ومأرب والجوف وحجة، بلغت مئات القتلى والجرحى وتدمير عدد من الآليات العسكرية إلى جانب أسر العشرات منهم.
وفي التفاصيل، قال الناطق باسم مقاومة صنعاء عبدالله الشندقي، في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «تمكن رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من السيطرة على جبل الجروف وجبل الشهداء والجبال المحيطة بهما في منطقة جبال يام، وذلك بعد معارك عنيفة دارت (أمس) بين مقاتلي الجيش والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح من جهة ثانية».
وأشار إلى مقتل 16 من مسلحي الحوثي وصالح وجرح العشرات، فيما قتل اثنان من رجال الجيش والمقاومة وجرح خمسة آخرون. وأوضح الشندقي، أن الاشتباكات لاتزال مستمرة حتى هذه اللحظة، «في ظل تقدم للجيش والمقاومة وتراجع الميليشيات».
وذكرت مصادر في مقاومة نهم أن المقاومة غنمت خلال المعارك الأخيرة في نهم، التي تقدمت فيها قوات الجيش المقاومة نحو مناطق جديدة، معدات عسكرية وأسلحة نوعية حديثة الصنع، بينها 30 صاروخاً حرارياً روسياً ضد المدرعات مع قاعدة الإطلاق ومدفعي هاون، ونحو 200 قذيفة، ومدفع «بي 10» و73 قذيفة تابعة له.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك الأخيرة خلفت 60 قتيلاً من الميليشيات وعشرات الجرحى، وتدمير عدد من الآليات العسكرية، وأسر العشرات منهم.
في الأثناء، أرجع خبير عسكري يمني وجود قطع عسكرية حديثة الصنع إلى وجود منافذ بحرية وبرية مازالت تشهد عمليات تهريب للأسلحة منها باتجاه الميليشيات في صنعاء، خصوصاً تلك الواقعة في محافظتي المهرة وشبوة، التي تتمكن القوات الإيرانية من خلالها بالتعاون مع قوات المخلوع صالح والميليشيات من تمرير شحنات أسلحة عبر البحر والصحراء باتجاه سواحل شبوة ومنها إلى البيضاء وذمار ثم صنعاء، ومن المهرة عبر الصحراء باتجاه وادي سبأ والجوف ثم صنعاء.
كما قصفت قوات الجيش والمقاومة بالمدفعية معسكراً تدريباً للميليشيات في منطقة الرحبة بالقرب من مطار صنعاء الدولي في أطراف العاصمة لأول مرة منذ تقدمها في نهم العام الماضي. وأشارت مصادر في المقاومة إلى أن القصف أحدث حالة من الرعب والهلع في أوساط منتسبي المعسكر وصفوف الميليشيات في العاصمة.
وشنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع وتجمعات الميليشيات في نهم وضواحي العاصمة الشمالية والشرقية، فيما شهدت مناطق جبال المجاوحة وبني فرج المطلة على مركز مديرية نهم ومناطق بني بارق وبران اشتباكات عنيفة بين الجانبين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.
وكان قائد كتيبة تابع للشرعية أكد لـ«الإمارات اليوم»، أن المعارك في نهم تبشر بخير، وتجري وفقاً لخطط وتعليمات القيادات العسكرية العليا للشرعية، وهي في إطار الدفاع عن النفس ولم يتم حتى اللحظة إصدار الأوامر بالتقدم صوب العاصمة. وأكد سقوط ما يقارب 70 انقلابياً بين قتيل وجريح خلال اليومين الماضيين في نهم.
وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش والأمن التابعة للشرعية من اعتقال 32 عنصراً من الميليشيات كانت تحاول التسلل إلى وسط المدينة لتنفيذ عمليات تخريبية، وفقاً لمصدر امني بالمدينة، الذي اكد إحالة المعتقلين إلى الجهات ذات الاختصاص للتحقيق معهم.
وفي الجوف، قتل عدد من عناصر الميليشيات في قصف لمقاتلات التحالف على تجمعاتهم في مديرية برط العنان، فيما شنت قوات الجيش والمقاومة هجوماً معاكساً على الميليشيات في مديرية المتون أثناء محاولة الميليشيات التقدم صوب مناطق مزوية ومعيمرة، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وكانت خلافات حوثية – حوثية أدت إلى مقتل أحد قيادات الميليشيات في منطقة الساقية غرب مديرية الغيل يدعى عبدالله يحي محمد منصور الشريف، ما تسبب في حالة انقسام حاد في صفوف الميليشيات على خلفية الحادث.
وفي تعز، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من إفشال هجوم مباغت للميليشيات على منطقة كهبوب بالقرب من باب المندب، رداً على دحرهم من المنطقة على يد الجيش والمقاومة بمساندة مقاتلات التحالف العربي.
وذكر مصدر في قوات الجيش الوطني في ذوباب، أن أكثر من 100 قتيل وجريح سقطوا في صفوف الميليشيات خلال المعارك التي دارت في كهبوب شرق باب المندب، وأن عشرات الجثث مازالت ملقاة في المناطق التي شهدت المواجهات، لافتاً إلى أن 14 من رجال الجيش والمقاومة استشهدوا وأصيب 20 آخرون.
وفي جبهة الوازعية جنوب تعز، دارت معارك عنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى، في منطقة الحمراء على خلفية محاولة الميليشيات التقدم بالمنطقة.
وأكد مصدر في المقاومة سقوط ما يقارب 30 انقلابياً بين قتيل وجريح في مناطق كلابة وثعبات والجحملية وحسنات بشرق المدينة، على يد قوات المقاومة.
وفي شبوة، تجددت المواجهات في جنوب مديرية عسيلان بعد قيام الميليشيات باستهداف مواقع الجيش والمقاومة في السليم والعلم وشميس وأشعاب عيينة بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا، الأمر الذي دفع الجيش والمقاومة للرد على مصدر النيران وقصف مواقع الميليشيات بمختلف أنواع الأسلحة.
وفي صعدة معقل الانقلابيين، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع وتجمعات الميليشيات في منطقة «الملاحيظ»، بمديرية الظاهر، وكتاف على الحدود مع السعودية ومنطقتي رازح ومران في حيدان.
وفي البيضاء، نفى مصدر في المقاومة الشعبية لـ «الإمارات اليوم»، أن تكون الميليشيات تمكنت من إخماد المقاومة في المحافظة حسب ما تروج له مصادر إعلامية تابعة لها، مشيراً إلى أن المقاومة أصبحت تمتلك القوى والإرادة لتنفيذ عمليات نوعية ضد الميليشيات في مناطق متفرقة من المحافظة.
وقال المصدر إن المقاومة قصفت مواقع الميليشيات في «ذي مضاحي» التابع لعزلة آل عبيد بمديرية الصومعة، ما دفع الانقلابيين لشن حملة اعتقالات في صفوف أهالي المنطقة، وكذلك في صفوف أهالي قبيلة آل عبدالله وآل هاشم بمديرية الطفلة.
وفي حجة شمال غرب اليمن، تواصلت المعارك العنيفة بين الجانبين في محيط مديريتي حرض وميدي، تمكنت خلالها قوات الجيش والمقاومة من التقدم صوب مناطق جديدة في محيط مزارع نسيم والخضراء تحت غطاء نيران كثيفة.
ووفقاً لشهود عيان في المنطقة، فإن طيران الأباتشي التابع للتحالف قام بعمليات تمشيط واسعة للمناطق المحيطة بميدي أدت إلى تدمير آليات ومدافع الميليشيات بشكل كامل، عقب قصف المروحيات وسط صياح وفرار عناصر الميليشيات.
وذكر شهود عيان أن عشرات الانقلابيين، بمن فيهم قياداتهم، شوهدوا وهم يفرون من تلك المناطق تاركين عشرات الجثث من أنصارهم في المنطقة، بينهم أطفال تم تجنيدهم قسراً والزج بهم في تلك المعركة، التي تم خلالها تصفية عدد من المتحوثين من أبناء الحديدة أثناء محاولة فرارهم من محافظتي صعدة وعمران.
وذكرت مصادر عسكرية في المنطقة الخامسة أنه تم تدمير مدرعة وعدد من العربات التابعة للميليشيات بالقرب من منطقة مزارع نسيم، أثناء محاولتها التسلل باتجاه مواقع الجيش الوطني.