«الشرعية» تسيطر على الصــراري بتعز.. وتصعد في جبهـــات مـــأرب وصنعاء
تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية في تعز من السيطرة على منطقة الصراري في مديرية صبر الموادم، بعد معارك وحصار دام أياماً، وتمكنت من تأمين الطرق التي تربط تعز والجنوب، التي هدفت الميليشيات إلى قطعها لتشديد الحصار على المدينة، في حين شهدت جبهات الجوف وصنعاء ومأرب تطورات نوعية.
وتفصيلاً، أحكمت قوات الجيش والمقاومة الشعبية سيطرتها على منطقة الصراري في محافظة تعز، وتمكنت من فتح جميع الطرق التي تربط صبر بالمدينة، ومناطق التربة وطور الباحة في لحج، وكذا مناطق الضباب وجبل حبشي باتجاه الغرب.
وقال الناطق باسم المجلس العسكري بتعز، العقيد منصور الحساني، إن الجيش والمقاومة تمكنا من السيطرة الكاملة على بلدة الصراري جنوب مدينة تعز، وتطل بلدة الصراري، التي يقطنها سكان من آل الجنيد الموالين للميليشيات، على مديرية المسراخ، وعدد من القرى والجبال الخاضعة لسيطرة المقاومة، ما جعلهم يستخدمونها لقصف مواقع المقاومة منها، وقطع الطريق الرابط بين مدينة تعز وريفها.
وجاء تحرير المنطقة على يد لواء الحمزة، وبعد تزايد وصول تعزيزات للميليشيات إلى المنطقة الواقعة على طرق الشمال والجنوب، وبعد نقض الميليشيات لهدنة بشأن سحب مسلحيها من المنطقة، ولرفع الإقامة الجبرية التي فرضتها تلك الميليشيات على أبناء المنطقة.
وقال الشيخ عارف جامل، نائب رئس مجلس تنسيق مقاومة تعز وقائد جبهة صبر، في تصريح خاص لـ«الإمارات اليوم»، إن عملية الصراري كانت أمنية أكثر منها عسكرية، تم خلالها تأمين جميع الطرق بين تعز وصبر باتجاه التربة، كما تم فيها تحرير سكان المنطقة من الميليشيات.
وأضاف الشيخ جامل أن العملية أسفرت عن اعتقال 30 من عناصر الميليشيات، جلهم من خارج محافظة تعز، تم استقدامهم إلى المنطقة بهدف قطع الطرق والسيطرة على صبر، المطل على مدينة تعز من الجهة الجنوبية.
وأشار نائب رئيس مجلس تنسيق المقاومة في تعز لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن العملية ستتواصل لتأمين مديريات صبر بالكامل، وطرد الميليشيات، وتأمين المنطقة الجنوبية من المدينة، مؤكداً غنيمة الجيش والمقاومة عدداً من الأسلحة التي تم تخزينها بالمنطقة من قبل الميليشيات، بينها أسلحة ثقيلة.
وحول وجود أجانب في صفوف عناصر الميليشيات المعتقلين لدى المقاومة، أوضح الشيخ جامل أنه لم يتم التأكد بعد من وجود عناصر أجنبية أم لا، حيث تم إرسال المعتقلين إلى مناطق آمنة في المدينة، وسيتم التحقيق معهم، والتأكيد من هوياتهم لاحقاً، حسب قوله. وكانت أنباء تحدثت عن وجود ثلاثة أجانب في صفوف المعتقلين من الميليشيات، بينهم ثلاثة من «حزب الله» اللبناني، وعنصر من الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب اثنين برتبة لواء من الجيش الموالي للمخلوع صالح.
من جانبه، أكد محد صادق أحمد، أحد قيادات لواء الحمزة المشارك في عملية تأمين الصراري في صبر جنوب تعز، عملية تطهير الصراري بالكامل، والسيطرة على مسجد جمال الدين والمدرسة والمجمع والتباب المحيطة، وتم تأمين المنطقة، بالتعاون مع عدد من مجاميع وأبطال المقاومة، في حسم، وأبناء صبر الأبطال، ويجري العمل لإعادة فتح الطريق الذي يربط تعز بالتربة، وهو طريق معبد أكثر من طريق طالوق، بعد أن قطعته الميليشيات، وساهمت في حصار مدينة تعز بشكل إجرامي.
وكانت الميليشيات عملت قبل فرارها من الصراري على تفجير وإحراق ثلاثة من المنازل.
في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على منطقة المخاء غرب المدينة، حيث يعتقد أن الميليشيات فرت من صبر باتجاهها، كما تم استهداف تجمع للميليشيات على محيط مدارس العمري في مدينة ذوباب الساحلية.
وكانت جبهات المدينة الشرقية والغربية شهدت مواجهات واشتباكات بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، خصوصاً في محيط اللواء 35 مدرع ومناطق ثعبات وكلابة والجحملية والدعوة، كما شهدت مناطق متفرقة في الضباب اشتباكات متقطعة، خصوصاً على الطريق الرابط منطقة يفرس بجبل صبر.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، أكدت قيادة المقاومة الشعبية في منطقة نهم أن تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت المنطقة قادمة من الحدود السعودية عبر محافظة مأرب، بينها عتاد عسكري حديث، مشيرة إلى أن القوات الجديدة تمركزت حول جبال يام والذهب والفرضة.
وكانت أنباء تحدثت عن توافق بين التحالف والشرعية اليمنية حول قرار الحسم العسكري في العاصمة، انطلاقاً من مأرب والجوف وشمال المدينة، وعبر عودة غارات مقاتلات التحالف لشن غارات على تجمعات وقيادات الميليشيات في العاصمة.
وعادت المعارك بشكل عنيف إلى جبهات نهم، بعد أيام من المناوشات والاشتباكات المتقطعة بين الجانبين، وتصدت قوات الجيش والمقاومة لمحاولات عدة نفذتها الميليشيات في محيط جبلي يام والذهب الاستراتيجيين، فيما تمكنت وحدات من الجيش والمقاومة من التقدم نحو مركز مديرية نهم، تم فيها قتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيات.
وفي شمال المدينة، اقتحمت عناصر مسلحة من الميليشيات صالة عرس طالب في كلية الإعلام في شارع المطار شمال العاصمة، واعتقلت اثنين من أقاربه، على خلفية اتهامه بتأييد المقاومة والشرعية.
وفي الجوف الجبهة الشرقية لليمن والعاصمة، أكد الناطق باسم المقاومة الشعبية بالمحافظة، عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، أن هناك انهياراً كبيراً في صفوف وقيادات الميليشيات، نتيجة استمرار المقاومة والجيش في التقدم على جبهات القتال المختلفة، وعجز الميليشيات عن تحقيق أي انتصار، وانتشار الخلافات العاصفة في صفوفهم.
وأشار الأشرف إلى أن القيادي الحوثي مبخوت الحصان، الذي ينحدر من قبائل بني نوف، سلم نفسه للمقاومة الشعبية في مديرية المصلوب، غرب المحافظة، مع 10 من مرافقيه، وأن هناك عدداً من القيادات في صفوف الميليشيات يتم التواصل معهم لتسليم أنفسهم، وأن المؤشرات الأولية لعملية التواصل تشير إلى قرب انضمامهم إلى صفوف المقاومة والجيش.
وأوضح الأشرف أن المعارك في جبهات القتال المختلفة في شمال المحافظة وجنوب غربها تشهد تصعيداً غير مسبوق، وأن هناك تقدماً كبيراً تحرزه قوات الجيش والمقاومة على حساب الميليشيات في المصلوب والغيل والمتون، وكذا في منطقة صبرين والعقبة.
وكانت مصادر محلية في الجوف ذكرت أن 15 انقلابياً سقطوا في مواجهات العقبة شمال الحزم عاصمة المحافظة، الإثنين، فيما استشهد أحد أفراد المقاومة، في حين تصدت قوات الجيش والمقاومة لمحاولة تقدم لعناصر الميليشيات في محيط صبرين في خب والشعف، وكذا في منطقة البيضاء الشقبان في المصلوب.
وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات على الغيل والمطمة وخب والشعف والمتون، استهدفت مواقع للميليشيات، وتعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى المتون.
وفي مأرب شمال اليمن، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على تجمعات الميليشيات في صرواح ووادي عبيدة، فيما تمكنت قوات الشرعية من الجيش والمقاومة من صد هجوم واسع للميليشيات على تبتي البراء والنظارة في صرواح، وأجبرتهم على التراجع.
وتمكنت قوات الجيش والمقاومة من قصف مواقع الميليشيات في محيط الأشقري وصرواح بعشرات الصواريخ، مستهدفة مواقع آل حجلان والزايدي وطعيمان، التي وصلتها تعزيزات للميليشيات بهدف شن هجوم واسع على مواقع الجيش والمقاومة في جبهتي هيلان وصرواح.
وفي صعدة، معقل الميليشيات، شنت مقاتلات التحالف غارات نوعية على منطقة مران بمديرية حيدان، حيث يتمركز زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، كما قصفت مواقع الميليشيات في الظاهر ومنطقة الطلعة في كتاب المحاذية للسعودية.
وفي محافظة عمران، استهدفت مقاتلات التحالف تجمعاً للميليشيات قرب بوابة معسكر العمالقة شمال المحافظة.
وفي إب وسط اليمن، واصلت الميليشيات عملياتها التخريبية بحق منازل وممتلكات المواطنين في الشعاور والأهمول، وأقدمت على تفجير ثلاثة منازل في قرية المدرج بعزلة الأهمول، بينها منزل قائد مقاومة الأهمول الشيخ حزام الهاملي، بعد يومين من تفجيرها منزلين في قرية بني محمد بعزلة الشعاور، بينهما منزل قائد المقاومة الشيخ فيصل الشعوري، ونهبت محتويات المنازل قبل تفجيرها.