مقاتلون من الشرعية اليمنية شمال مدينة عدن. أ.ف.ب

«الشرعية» تقترب من تحقيق أهـــداف المرحلة الأولى لـ «التحرير موعدنا» شمال صنعاء

تواصلت المعارك في شمال العاصمة اليمنية صنعاء، بين قوات الجيش والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من جهة أخرى، وسط تحقيق قوات الشرعية مزيداً من الانتصارات بمساندة مقاتلات التحالف العربي، فيما شهدت الجوف ومأرب وتعز وحجة معارك طاحنة بين الجانبين، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

وفي التفاصيل، واصلت قوات الجيش والمقاومة انتصاراتها في جبهة نهم شمال العاصمة اليمنية صنعاء، ووصلت إلى منطقة المقاطع، بعد سيطرتها على جبال الحمرة، وجبل الجبيل بعد معارك عنيفة مع الميليشيات، التي تكبدت 18 قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما استشهد اثنان من الجيش والمقاومة، وأصيب 11 آخرون، وفقاً لناطق المقاومة بصنعاء عبدالله الشندقي.

في الأثناء، أكدت مصادر في الجيش الوطني بنهم، أنهم بصدد تحقيق أهداف المرحلة الأولى من عملية «التحرير موعدنا»، الهادفة لتحرير العاصمة صنعاء والمدن المحيطة بها، وأن الجيش والمقاومة - بمساندة التحالف العربي - باتا على أعتاب نقيل ابن غيلان الاستراتيجي.

وتوقعت تلك المصادر أن تتم السيطرة الكاملة على النقيل، خلال الأيام القليلة المقبلة، والذي سيشكل نقلة نوعية لمجريات المعارك بشكل عام، وستكون مديريات أرحب وبني حشيش وبني الحارث ومعسكرات الميليشيات فيها، في مرمى نيران الشرعية مباشرة، بما فيها مطار صنعاء الدولي والضاحية الشمالية للمدينة بالكامل.

وأشارت المصادر إلى أن وقع المعارك في جبهات نهم (الميمنة والميسرة والقلب) تسير وفقاً لما هو مرسوم لها من خطط، وتحقق جميع أهدافها وتتقدم بشكل مستمر، فيما باتت الميليشيات في وضع المهزوم حيث تتلقى الصفعات باستمرار، وفي حالة تشتت، وتسجل في صفوفهم حالات فرار واسعة من مواقعهم، على وقع ضربات الجيش والمقاومة، وغارات مقاتلات التحالف.

وكانت مقاتلات التحالف شنت، أمس، سلسلة من الغارات النوعية على مواقع وتجمعات وتعزيزات الميليشيات، في مدينة صنعاء وضواحيها، مستهدفة معسكر الجميمة في بني حشيش بأكثر من 10 غارات، أسفرت عن تدمير عدد من مخازن الأسلحة، التي شهدت انفجارات وتطايراً للمقذوفات منها لساعات، فيما تصاعدت أعمدة الدخان بكثافة من المعسكر.

كما استهدفت مقر الفرقة الأولى مدرع سابق شمال المدينة بثلاث غارات، وضربت قاعدة الديلمي الجوية وقاعدة الصمع ومعسكرات بيت دهرة في أرحب. كما استهدفت تجمعاً ومخزن أسلحة في منزل القيادي بالميليشيات في مديرية أرحب محمد عرفج، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل عناصر مسلحة كانوا في المنزل، وفقاً لشهود عيان بالمنطقة.

وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التصدي لهجوم واسع شنته ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، على جبهة صبرين في مديرية خب والشعف شمال المحافظة، ما أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الانقلاب وإصابة آخرين.

في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف غارات على تجمعات الميليشيات في مديرية المتون جنوب المحافظة، أسفرت عن مقتل 23 من الميليشيات، وإصابة العشرات، وفقاً لناطق المقاومة عبدالله الأشرف، الذي أشار إلى أن الغارات دمرت عدداً من الآليات العسكرية للميليشيات، بالقرب من مزارع العيزري في المتون، كما استهدفت تجمعاً للميليشيات في منزل الحوثي حسين علوي قعشم الشريف، وموقع آخر للميليشيات في مديرية الغيل جنوب المحافظة.

على صعيد آخر، قال شهود عيان إن 18 من عناصر الميليشيات قتلوا، فيما تم أسر أربعة آخرين، في عملية ناجحة للمقاومة والجيش في منطقة شوابة، الواقعة بين حصون آل شنان بالجوف وأرحب في صنعاء، هي الأولى من نوعها التي تجري بمنطقة مشتركة بين مقاومة المحافظتين.

وفي مأرب، حققت قوات الجيش والمقاومة تقدماً جديداً في جبهة المخدرة، بمحيط صرواح غرب المحافظة، وتمكنت من تطهير موقع القف غرب المخدرة من الميليشيات، التي حاولت التقدم باتجاه مواقعهم في المخدرة، ما دفعهم إلى صد الهجوم، وشن هجوم معاكس أسفر عن مقتل أربعة من الميليشيات، وإصابة ثلاثة آخرين.

كما تمكنت قوات الجيش والمقاومة من التقدم باتجاه تباب العرقوب في جبهة هيلان، تحت غطاء قصف مقاتلات التحالف لمواقع الميليشيات في المنطقة، وقصف قوات الشرعية في «تداوين» تلك المواقع في هيلان.

وفي عمران شمال العاصمة، قصفت مقاتلات التحالف تجمعاً للميليشيات في إدارة أمن مديرية ‏بني صريم، ومقر اللواء 127 مشاة في مديرية القفلة، كما واصلت دك مواقع الميليشيات بصعدة، مستهدفة أسلحة ثقيلة في منطقة بني سويد بمديرية مجز.

وكانت مقاتلات التحالف استهدفت مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، في محافظة المحويت غرب العاصمة لأول مرة، حيث شنت أكثر من 10 غارات على معسكر الأمن المركزي، وغارات أخرى على مواقع للميليشيات في المحافظة.

وفي حجة شمال غرب اليمن، قال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، إن نحو 50 عنصراً من الميليشيات سقطوا قتلى وجرحى، في غارات لمقاتلات التحالف في محيط مدينة حرض الحدودية مع السعودية.

وفي تعز، التحمت جبهات القتال في صبر، التابعة لقوات الجيش والمقاومة في ‏الموادم و‏المسراخ والشقب والأقروض، بعد تطهير تلك المناطق من الميليشيات، وبدأت مرحلة جديدة من العمليات القتالية باتجاه دمنة خدير، التي تتمركز فيها الميليشيات منذ احتلالها تعز في أبريل 2015.

وأكد مصدر في المقاومة أن قوات الشرعية بدأت عملياتها في أولى مناطق دمنة خدير من جهة صبر، وأنها تسعى إلى قطع طرق إمداد الميليشيات باتجاه حيفان والشريجة.

وكانت قوات الجيش والمقاومة دشنت معركة دمنة خدير، بالسيطرة على منطقة الربوع، أولى مناطق مديرية خدير من اتجاه الأقروض في المسراخ، بعد معارك عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة 20 من عناصر الميليشيات، شوهدت جثثهم مرمية في المنطقة.

وكانت المقاومة والجيش سيطرا على مناطق المشهوف والصالحين وجبل الشجرة والخلل، على جبهات الشقب والأقروض، ما عزز وجودهم بالمنطقة، حيث قاموا بتطهير محطيها بالكامل، وصولاً إلى تخوم الدمنة.

وفي جبهة الصلو، أكد مصدر في المقاومة أنهم انسحبوا من منطقة الصيار، بعد تلقيهم خيانة من بعض مشايخ المنطقة الموالين للمخلوع صالح، والذين سمحوا لتعزيزات عسكرية تابعة للميليشيات بدخول المنطقة.

إلا أن مصادر في منطقة حيفان أكدت وصول تعزيزات كبيرة للميليشيات إلى التباب القريبة من الأحكوم، بهدف الهجوم على مواقع المقاومة في الأكبوش، التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش والمقاومة والميليشيات، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع الميليشيات في المنطقة.

وفي جبهات المدينة، شنت الميليشيات هجوماً واسعاً على مناطق كلابة والأربعين وعصيفرة والزنوج، انتقاماً لهزيمتها في جبهات ثعبات والجحملية العليا، لكنها قوبلت بدفاعات الجيش والمقاومة التي تصدت لهم، وأجبرتهم على التراجع إلى مواقعهم في الأمن المركزي والقصر والحوبان.

وفي الجبهة الغربية، ذكر شهود عيان وصول أربع عربات عسكرية، تابعة للميليشيات، عليها رشاشات إلى جوار مصنع السمن والصابون، لتعزيز وجودها في محيط مقر اللواء 35 مدرع، الذي تحاول الاستيلاء عليه منذ أشهر.

وكانت المقاومة والجيش تمكنا من تطهير حارة قريش في الجحملية العليا، وطهرت منازل‏ الروضي و‏الصنعاني و‏معاذ الجنيد و‏عدنان الجنيد من القناصة، فيما ردت الميليشيات بتنفيذ حملة ضد سكان المباني في جولة سوفتيل بالحوبان لمغادرة منازلهم، بما فيهم نزلاء الفنادق بالمنطقة، منها فندق التاج الذهبي، وعمارة الزوقري، وقامت بنشر عناصرها القناصة في تلك المباني.

وكانت مقاتلات التحالف واصلت غاراتها على مواقع الميليشيات في تعز، مستهدفة مواقعهم في شارع الستين، ومعسكر سلاح المهندسين، ومعسكر الاستقبال في شرق المدينة، كما استهدفت تعزيزات للميليشيات في وادي الأحكوم، وتجمعاً لهم في منطقة الممشاج بالمنطقة نفسها الواقعة جنوب المحافظة.

واستهدفت مواقع الميليشيات في مفرق الذكرة بمديرية ماوية شرق تعز، ومعهد الجند، وأكمة الأكبوش جوار إذاعة تعز بالحوبان، ومعسكر اللواء 22 حرس جمهوري، وكتيبة الدفاع الجوي في الحوبان شرقاً، وجبل النار في خط المخاء غرباً.

وفي البيضاء، تمكنت قناصة المقاومة من استهداف تجمع للميليشيات في آل حميقان بمديرية الزاهر، وقتلت ثمانية من الانقلابيين، عقب تدشين مجلس المقاومة بالمديرية بساعات.

وفي الضالع، تصدت قوات الجيش والمقاومة لهجوم عنيف شنته الميليشيات، لليوم الثاني على التوالي، على قرية رمة غرب منطقة مريس التابعة لمديرية قعطبة، عقب محاولتهم التسلل إلى القرية من مواقعهم في المعصر وناصة، لتقوم بعد فشل الهجوم بقصف تلك المنطقة بصواريخ الكاتيوشا.

الأكثر مشاركة