الانقلابيون يتحدّون المجتمع الدولي بخطوات تصعيدية
تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية تصعيدها السياسي، بإصدار رئيس مجلسها الانقلابي صالح الصماد، قراراً قضى بتكليف القيادي في حزب المخلوع صالح، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، تكون مناصفة بين طرفي الانقلاب، في وقت قلل فيه خبراء سياسيون من هذه الخطوة، التي أعتبرها ورقة أخيرة، يلعب بها الانقلابيون لتحقيق مكاسب سياسية.
وتزامن تصعيد الانقلابيين مع الجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، من أجل استئناف مشاورات السلام، التي تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية، تفضي إلى إنهاء الحرب التي يشهدها اليمن منذ عام ونصف العام، وهو ما يعد رفضاً ضمنياً من قبلهم لهذه الجهود.
وكان بن حبتور يشغل منصب محافظ عدن، خلال الانقلاب الذي قامت به ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وبعد هروب الرئيس عبدربه منصور هادي من الإقامة الجبرية، التي فرضتها عليه ميليشيات الحوثي وصالح بالعاصمة صنعاء، أعلن بن حبتور انشقاقه عن حزب المؤتمر، وتشكيل حزب المؤتمر بالجنوب.
وبحسب مراقبين وأوساط سياسية، فإن بن حبتور وبإيعاز من المخلوع صالح مارس الخداع مع هادي، ومع قيادات المقاومة من خلال مهاجمة الحوثي وصالح أثناء وجود الرئيس هادي، بعد تمكنه من الوصول إلى عدن والفرار من منزله بصنعاء، في حين أنه وبصورة سرية كان ينفذ أجندة الانقلابيين للسيطرة على عدن، حيث ظهر بعد أيام من انطلاق عمليات عاصفة الحزم في صنعاء بجانب قيادات الانقلاب.
وقال الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي، باسم فضل الشعبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن هذا التصعيد يعد تحدياً سافراً للمجتمع الدولي، وتأكيداً لعدم مبالاتهم بقراراته، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي - على الرغم من التصعيد والتحدي المتكرر - لم يفهم ذلك ولايزال يمد لهم الحبال لإنقاذهم.
وأضاف باسم، الذي يرأس رئيس «مركز مسارات للاستراتيجيا والإعلام»، أن هذه الخطوة التي اتخذها الانقلابيون تعد الورقة الأخيرة لديهم، في محاولة للحصول على مكاسب سياسية من أي حوار قادم يسعون إليه، مشيراً إلى الهزائم العسكرية والسياسية التي تعرضوا لها، خلال الفترة القليلة الماضية.
وهو ما أكده رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد، الذي قال إن الانقلابيين يبحثون عن أي انتصار سياسي وعسكري قبل الهدنة، لافتاً إلى أنهم بالأمس استهدفوا سفينة إماراتية في الممر الدولي، بعد فشلهم على الأرض، واليوم يعلنون تشكيل حكومة.
بدوره، أوضح رئيس المنتدى العربي للدراسات بصنعاء، السياسي نبيل البكيري، أن الميليشيات بتكليف بن حبتور تشكيل حكومة في صنعاء، تكون قد وصلت إلى استخدام جميع أوراقها، وباتت في مرحلة التلاشي الأخير، مؤكداً أن الانقلاب يتلاشى يوماً بعد يوم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news